اعتصام لـ«مركز الخيام» دعماً للجيش… وتبرّع بالدم في القرعون
نظّم «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب»، اعتصاماً أمس أمام مقرّه في كورنيش المزرعة، بعنوان: «لبنان رهينة الإرهاب طالما الجنود مخطوفون». شارك فيه حشد شعبيّ وبعض أهالي المفقودين، وأسرى محرّرون من السجون الصهيونية.
وكانت كلمة لأمين عام المركز محمد صفا قال فيها: «نعتصم اليوم أمس نصرةً للجيش في مواجهة الإرهاب، ومن أجل حرّية الجنود المخطوفين رهائن. الدولة مخطوفة وكل الشعب اللبناني مخطوف، لأن هؤلاء الجنود هم رمز لبنان وكرامته وحريته واستقلاله، واستمرار احتجازهم رهائن في قبضة العصابات الإرهابية يجعل ليس من عرسال فقط رهينة، بل كل لبنان رهينة الإرهاب».
وأضاف: «إنّ الحديث عن تحرير عرسال وعودة الدولة إليها يبقى ناقصاً طالما هناك جنديّ واحد مخطوف أو دركيّ واحد مخطوف، فالتحرير والانتصار في عرسال لا يكتملان إلا بتحرير الجنود وعودتهم إلى جيشهم وعائلاتهم. لذلك نعتصم نصرةً للجيش في مواجهة الإرهاب، وندعو كلّ اللبنانيين إلى الالتفاف حول الجيش والأجهزة الأمنية لمواجهة وحش الإرهاب الذي لا يفرّق بين دين ومذهب أو طائفة أو منطقة أو دولة. إنّ ما يجري في العراق من عمليات إبادة وحشية وتهجير هو المخطّط الجهنمي المرسوم للبنان ولكافة البلدان العربية والعالم».
ودعا صفا اللبنانيين الحريصين على وطنهم إلى الالتفاف حول الجيش في مواجهة هذا المشروع التفتيتي للدولة والوطن والمجتمع. «فالجيش هو الرمز الأخير لوجود الدولة وهو ضمانة السلم الاهلي ووحدة لبنان واستقلاله، وهو السدّ المنيع في وجه المشاريع الطائفية والإرهابية، بل أكثر من ذلك، من دون الجيش تختفي الحياة المدنية وتسود شريعة الغاب، شريعة داعش وهولاكو والتتار وجنكيزجان».
وأضاف: «نقول لعائلات الجنود المحتجزين: خذوا قضيتكم بأنفسكم، لا تثقوا كثيراً بوعود الحكومة وتطميناتها، انصبوا الخيم أمام مجلس الوزراء والمجلس النيابي وأمام بيوت المسؤولين، لا تدعوهم ينامون حتى يعود أبطالنا من براثن الخاطفين، هكذا علّمتنا التجربة التي خضناها في سبيل حرّية المعتقلين على امتداد 30 سنة.
أما الحكومة، فإنّنا نطالبها بما يلي: اعتبار قضية الجنود وعناصر قوى الأمن المخطوفين قضية لبنان الأولى وأولوية الدولة في كل تحرّكاتها محلياً وعالمياً. نشر صور المخطوفين وأسماءهم وتعليقها في المطار وكلّ المؤسسات الرسمية والبعثات الدبلوماسية وفي كل منزل لأنهم رمز الوطن وسيادته. تحميل البلدان داعمة المجموعات الإرهابية المسؤولية في خطف الجنود اللبنانيين ومطالبتها بالتحرّك الجدّي لإطلاقهم. تشكيل لجنة وزارية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وعائلاتهم لمتابعة ملفّ الجنود المخطوفين والتحقيق في عملية خطفهم، ثمّ نقلهم إلى جرود القلمون وكشف كل المتواطئين مع المجموعات الإرهابية».
وأضاف: «أما على صعيد مجلس النواب، فإننا نطالب بسنّ قانون يجرّم الإرهاب واعتبار الاتصال بالجماعات الإرهابية مثل الاتصال بالعدو الصهيوني، خيانةً وطنية، وسنقدّم هذا المشروع إلى مجلس النواب. فقضية الجنود المخطوفين لا تعالَج بالصبر والكتمان، بل بانتفاضة الدولة والشعب من أجل استعادة الجنود عنوان كرامتنا واستقلالنا».
تبرّع بالدم
وفي البقاع، نظّم النادي الثقافي الاجتماعي وأهالي بلدة القرعون في البقاع الغربي حملة تبرّع بالدم لمصلحة جرحى الجيش اللبناني. وتجمّع عند مدخل البلدة المئات من أبنائها رافعين الأعلام اللبنانية وملصقات للجيش، وتحلّقوا حول سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر، متبرّعين بالدم لجرحى الجيش، ومعلنين وقوفهم صفّاً واحداً لدعم هذه المؤسسة العسكرية.
وأشار رئيس النادي حامد جبارة إلى أنّ هذه الخطوة تأكيد على أنّ المؤسسة العسكرية هي حامية للوطن، وهي شرفنا وعزّتنا وكرامتنا.
وأعلن المختار فادي أبو فارس أنّ القرعون كانت وما زالت مع الجيش ضدّ عصابات الإرهاب، هذه المؤسسة يجب أن نحميها برموش العيون، وما نقدّمه اليوم بالتبرّع بالدم واجب وطنيّ علينا جميعاً.
وقال عضو المجلس البلدي حيدر كرام الدين: «إنّ هذه الخطوة واجب وطني نحو المؤسسة العسكرية التي يسقط منها كلّ يوم شهداء وجرحى دفاعاً عن لبنان وشعبه من دون تفرقة أو تمييز».
وتمنّى المغترب وليد فارس من السياسيين وبعض اللبنانيين، التوقّف عن التحريض ضدّ الجيش اللبناني الذي يُعتبر صمّام الأمان للجميع. فيما اعتبر علي قاسم طريف أنّ هذه الجيش هو شرفنا وعزّتنا وكرامتنا، وهو حامي سياج الوطن وحامي الأمن في الداخل.
وأقامت مجموعات من أعضاء نادي القرعون حواجز محبّة وزّعوا خلالها على المارّة الورود وأعلاماً لبنانية وملصقات للجيش.