رئيس دائرة الصليب الأحمر يتجه إلى موسكو لبحث موضوع القافلة الروسية

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق بلاده من تباطؤ تقديم الضمانات الأمنية للقافلة الإنسانية الروسية من جانب كييف.

وجاء في بيان صدر عن الوزير ونشر بعد مكالمته الهاتفية مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير أمس: «نأمل ألّا يكون تباطؤ تقديم ضمانات أمنية لإيصال المساعدات الإنسانية الروسية إلى أوكرانيا محاولة من كييف أو قوى أخرى لإجهاض هذه العملية الإنسانية المهمة».

وأضاف البيان أن ماورير أشار من ناحيته إلى أن روسيا وقوات الدفاع الشعبي قد أعطت الضمانات الأمنية كافة للقافلة الإنسانية ولموظفي الصليب الأحمر الذين سيشاركون في هذه العملية بالكامل.

وشدد الطرفان على «ضرورة حل مسألة الضمانات الأمنية المتبقية مع الجانب الأوكراني بأسرع ما يمكن»وكذلك اتخاذ إجراءات سريعة في الساعات القريبة المقبلة من أجل تسوية المسألة حول نقل الشحنات الإنسانية الروسية إلى متلقيها.

وذكر الوزير الروسي أن الوضع الإنساني في منطقة الأعمال العسكرية شرق أوكرانيا يتدهور كل يوم، مشيراً إلى أن المرضى في المنطقة باتوا من دون أدوية بينما الأطفال من دون غذاء في ظل غياب مستلزمات العيش في كثير من التجمعات السكنية.

وفي السياق، أعلنت أمس زيارة يقوم بها لوران كوربا رئيس دائرة النشاط العملياتي للصليب الأحمر في أوروبا وآسيا الوسطى إلى موسكو، لبحث الوضع حول القافلة الإنسانية الروسية المخصصة لشرق أوكرانيا.

ونقلت وكالة «إيتار تاس»الروسية عن السكرتيرة الصحافية للمنظمة أناستاسيا إيسيوك أن كوربا سيجري في العاصمة الروسية «محادثات مع كبار المسؤولين حول النشاط الإنساني للصليب الأحمر في أوكرانيا وكذلك القافلة الروسية».

وكانت القافلة الإنسانية الروسية التي تتضمن نحو 270 شاحنة تحمل نحو ألفي طن من المواد الغذائية والمياه والأدوات انطلقت من مقاطعة موسكو في 12 آب. وفي 14 آب اقتربت القافلة من الحدود الأوكرانية. وقد نسقت روسيا وأوكرانيا نظام فحص الشاحنات من قبل جمارك البلدين واتفقتا على أن كل شاحنة سيرافقها موظف من الصليب الأحمر.

وأوضح الصليب الأحمر أن الأمر الرئيسي لدخول القافلة الروسية إلى أوكرانيا ينحصر حالياً في الضمانات الأمنية لموظفيها الذين سيرافقون الشاحنات.

وقالت إيسيوك: «من المهم مبدئياً بالنسبة للصليب الأحمر أن يحصل من الجانبين المتنازعين في شرق أوكرانيا على ضمانات أن موظفيه سيعملون في ظروف آمنة وفي ظروف مراعاة المبادئ الإنسانية الدولية مع الأخذ في الاعتبار أن المنظمة لا توافق على المرافقة العسكرية للقافلة».

من ناحية أخرى، قالت فيكتوريا زوتيكوفا المسؤولة الإقليمية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال حديثها عن مسألة سلامة عبور قافلة المعونات الإنسانية الروسية إلى شرق أوكرانيا بحلول اليوم: «إن المفاوضات تجرى لوقت محدد. هناك صعوبات في الاتصال والتواصل مع الجميع. ونحن ننتظر في وقت واحد ضمانة الأمن من الجانب الأوكراني ومن المليشيات».

ورجحت زوتيكوفا تلقي ضمانات أمنية لعبور قافلة المساعدات الإنسانية قبل الزيارة المرتقبة لرئيس نشاطات اللجنة الدولية للصليب الأحمر العاجلة في أوروبا وآسيا الوسطى لوران كوربا الأربعاء 20 آب إلى موسكو.

وكان كوربا زار كييف يوم الجمعة الماضي واجتمع بممثلين عن السلطات الأوكرانية، وعقب ذلك عاد إلى جنيف وسيتوجه الثلاثاء 19 آب إلى موسكو، وسيجتمع الأربعاء بمسؤولين روس.

وأعلنت الخارجية الروسية بهذا الصدد أن «الجانب الروسي وافق على مطلب الجانب الأوكراني بشأن خط سير القافلة وإيصال المساعدات ومسائل أخرى في هذه العملية»، وفيما بعد أكدت الخارجية الروسية أن كييف شرعت من جانب واحد في تغيير الاتفاق مع موسكو، إضافة إلى تقديمها مطالب جديدة إلى الجانب الروسي.

جاء ذلك في وقت أعلن النائب الأول لرئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية أندري بورغين استعداد جمهوريته لضمان الأمن لموظفي الصليب الأحمر والقافلة الإنسانية الروسية. وذكر أن موظفي الصليب الأحمر ليسوا موجودين في دونيتسك حالياً. وأضاف: «يجب أن يصلوا إلينا في البداية. سنستقبلهم وسننقلهم إلى دونيتسك ثم سيتجهون للحصول على الشحنات إذا كان ذلك أمراً ضرورياً».

إلى ذلك، أفاد رئيس بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا بول بيكار أن مراقبين البعثة الذين يقومون بمتابعة الأوضاع على الحدود الروسية الأوكرانية لم يسجلوا نقل الأسلحة عبر الحدود.

وقال في مؤتمر صحافي أمس: «لم نرى أية أسلحة سابقاً، السؤال كان إذا رأينا السيارات العسكرية التي كانت تمر عبر الحدود أمس في نقطتي المرور، لم نرى أية سيارات عسكرية تحاول عبور الحدود».

وذكر بيكار أن المراقبين شاهدوا أكثر من مرة المروحيات العسكرية الروسية بالقرب من نقطتي المرور، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنها لم تتجاوز الحدود الأوكرانية سابقاً. وقال: «نرى أشخاصاً يرتدون بزات عسكرية في نقطتي المرور ويمرون عبر الحدود ولا يتجاوز عدد الأشخاص فيها 12. أحياناً يحملون حقائب وأحياناً على متن سيارات مدنية. لكننا لم نلحظ أسلحة لديهم».

وأضاف رئيس البعثة أن بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا العاملة في المنطقة ستكتمل في القريب العاجل بالخبراء الجدد. وتابع: «وصلنا إلى هناك للإشرف على نقطتي تفتيش. وجرى زيادة عدد المراقبين منذ 10 أيام، وخلال الأيام العشرة الأخيرة نتابع هاتين النقطتين على مدار الساعة. وبعد أيام عدة ستنضم إلينا مجموعة أخيرة من المراقبين وسيكون فريقنا كاملاً، وبإمكاننا العمل كما يجب».

وأعلن بيكار أن مراقبي بعثته لن يقوموا بفحص شحنات القافلة الإنسانية الروسية، مشيراً إلى أنها مهمة الصليب الأحمر. وقال: «نتابع ما يحدث على الحدود، ويشارك مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في عملية الفحص، ليست لدينا صلاحيات في هذا المجال. هذا ما يقوم به الصليب الأحمر».

وأضاف أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تدرس إمكان استخدام طائرات من دون طيار في عملية متابعة نقاط التفتيش على الحدود بين روسيا وأوكرانيا. وتابع: «ندرس مسألة استخدام طائرات من دون طيار أثناء بعثاتنا من أجل متابعة نقاط المرور على الحدود. لكن في إطار الإجراءات الحالية لمتابعة نقطتي التفتيش «دونيتسك-إيزفارينو»و»غوكوفو-تشيرفونوبارتيزانسكي»لن نستخدم طائرات من دون طيار. لن يسمح أحد لنا بذلك»، مشيراً إلى إمكان استخدام هذه الطائرات في عمليات الإشراف على الحدود سيحلها مقر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى