بريطانيا قد تجري استفتاء ثانيا شرط ضبط الهجرة
طالب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بريطانيا، أمس، بتوضيح موقفها بأسرع وقت ممكن بعد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي.
واستبعد يونكر أيّ مفاوضات قبل أن تبدأ لندن في إجراءات الخروج، مشدداً على أنّه لا تفاوض دون إبلاغ، وقال «لا يمكننا البقاء في الغموض لفترة طويلة أريد أن توضح المملكة المتحدة موقفها فوراً ليس غداً ولا بعد غد».
بدورها، أبلغت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بريطانيا أمس، أنّه ليس بإمكانها انتقاء الأجزاء التي تريدها من الاتحاد الأوروبي، مثل السوق الموحدة دون قبول مبادئ مثل حرية الانتقال عندما تتفاوض على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأكدت ميركل أمام مجلس النواب الألماني قبل سفرها إلى بروكسل أنّ لندن لن تحظى بمعاملة خاصة، وقالت «سنضمن ألا تجرى المحادثات وفقاً لمبدأ انتقائي … ينبغي أن يكون هناك فرق ملحوظ بين دولة ترغب في أن تكون عضواً بأسرة الاتحاد الأوروبي وأخرى لا ترغب في ذلك».
المستشارة الألمانية أضافت في لهجة أكثر صرامة، مما كانت عليه في الأيام القليلة الماضية، «من يرغب في أن يترك هذه العائلة لا يمكنه أن يتخلى عن كل مسؤولياته ويحتفظ لنفسه بالمزايا».
و أكدت إنّ البلدان التي ترغب في دخول السوق الموحدة يتعين عليها أن تقبل بالمبادئ والالتزامات التي تتوافق معها. وقالت «إن ذلك ينطبق على بريطانيا العظمى وعلى أيّ بلد آخر.» وأضافت أنّ النرويج لم تكن عضواً بالاتحاد الأوروبي لكن سمح لها بدخول السوق الموحدة «لأنّها في المقابل تقبل بحرية الهجرة إليها من دول الاتحاد الأوروبي ضمن أمور أخرى».
هذا و أكدت ميركل إنّ بلادها مصممة على استمرار علاقتها الوثيقة مع بريطانيا والعمل على تعزيز الاتحاد الأوروبي، مشيرةً أنّ الأمر يرجع لبريطانيا في بدء الخطوات التالية لترك الاتحاد قبل أي مفاوضات – سواء رسمية أو غير رسمية – تتعلق بمستقبل علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي.
المستشارة أضافت إنّه «بوسعي فقط أن أنصح أصدقاءنا البريطانيين بألا يخدعوا أنفسهم … فيما يتعلق بالقرارات الضرورية التي ينبغي اتخاذها في بريطانيا»، مؤكدةً «تظل بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي خلال الفترة التي تستغرقها المفاوضات لها كل الحقوق وعليها كل الواجبات التي ينبغي احترامها والحفاظ عليها حتى يتم الخروج بصورة فعلية وأن هذا ينطبق بالتساوي على الطرفين».
وفي شأن متصل، أعلن جيريمي هانت وزير الصحة البريطاني أمس، أنّه يبحث بجدية احتمال ترشيح نفسه لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في منصبه، مشيراً أنّه من الممكن أن يسجل اسمه كمرشح لزعامة حزب المحافظين قبل أن يغلق باب الترشيح يوم الخميس المقبل.
وقال «أنا أدرس الأمر بجدية. ما أريد فعله هو أن أنقل الجدل إلى شكل بريطانيا التي نريدها خارج الاتحاد الأوروبي. هذا تغيير كبير للغاية وإذا أدرناه بالطريقة الصحيحة يمكننا أن ننجح».
هانت أضاف إنّه يجب منح رئيس الوزراء الذي سيخلف كاميرون فرصة للتفاوض مع بروكسل، قبل بدء مهلة العامين منذ إبلاغ بريطانيا الاتحاد بخروجها رسمياً، حتى يتمكن من طرح أيّ اتفاقية بشأن الهجرة للاستفتاء على البريطانيين. وقال «قبل أن تبدأ الساعة بالعد يجب أن نتفاوض على اتفاقية ونعرضها على البريطانيين سواء في استفتاء أو عبر انتخابات عامة جديدة وتفويض جديد للمحافظين».
من جهته، استبعد وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن ترشيح نفسه للمنافسة على خلافة كاميرون، بسبب دعوته القوية للبقاء في الاتحاد الأوروبي.
وكتب أوزبورن في صحيفة تايمز « ليس من طبيعتي أن أفعل أشياء بغير حسم. بذلت كل ما بوسعي في حملة الاستفتاء. آمنت بهذه القضية وسعيت جاهداً من أجل ذلك»، و أضاف «في حين أقبل تماماً نتيجة ذلك فإنني لست الشخص الذي يوفر الوحدة التي يحتاج إليها حزبي المحافظين في هذا الوقت».
وفي سياق متصل، أكد هانت أنّ بريطانيا يجب أن تظل جزءاً من السوق الموحدة وكتب في مقال لصحيفة «دايلي تليجغراف» البريطانية إنّ بريطانيا قد تجري استفتاءً ثانياً على عضويتها في الاتحاد الأوروبي، إذا تمكنت من إبرام اتفاق مع الاتحاد يسمح لها بالسيطرة الكاملة على حدودها.
وقال «لا أقول إننا يجب أن نجري استفتاء ثانياً بخصوص البقاء في الاتحاد الأوروبي. نحن سنخرج من الاتحاد … ولكن بعد التفاوض على شروط الخروج اعتقد أنّه يجب أن يكون للشعب رأي في هذه الشروط».