معارضة الرياض: لا إمكانية لاستئناف مفاوضات جنيف
حذّر مساعد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء مسعود جزائري، من مخطط أميركي لتفكيك العراق وسورية تحت غطاء محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي. مؤكداً أنّ الانتصارات التي حققها الجيش العراقي في الفلوجة، ستكون لها مردودات استراتيجية على المستوى الإقليمي، وأنّ الآمال باتت واقعية جداً لطرد المرتزقة الإرهابيين الذين ينفذون حرباً بالنيابة عن أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة.
وشدد اللواء جزائري على ضرورة الالتفات إلى ما تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه في سورية والمنطقة بشكل عام، والذي يهدف إلى إضعاف الدول الإسلامية داعياً إلى الوقوف بحزم أمام هذه الاستراتيجية التي تخدم مصالح الكيان الصهيوني ومشاريعه.
وأوضح جزائري أنّ اعترافات المسؤولين والساسة في أميركا والكيان الصهيوني وحكام السعودية وتركيا وغيرهم، تؤكد أنّ تنظيم «داعش» الإرهابي هو نتاج مشترك لجميع هذه الأطراف مبيناً أنّ محور المقاومة يخوض حرباً في مواجهة قوى تحارب بالنيابة عن أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة، وتتخذ من الوهابية مساراً لتشويه صورة الإسلام.
على صعيد آخر، نقلّت مصادر إعلامية أمس، أنّ جلسة مجموعة العمل الدولية حول سورية كانت متوترة جداً، حيث قدم الجانب الروسي وثائق وصور تثبت دخول دبابات حديثة إلى حلب من دولة حدودية مع سورية، دون أن تسميها.
المصادر أشارت أيضاً الى أنّ المندوب الروسي، خلال الجلسة واجه المجموعة الدولية بوثائق تؤكد دخول 100 صاروخ مضاد للطائرات إلى تنظيم «جبهة النصرة» من دولة حدودية مع الشمال السوري، و أن التنظيم لن يستخدم هذه الصواريخ إلا بإذن من الدولة التي مرت الصواريخ عبر أراضيها.
جاء ذلك في وقت، واصل الجيش السوري عملياته الموسعة في محافظة حلب، وتمكنت أمس وحداته من فرض سيطرتها على مزارع الملاح الشرقية، بعد يوم من سيطرتها على المزارع الشمالية و تقدمها في الجنوبية.
هذا وتعتبر منطقة مزارع الملاح استراتيجية لأنها تمكن الجيش السوري من تطويق الأحياء الشرقية لمدينة حلب بالكامل، من خلال تمهيدها الطريق للسيطرة على مفرق الكاستيللو.
سياسياً، أعلن رئيس تيار «الغد السوري» أحمد الجربا، أمس، أنّه بحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مسألة استئناف المفاوضات السورية – السورية.
وقال الجربا الزائر لموسكو حالياً، للصحفيين «ناقشنا هذا الموضوع ودعونا إلى استئنافها بأسرع ما يمكن»، مشيراً أنّ اللقاء تطرق أيضاً إلى بحث ضرورة وقف قصف المناطق السورية المأهولة التي يوجد فيها إرهابيون، لأنها كسابق عهدها تضم سكاناً مدنيين.
وتابع قائلاً إنّ المعارضة السورية تدعو إلى فتح ممرات إنسانية إلى المناطق المتضررة من العمليات القتالية، مؤكداً أنّ المفاوضات السورية بعد استئنافها يجب أن تحمل «طابعاً ثابتاً ومتواصلاً»، معبراً عن استعداده للتعاون مع موسكو على الأرض في محاربة الإرهاب بسورية.
من جهتها، شككت الهيئة العليا لمعارضة الرياض في إمكانية استئناف مفاوضات جنيف في الوقت الراهن.
وقال المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا «لا توجد أيّ مؤشرات لإمكانية استئناف المفاوضات»، لافتاً إلى استمرار «التصعيد العسكري واستخدام روسيا لأسلحة محرمة دولياً وتصعيد الحصار وعدم إطلاق سراح المعتقلين»، وهذا كله «يجعل المفاوضات أمام طريق مسدود».
واعتبر نعسان آغا أنّ الرئيس السوري بشار الأسد، رفض في خطابه الأخير الحل السياسي، ومن ضمنه تشكيل هيئة حكم انتقالية.
بدوره، اعتبر المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم، أنّه لا يتصور المرحلة الانتقالية في سورية بمعزل عن الرئيس الأسد، مشيراً إلى ولاء الجيش والأجهزة الأمنية له.
وفي تصريحٍ مفاجئ أدلى به، أشار عبد العظيم إلى أنّ جميع مفاصل السلطتين التشريعية والتنفيذية بيد الأسد في الوقت الراهن، ناهيك عن ولاء الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة له. وأضاف «لا يمكن بدء المرحلة الانتقالية بمعزل عن الأسد، ولا بد من بقائه في السلطة لما لا يقل عن ستة أشهر قبل أن يسلم مقاليد الحكم للسلطة الانتقالية».