حزب الله: السعودية تضع لبنان في براد الانتظار ولا توافق على حلول لمصلحته

لفت حزب الله إلى «أنّ الشغور الرئاسي سببه انتظار قوى محلية للتعليمات الخارجية، وخصوصاً القرار السعودي»، مشيراً إلى «أنّ السعودية اليوم تضع لبنان في براد الانتظار ولا توافق على حلول لمصلحة لبنان».

وشدّد الحزب على «ضرورة تكامل الأدوار من أجل تحقيق رؤية استراتيجية واحدة هي رؤية بناء القوة لمجتمعنا ودفع التهديدات والمخاطر عن دولتنا».

وفي السياق، رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال حفل تخريج طلاب المرحلة الثانوية في ثانوية المصطفى ـ النبطية، «أننا نواجه عدواناً دولياً بصور مختلفة، وضعنا العالم أمامه وبدأ يهجم علينا من كلّ حدب وصوب، سواء بعنوان الدول الكبرى أو الدول الإقليمية أو الأنظمة المستبدة أو إسرائيل أو الجماعات التكفيرية».

وأكد أنّ «المقاومة اليوم تتألق أكثر فأكثر وتبرز أكثر فأكثر وتؤثر في المنطقة أكثر فأكثر، وأما التضحيات التي تقدمها فهي تضحيات طريق النصر التي لا بد منها، وخير لنا أن نقدم تضحيات تؤدي إلى نصر وعزة من أن ندفع هذه الأثمان أو أكثر منها عندما نستسلم ونكون أذلة للآخرين «هيهات منا الذلة».

وأضاف: «لقد أنجزت المقاومة الإسلامية مقاومة حزب الله إنجازين كبيرين عظيمين:

الأول: حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأذلت إسرائيل بالتحرير والمواجهة بحيث أصبح الأمر بارزا أمام العالم، والجميع اليوم يعتبر أن إمكان هزيمة إسرائيل هزيمة بعد أخرى أصبح متاحا، وهذا الجيش الإسرائيلي ليس سوى نمر من ورق.

أما الإنجاز الثاني، فقد أوقفت مقاومة حزب الله اندفاعة التكفيريين من أن يحتلوا المزيد من الأرض وأن يسيطروا على المزيد من المقدرات، بل منعت هؤلاء من أن يقيموا إماراتهم المتنقلة في الشمال والبقاع، مما أدى إلى تراجعات كبيرة في قدرة التكفيريين، وانكشفوا أمام العالم، فاضطر الكثيرون ممن تبنوهم الى أن يعلنوا عداءهم لهم، وهذا أيضا يسجل للمقاومة».

وتابع قاسم: «اليوم إسرائيل حائرة، فإذا أرادت أن تضرب من أجل أن تواجه وتسقط المقاومة فالخسارة ماثلة أمامها وتجربة 2006 واضحة تماما، وإسرائيل تؤمن وتعتقد أنّ ما جهزه حزب الله هو أكبر بكثير مما كان في سنة 2006 وأنّ إسرائيل لا يمكن أن تحقق إنجازاً في مواجهة حزب الله. وإذا تركت ولم تفعل شيئاً فقدرة حزب الله تنمو وتجاربه وتزداد، وإمكاناته تكبر، وبالتالي يمكن أن تتعقد المسألة أكثر في مواجهة إسرائيل. لذلك اضطرت أن تعلن في مؤتمر هرتسيليا أنّ إمكان الحرب بهذه المرحلة غير متاح وربما لعشر سنوات، إذ لا إرادة عند الطرفين في مسألة الحرب، وهذا نوع من التبرير لعدم خوض الحرب الإسرائيلية التي تعتبرها ضرورة للتخلص من حزب الله، لكنّ القدرة غير متاحة.

إذاً إسرائيل مردوعة، وهي إن تحدثت بعنترية في بعض الأحيان فمن أجل بعض المعنويات لشعبها، ولتغطي عجزها عن المبادرة، في النهاية نحن أصحاب الحقّ، وصاحب الحقّ يبدأ بالقوة وبعد ذلك يضيف بعض الإمكانات ليقوى أكثر، أما صاحب الباطل فيبدأ ضعيفاً ويحتاج إلى قوة كبيرة ليسدّ هذا الضعف».

ولفت إلى «أنّ الشغور الرئاسي سببه انتظار قوى محلية للتعليمات الخارجية، وخصوصاً القرار السعودي»، مشيراً إلى «أنّ السعودية اليوم تضع لبنان في براد الانتظار ولا توافق على حلول لمصلحة لبنان، وهي تأمر جماعتها كي يردّدوا كالببغاء من ورائها».

وقال: «نحن حددنا كحزب الله والحلفاء طريق الحل، وإذا وافقوا على السير في طريقة الحل يحصل انتخاب الرئيس غداً وتبدأ المؤسسات الدستورية بالعمل، لكنهم يتخبطون، وينتقد بعضهم بعضاً، ويتمزقون فرقاً وجماعات هم جبهة مفككة، وهذا ينعكس على عدم القدرة بالنهوض بلبنان، ما يعكس ضعفاً في قدرتهم على اتخاذ القرار».

وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بدوره، «ضرورة صيانة مجتمعنا ورعاية مصالحه من أجل أن ندفع التهديدات عنه في المقاومة كما في السياسة»، مشددًا على ضرورة «تكامل الأدوار من أجل تحقيق رؤية استراتيجية واحدة هي رؤية بناء القوة لمجتمعنا ودفع التهديدات والمخاطر عن دولتنا».

وفي كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة عدشيت بحضور النائب ياسين جابر ومسؤل منطقة الجنوب في حزب الله الحاج علي ضعون ورؤساء بلديات وفعاليات سياسة واجتماعية وحشد كبير من البلدة والقرى المجاورة، قال رعد: «نحن لسنا مقاومة تهوى القتال، نحن مقاومة جادة هادفة مقاومة تحترم إرادة شعبها وتحب أهلها وشعبها وتدفع المخاطر عن أهلها وشعبها، حين نقاتل في سوريا كما كنا نقاتل في لبنان دفاعًا عن أمن اهلنا ووحدة بلدهم كذلك ندافع عن أمنهم ووحدة بلدهم من خلال التصدي للارهاب التكفيري الذي يتهدد سورية ليصل بعد ذلك إلى تهديدنا في لبنان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى