لاسن تتفقّد مشاريع تنموية في عكار: موّلنا حوالى 30 مشروعاً بقيمة 72 مليون يورو في كلّ لبنان
دانت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن ما وصفته بالاعتداءات الإرهابية التي استهدفت بلدة القاع اللبنانية، وأكدت على دعم الحكومة اللبنانية والقوى الأمنية والجيش.
كلام لاسن، جاء إثر جولة لها على عدد من المشاريع الإنمائية التي تنفذ بدعم من الاتحاد الأوروبي في عدد من القرى والبلدات العكارية، في إطار مشروع دعم الإصلاح المالي للبلديات الذي ينفذه صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لصالح وزارة الداخلية والبلديات.
رافق السفيرة لاسن في جولتها وفد من صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ضمّ: ديما صادر مديرة مكون التنمية المحلية، الخبير الرئيسي في التنمية المحلية محمد عرابي، رئيس قسم الهندسة المهندس فادي حمد، والمهندس جمال كريم مديرعام مؤسسة مياه لبنان الشمالي.
المحطة الأولى، كانت في بلدة المحمرة، حيث تمّ الاطّلاع على سير العمل في مشروع حفر وتجهيز بئر جديدة مع خزان أرضي وقصر مائي وشبكة توزيع داخلية لزيادة التغذية بمياه الشفة في حي آل الشمالي في بلدة المحمرة، ثم كان لقاء مع رئيس البلدية عبدالمنعم عثمان، وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير وفعاليات البلدة في دار البلدية.
وكان نقاش حول إمكانية تنفيذ مشاريع تنموية إضافية في سياق المشاريع التي تعمل البلدية على درسها وإقرارها.
المحطة التالية كانت في بلدة قنية في منطقة جبل أكروم، حيث اطلعت السفيرة لاسن والوفد المرافق على البئر الارتوازي التي تمّ تأهيلها ومحطة الدفع الجديدة إلى الخزان الرئيسي بحضور رؤساء بلديات المنطقة الحاليين والسابقين ووجهاء العائلات وفعاليات، وبعد الاطّلاع على أعمال البئر والشبكات المتصلة به كان اقتراح من رئيس بلدية قنية أحمد كنعان وتمن بأن تستكمل أعمال تجهيز البئر بتأمين مولد كهربائي خاص به، لا سيما أنّ «التيار الكهربائي» وفق برنامج التقنين لا يوفر المياه بشكل دائم للبلدة إلى إمكانية تأمين الدعم اللازم لحفر بئر ثان، وتجهيزه وسيارة مخصّصة لنقل النفايات والدعم اللازم للاجئين السوريين.
ثم انتقل الجميع إلى بلدة كفترون، حيث تمّ إنجاز مشروع حفر وتجهيز بئرين ارتوازيين لتزويد بلدتي كفرتون وأكروم بمياه الشفة.
بعدها التقت لاسن بفعاليات المنطقة في قاعة آل الزين في البلدة في حضور رؤساء البلديات والمخاتير، وكانت كلمات ترحيب وشكر من قبل الأهالي على هذه اللفتة الكريمة من الاتحاد الأوروبي ومطالبين بالمزيد.
وإثر الجولة، أشارت لاسن إلى «أنّ هذه المشاريع هي جزء من سلسلة مشاريع يمولها ويدعمها الاتحاد الأوروبي منذ سنوات خصوصاً في قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، لا سيما في السنوات الـ3 الماضية، والأزمات التي مر بها لبنان التي أثرت على نقص حاد بالموارد المائية في أكثر من منطقة، إضافة إلى الأسباب المناخية التي أدت إلى شح المياه هناك أيضاً أزمة اللاجئين السوريين التي أثرت أيضاً على استهلاك هذه الموارد المائية ورفعت ما نسبته 12 في المئة من استهلاك المياه».
أضافت: «ونتيجة لهذا الواقع المستجد قرّر الاتحاد الأوروبي التدخل والسعي لتنفيذ سلسلة من المشاريع على هذا الصعيد فخلال السنوات الـ3 الماضية مولنا حوالى 30 مشروعاً بقيمة 72 مليون يورو في كلّ لبنان وبشكل محدّد وخاص في مناطق عكار والشمال والبقاع».
وتابعت: «بالإضافة إلى مشاريع البنى التحتية التي نفذت والتي تنفذ يهمنا أيضاً تقوية قدرات الحكومة المركزية وقدرات الحكومات المحلية أي البلديات لتمكينهم من إدارة هذه المشاريع على النحو الأمثل».
وقال: «عندما يشعر المواطنون بأهمية هذه الخدمة وجودتها وتأمين المياه على نحو أفضل أن يساهموا أيضاً بدفع الرسوم المستحقة عليهم للمؤسسات المحلية التي تدير هذه المنشآت لضمان ديمومة استمرارها، وهذا جزء من الشفافية المفترض اعتمادها في هذا الإطار».
وعن الأوضاع الأمنية والاعتداءات الإرهابية في القاع مؤخراً، قالت السفيرة لاسن:
«إننا من دون شك ندين ونستنكر مثل هذه الاعتداءات الإرهابية ونحن بانتظار نتائج التحقيقات التي تجريها الحكومة اللبنانية، ويهمنا جداً استقرار لبنان، ولأجل ذلك الاتحاد الأوروبي يقدم الدعم للجيش اللبناني وللمؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية».
وفي وقت لاحق، وزعت بعثة الاتحاد الأوروبي البيان الآتي: «زارت اليوم رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن ثلاثة مشاريع ممولة من الاتحاد الأوروبي وبتنفيذ من صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وساهمت المشاريع الثلاثة المنجزة في تحسين التزود بالمياه بشكل كبير في المنطقة مع التخفيف في الوقت نفسه من الضغوط الإضافية على شبكة توزيع المياه نتيجة تواجد اللاجئين بأعداد كبيرة في المنطقة».
وأشار البيان إلى أنّ لاسن «عاينت في المحمرة، بئر ماء مبنية حديثاً وخزاناً أرضياً جديداً بسعة 500 متر مكعب وبرج مياه بسعة 100 متر مكعب. وساهمت هذه البنى التحتية الجديدة بشكل كبير في وضع حد للنقص في المياه في المنطقة، وأفادت بصورة مباشرة حوالى 5,000 نسمة. وفي قنية، زار الوفد الأوروبي مشروع تأهيل بئر قائمة وبناء خط أنابيب، مما حسن الحياة اليومية لحوالي 2,700 نسمة. وتوقفت السفيرة لاسن أخيراً في كفرتون حيث أنجز صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ مدة قصيرة مشروع حفر وتجهيز بئر جديدة بين كفرتون وأكروم. وأوضح المسؤولون البلديون والمستفيدون من المشروع كيف أثرت البئر في تلبية الاحتياجات اليومية للمجتمع المحلي. وقد نجح المشروع في تحسين التزود بالمياه لحوالي 15,000 نسمة، أي كامل سكان بلدتي أكروم وكفرتون، بمن فيهم اللاجئون السوريون المقيمون في المنطقة».
ولفت إلى أنّ «لاسن قالت خلال اجتماعها مع ممثلي السلطات المحلية والمستفيدين من المشروع إنه من المشجع جداً أن نرى على الأرض الوقع الإيجابي للمبادرات التي نمولها في منطقة عكار. فتحسين البنى التحتية الحالية للمياه ومنشآت البناء له وقع مباشر على حياة السكان في هذه المنطقة. وأنا سعيدة جداً لكون تمويل الاتحاد الأوروبي يتيح للبلديات توفير الخدمات الأساسية لجميع السكان، أي المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين».