بيئة العمل قد تؤثّر سلباً على الموظفين
قد تؤثّر أساليب العمل إيجاباً أو سلباً على كل من الموظفين وأصحاب العمل، وإذا ما توفّرت بيئة عمل مناسبة وإيجابية، فهي تمنح المهنيّين الوقت اللازم لتنمية معارفهم وقدراتهم.
كما أنّ تبنّي أساليب خاطئة قد يترك أثراً سلبياً في الشركة، كزيادة معدّل تغيّب الموظفين وانخفاض إنتاجيّة العمل.
وقد كشفت دراسة حديثة أنّ بيئة العمل المحيطة بالعاملين من شأنها أيضاً أن تؤثّر في صحة الموظفين المعرفيّة على المدى الطويل، فالبيئة المملّة التي تفتقر إلى التحفيز وغير السليمة تنعكس سلباً على الموظفين.
وأوضح الباحثون في دراستهم التي نُشرت في المجلة العلمية Journal of» Occupational and Environmental Medicine، أنّ دراسة سابقة كانت قد وجدت علاقة بين بيئة وجود الإنسان وتأثيرها على الذاكرة ومهارات التفكير، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
ووجدت دراسة نُشرت عام 2014، أنّ الوظائف التي تُرهق الموظفين من الناحية الجسدية والعاطفية والعقلية من شأنها أن تؤثّر على الصحة والمهارات المعرفيّة لديهم.
لذا، رأى الباحثون بناءً على كل ما سبق أنّ بيئة العمل المملّة وغير المحفّزة والتي تفتقر إلى النظافة، تؤثّر بشكل سلبي على الصحة المعرفية للموظفين، ولكن النقاش كان حول العامل الذي يترك التأثير الأكبر على صحة الموظفين، وأُجري الكثير من الدراسات والبحوث لمحاولة كشف هذا العامل.
فوجد الباحثون النتائج التالية:
انخفضت القدرات والوظائف المعرفيّة لدى الموظفين الذين عملوا في أماكن غير نظيفة احتوت على العفن وبعض المواد الكيميائية المختلفة.
تمتّع المشتركون الذين يعملون في أماكن عمل غير نظيفة بذاكرة أضعف ممّا تمتّع به غيرهم، وهي القدرة على تذكّر أمور معيّنة مثل الوقت والأماكن، بالإضافة إلى انخفاض الأداء التنفيذي لهم كالقدرة على التحكّم واستخدام مهارات إدراكيّة مرتفعة.
الموظفون الذين يعملون في بيئة عمل معقّدة، حيث هناك فرص لتعلّم مهارات جديدة، تحلّوا بقدرات معرفيّة أفضل من غيرهم، وكانت هذه العلاقة أوضح لدى النساء بشكل خاص.
وبناءً على هذه النتائج، أكّد الباحثون أنّ بيئة العمل تؤثّر في الموظفين تأثيراً كبيراً، فيما تساعد أماكن العمل النظيفة والمحفّزة على التمتّع بقدرات معرفيّة أفضل.