فتحعلي: لن تعود فلسطين إلّا بالمقاومة
أُقيمت أمس احتفالات في المناطق اللبنانية بمناسبة يوم القدس العالمي. وفي هذا الإطار، اقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت حفل إفطار في حديقة السفارة في الفياضية، حضره رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بعضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل» الدكتور خليل حمدان، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلاً بوزير الصناعة حسين الحاج حسن، الرؤساء إميل لحود ممثلاً بالنائب السابق إميل إميل لحود، حسين الحسيني، النواب مروان فارس، أيوب حميد، آلان عون وإميل رحمة، نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ممثلاً بالشيخ بلال الملاّ، نواب ووزراء سابقون، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وشخصيات سياسية وإجتماعية وإعلامية وثقافية وديبلوماسية.
وألقى السفير الإيراني محمّد فتحعلي كلمة أشار فيها إلى أنّ «الإمام الخميني قد اختار يوم القدس العالمي ليكون تظاهرة سياسية تعمّ كافة مدن العالم الإسلامي لتكون صوتاً واحداً ونداءً قوياً يتصاعد من حناجر الشعوب، وليكون تعبيراً سنويّاً لتجديد الموقف المبدئي لأحرار هذه الأمة/ ومصداقاً لالتزام الشعوب العربية والإسلامية بقيمها الدينيّة ورفضها لكل الأنظمة المرتهنة لإرادة الاستكبار العالمي والحلول المستوردة، وكشفاً لكل الألاعيب والمؤامرات التي تُحاك لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، ولتكون القضية قد رسّخت جذورها في عمق الوجدان الإنساني لا يطويها النسيان مهما طال الزمن، ولتكون شاخصاً حيّاً يعبّر عن ضمير الأمة».
وأوضح أنّ «هذه المؤامرة تعبّر عن نفسها في هذه المرحلة من خلال التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تنفّذ عملياتها الإرهابية في كل حدب وصوب، وآخر هذه الأعمال المروِّعة تجلّت في القاع».
واعتبر فتحعلي «أنّ يوم القدس يمكنه أن يلعب دوراً هامّاً في مصير الشعب الفلسطيني، وأن يكون مناسبة مؤثِّرة لاتحاد الأمة بكافة أطيافها وأحرارها وبجميع طوائفها ومكوِّناتها في الدفاع عن الحقوق القانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني، فتعبّر عن إيمانها الراسخ الداعم لفلسطين، وبالحل الناجز للقضية الفلسطينيّة الذي ينطلق من الإعداد والتعبئة الشعبية الشاملة في سبيل القضاء على الغدّة السرطانية واستئصالها، ومن أجل التعهّد بالولاء والثبات في مواجهة كل الطروحات والمشاريع الاستسلامية، ورفض كل الحلول الدولية التي تغفل حقوق الشعب الفلسطيني وحقّه في الحرية والسيادة والاستقلال والعيش بسلام على كامل أرضه».
وأكّد فتحعلي أنّ فلسطين لن تعود إلّا بالجهاد والمقاومة، وأنّ أي طريق آخر لن يعيد فلسطين ولا أي أرض محتلة، وقال: «كما أثبتت التجربة العملية في لبنان أنّ الجيش الصهيوني لم يندحر عن الأرض اللبنانيّة المحتلة إلّا من خلال المقاومة الإسلامية الباسلة التي حطّمت أسطورته ومرّغت وجهه في التراب، ولهذا فنحن نعتقد أنّ المفاوضات والقرارات الدولية منذ احتلال فلسطين عام 1948 لم تكن إلّا تسويفاً وخداعاً وسراباً».
وختم بالقول: «إنّنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي ظل القيادة الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف، وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني، نقف دائماً وبكل فخر واعتزاز إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة، مؤكّدين وحدة كافة القوى الفلسطينية المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني لدحره عن كامل فلسطين من البحر إلى النهر».
ثم ألقى رئيس مجلس علماء فلسطين الشيخ حسين محمد قاسم كلمة أشار فيها إلى أن الطريقة الوحيدة للتخلص مما يجري في أمتنا وعالمنا العربي ومجتمعاتنا اليوم من قتال وحرق وخلاف وتشرذم وفرقة هو أن نتوحد في وجه هذا العدو الصهيوني ونجعل البوصلة في الجهاد والقتال في وجه هذا العدو حتى نغيِّر الواقع الذي نعيش فيه .
احتفال في صيدا
وفي صيدا أقامت فصائل فلسطينيّة وقوى وطنيّة لبنانيّة احتفالاً بمناسبة يوم القدس العالمي في «مركز معروف سعد»، أكّد خلاله عضو المجلس السياسي في حزب الله النائب السابق حسن حب الله، أنّ العدو الصهيوني وداعميه وحلفاءه أرادوا إسقاط المقاومة، معتبراً أنّ «ما نراه من صراعات اليوم هو لإسقاط المقاومة في جسمها وروحها ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد».
ودعا حب الله القوى العربية والنُّخَب إلى بذل الجهود على مختلف الأصعدة للخروج من هذه الأزمة، والتي لا تخدم إلّا المشروع الصهيوني.
كما دعا الأمّة بكل أطيافها وتيّاراتها لإسقاط الحالة التكفيرية.
بدوره، أكّد أمين عام «اتّحاد علماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود، أنّ «شعار يوم القدس لن يعطّله جور جائر»، وشدّد على أنّ «محور المقاومة سينتصر، والإسلام الحق سينتصر، وسنكون في مقدّم الركب نكبّر ونسبّح ونسجد لله صابرين في المسجد الاقصى قريباً بإذن الله تعالى، شاء من شاء وأبى من أبى».
وأضاف: «أيها المذهبيّون العصبيّون، قدّموا لفلسطين وللقدس ربع ما تقدّمه إيران، و10 في المئة ممّا تقدمه المقاومة الإسلامية في لبنان، وواحد في المئة من التعبئة الثقافية والسياسيّة التي تنتشر في يوم القدس من خراسان إلى أيّة بقعة تتجاوب مع هذا الشعار»، وتابع: «يا أمراء وحكّام البترول، أيها المذهبيون.. أنتم الخطر، الذين ترون الإسلام فقط وصولاً إلى الحكم حتى لو تعاونتم مع أميركا وشمعون بيريز أصبح صديقاً لكم».
واعتبر أنّ «من كان على علاقة مع «إسرائيل» لا يمكن أن ينشر إسلاماً صحيحاً على الإطلاق».
من جهته، لفتَ أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أبو ماهر، إلى أنّ «أفضل هديّة نقدّمها لأهل القدس وقف الحروب التدميرية في وطننا العربي في سورية وليبيا والعراق، والاتجاه إلى حلول سياسية تؤمّن عودة التضامن العربي والاصطاف العربي من أجل القدس»، وأضاف «علينا أن نحافظ على أمن واستقرار مخيّماتنا، ونرفض كل أشكال الفتنة الطائفيّة والمذهبيّة».
وأحيت مدينة صيدا يوم القدس العالمي بمسيرة كشفيّة لبنانيّة وفلسطينيّة كبرى، شاركت فيها فرق موسيقيّة وكشفيّة من كشّافة الإمام المهدي.