سعيد الحناوي: الدراما العربية تعلّمت من السوريّة
يصوّر المخرج إياد النحاس حالياً مشاهد مسلسل «الرابوص» من تأليف وسيناريو وحوار سعيد الحناوي، ومن إنتاج شركتَي «النحاس» و«زوى»، ليكون من ضمن قائمة أعمال الموسم الدرامي في السنة المقبلة.
ويقدّم المسلسل ضمن قالب جديد على صعيد الصورة والموضوع يمكن إدراجه ضمن خانة أعمال الرعب الدرامية، إذ يضمّ على قائمة ممثليه مجموعة من نجوم الدراما السورية منهم بسام كوسا ومحمد حداقي وعبد المنعم عمايري وأمل عرفة ورنا شميس وضحى الدبس ونظلي الرواس وغيرهم.
الكاتب الحناوي الذي ينتظر بفارغ الصبر إنهاء تصوير «الرابوص» ليخرج إلى الجمهور، يقول: هذا العمل هو أهم مغامرة كتابية لي وأعتبره مشروع عمري بما يحمله من جديد على صعيد النصّ والصورة، ويطرح عدة قضايا اجتماعية من الواقع المعاش بقالب مشوّق، ويسلّط الضوء على تشوّهات إنسانية كثيرة موجودة في الحياة بشقّيها الجسدي والنفسي.
ويرى الحناوي أن لكلّ إنسان «رابوص» يلاحقه في حياته لتغدو العلاقة بينهما أشبه بمعركة تنتهي في النهاية لمصلحة أحدهما، على حساب تدمير الآخر. مبيّناً أن النصّ اعتمد على الدخول إلى العوالم الداخلية لشخصيات العمل والغوص في بواطنها، لكشف خفايا النفس البشرية وما تملكه من شرور، بنمط يقترب من دراما الرعب التي لم يعتد عليها الجمهور العربي.
ويشير الحناوي إلى أن قصص الأعمال التي يكتبها وشخصياتها وأحداثها مأخوذة من نبض الشارع ومن الناس، ويدعمها بحبكات درامية من خياله، ما يجعل هذه القصص برأيه مشوّقة تناسب المشاهدة التلفزيونية. موضحاً أنه استفاد كثيراً من بداياته كممثل ومخرج مسرحي وعمله لسنوات في المسرح، ليمسك بمفاتيح الكتابة الدرامية وتقديم نصوص متوازنة بمشاهد مضبوطة الإيقاع.
السيناريست الذي شارك في كتابة الجزء الثاني من مسلسل «دنيا» يعبّر عن تفضيله كتابة الكوميديا، خصوصاً الكوميديا السوداء ذات البعد الإنساني وقدرتها على مخاطبة العقل مباشرة. لافتاً إلى أن كتابة الكوميديا لا تخلو من المخاطرة لأن النتيجة النهائية فيها لا تعتمد فقط على النصّ، بل فيها يتدخل الممثل والمخرج ما قد يتسبّب بفقدان ضابط الشخصية وانزياحها نحو التهريج والابتذال بذريعة تقديم منطوق الشخصية «الكاركتر».
ويقول الحناوي: أحاول أن أقدّم ما هو قريب من الناس بمختلف مستوياتهم من دون تفضيل شريحة على أخرى، وما يهمّني هو الشارع بكلّ أطيافه. مبيّناً أن طموحه في عالم الكتابة للدراما يتركز على تقديم رسالة تحدث تغييراً نحو الأفضل لتكون أعماله صوت الناس في كل مناحي الحياة.
ويرى الحناوي أن استمرار الدراما السورية بإنتاج الأعمال كلّ سنة على رغم كل الصعوبات والحرب الظالمة على بلدنا، تعبير عن وجودنا كسوريين وعن إرادة الحياة لدينا.
ويجد الحناوي أن مهنة الكتابة الدرامية أصبحت مستباحة من قبل الدخلاء ما أوقع عليها الكثير من الظلم، خصوصاً في الجانب المادي الذي لا يتناسب مع جهد الكاتب إطلاقاً، إلى جانب الاعتقاد بأن مهمة الكاتب تنتهي مع تسليمه النصّ للمخرج، وهذا منطق خاطئ لا يوجد إلا في الدراما العربية على حدّ تعبيره.
ويقول السيناريست المشارك في كتابة مسلسل «بث تجريبي»: أكبر المشاكل التي تعاني منها الدراما السورية وجود منتجين من خارج المجال الفنّي.
ويتابع الحناوي: لست ضد إعطاء الفرص للمواهب الجديدة التي تجتهد وتسعى إلى إثبات وجودها وقدراتها.
ويجد الحناوي أن الأعمال المشتركة التي تنتج في الخارج في غالبيتها ذات مستوى فنّي عال وجيدة، وتحمل البصمة السورية بوضوح. مؤكداً أن الدراما العربية استفادت وتعلّمت من مثيلتها السورية، إضافة إلى العاملين فيها من كتّاب وممثلين ومخرجين، وهذا ما لمسه بنفسه عندما عمل في إحدى هذه الدرامات العربية.
ويعبّر الحناوي عن تفاؤله الكبير بمستقبل الدراما السورية التي ستعود إلى بريقها وألقها مؤكداً أن الفنّ والإبداع السوريين باقيان إلى الأبد.