كييف تتجه لمقاضاة روسيا لرفعها سعر الغاز
أعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أنّ بلاده ترفض سعر الغاز الجديد الذي فرضته روسيا، والذي يصل إلى نحو 485.5 دولارا لكل ألف متر مكعب، مندّدا بما أسماه «عدواناً اقتصادياً عبر الغاز» تشنه موسكو.
وقال وزير الطاقة الأوكراني يوري برودان أنّ كييف ستلجأ إلى محكمة للتحكيم في العاصمة السويدية ستوكهولم إذا فشلت محادثاتها مع روسيا لخفض سعر إمدادات الغاز.
وكانت روسيا أعلنت منذ أيام عن زيادة سعر الغاز الطبيعي الذي تصدره لأوكرانيا، للمرة الثانية في أقل من أسبوع، ليتضاعف سعره تقريباً، بحيث يتعين على كييف دفع سعر يزيد بنسبة 81 عما كانت تدفعه قبل الزيادة الأولى التي أقرت الإثنين الماضي، بحيث انتقل من 268.5 دولارا لكل ألف متر مكعب إلى 485.5 دولارا.
وذكر ياتسينيوك في اجتماع وزاري لبحث الأزمة الاقتصادية لبلاده أنّ أوكرانيا مستعدة للاستمرار في دفع السعر السابق لأنه «سعر عادل».
ولتقليص اعتمادها على الغاز الروسي، دخلت أوكرانيا في مفاوضات طارئة مع جيرانها الأوروبيين بحثا عن بدائل لاستيراد الغاز الطبيعي، ومن هذه الدول سلوفاكيا والمجر وبولندا.
وأشار رئيس الوزراء الأوكراني إلى «أنّ كييف تسعى لإبرام عقود بيع مع جيرانها لشراء الغاز بسعر 150 دولارا لكل ألف متر مكعب»، لافتا إلى «أنّ وزير الطاقة سيجري مباحثات غدا في بروكسل حول ما يسمى «عكس اتجاه تدفقات الغاز»، بحيث تعيد دول أوروبية تصدير إمدادات الغاز التي تصل عبر خطوط الأنابيب التي تمر بالأراضي الأوكرانية إلى كييف».
غير أنّ الرئيس التنفيذي لشركة «غازبروم» الروسية ألكسي ميلر قال أمس أنّ بلاده تنظر بحذر لإمكانية إبرام عقود مستقلة بين الدول المتلقية للغاز الروسي وأوكرانيا من أجل عكس اتجاه التدفقات، مشيرا إلى أنّ خطوط الأنابيب لا يمكنها العمل في اتجاهين بالوقت نفسه، وهذا الأمر يثير تساؤلات عن مدى قانونية هذه العقود المحتملة.
وفي سياق متصل، قال وزير الطاقة الأوكراني أنّ كييف لن تأخذ حصتها من الغاز الروسي المُصدّر عبر أنابيب تمر في أراضيها إلى دول أوروبية إذا أوقفت موسكو إمدادات الغاز إليها.
وكانت روسيا قد اتهمت كييف بسرقة الغاز من الأنابيب إبان خلافات سابقة على التسعير في عامي 2006 و2009، وهو ما نفته أوكرانيا في حينها.
وتؤمّن أوكرانيا، التي تعيش أزمة اقتصادية، 40 من حاجاتها من الغاز من روسيا، غير أنّ العلاقات بين البلدين تدهورت كثيراً عقب عزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش قبل شهرين وضم موسكو شبه جزيرة القرم الشهر الماضي، وكانت كييف تستفيد في الأعوام الماضية من سعر مخفض للغاز الروسي بموجب اتفاقية بين الطرفين تتيح لموسكو امتيازات عسكرية في موانئ القرم.