هامون: فرنسا لا تدّعي أداء دور صانعة الملوك في لبنان
أكد مقرّر بعثة الاستعلام النيابية حول لبنان النائب الفرنسي بونوا هامون أن «ليس من شأن فرنسا أن تؤدي أو تدّعي أداء دور صانعة الملوك في لبنان»، في إشارة إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
وحذر، خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس أمس، «من تراكم المخاطر على كلّ الجبهات في لبنان»، داعياً الحكومة الفرنسية إلى «المزيد من الجهود لمساعدة لبنان اقتصادياً وأمنياً لأنّ ما تقدمه أقلّ من المطلوب، وإلى أداء دور لدى الأميركيين والسعوديين والإيرانيين من أجل رفع مرتبة لبنان على قائمة أولوياتهم».
وأبدى قلقه «جراء إعادة نظر القيادة السعودية في عقد تمويل تسليح الجيش اللبناني».
وقال: «حاولنا فهم الأسباب الكامنة وراء قدرة مقاومة الضغوط التي يتمتع بها النموذج اللبناني وما هي حدود هذه المقاومة، وأقتبس قولاً لأحد قدامى السفراء الفرنسيين في لبنان: «إنّ هذا البلد على شفير الهاوية، لكننا لا نعرف أين هي هذه الحافة، وهنا ميزة لبنان».
أضاف هامون: «هذا يختصر الانطباع بأنّ ما من بلد آخر يمكنه تحمل ما يتحمله لبنان، فهو يراكم عدم انتخاب رئيس للجمهورية، أي ما يسمى بالفراغ الرئاسي، وحكومة مكبلة وبرلمان غير قادر على عقد جلساته، وثلث سكانه من النازحين واللاجئين ونسبة نمو معدومة وتهديدات خارجية. وأي بلد آخر لكان انهار كلياً».
ولفت إلى «أنّ فرنسا لا تبذل جهوداً كافية لمساعدة لبنان في الميدان الاقتصادي وفي مجال التعاون، وما تقدمه هو أقلّ مما هو مطلوب في المجال الأمني والمساعدة في التنمية وإعانة اللاجئين السوريين ودعم برامج الأمم المتحدة في هذا الخصوص»، مشيراً إلى أنّ فرنسا «يمكنها أن تعمل أكثر من ذلك بكثير».
وتابع: «نستنتج حتى قبل الأزمة في سورية، أنّ ثمة بلداناً كالولايات المتحدة وبريطانيا قدمت مساعدات أكثر إلى لبنان مما قدمته فرنسا في مجال التسليح وحماية أمن الحدود وتمويل المشاريع، فالمطلوب ليس العناية فقط في القطاع التربوي بل مده أيضاً بالمياه أي بالتمويل الكافي».
ونوه بـ«الموقع المتقدم للعديد من الشركات الفرنسية للفوز في عقود في لبنان، وعلى سبيل المثال توتال وغاز دوفرانس في التنقيب واستخراج النفط والغاز في الساحل اللبناني وكذلك النقل ومعالجة المياه إلخ، لكن هناك عقبات ناجمة من الجمود المؤسساتي قد تؤثر سلباً على العديد من المشاريع التي قد تمولها الوكالة الفرنسية للتنمية».
ولفت إلى أنه «يمكن فرنسا على الصعيد السياسي أن تقوم بدور لإقناع الإيرانيين والسعوديين والأميركيين بوضع لبنان في مرتبة أعلى في أولوياتهم الراهنة وروزناماتهم السياسية والديبلوماسية، مع أننا نشعر بأن لبنان أصبح مسألة ثانوية وذلك بسبب النزاعات المسلحة في اليمن والعراق وسورية».
وختم: «هناك فرصة سانحة كبرى لفرنسا سواء أكانت ثقافية أو سياسية وسواها لتعزيز شراكتها مع لبنان، وهذا ليس فقط لمصلحة لبنان، بل أيضاً لمصلحة فرنسا. وإذا كانت فرنسا تريد فعلاً أداء دور في الشرق الأوسط يبدو لي أنّ بيروت هي المدخل الذي لا مناص منه».