عشق الصباح

إليك بيادر من القمح وتلال من الورد والريحان «يا الساكن جوا شغاف الروح»، وما غاليت فيك ولي أن أغالي . يجيء الصوت المسكون بالحبّ والحياة. ناولني يدك. ترتعش أصابعي القابضة على القلم. عفوك ظمآن وفي كفّي ملح وماء.

قال: أنهض في فجر الضوء قيامة الروح. أشرب من ماء «عذب فرات». سؤال حيّرني: «كيف يُصبح… جوى الغيم ماء الملح عذب فرات؟»!، كفاك كالمزن مُتدفقتان بالعطاء. هكذا هي الحياة… «أياد تعمل حتى نزف الدم وهي تسكب الماء لينمو الزرع وينبت الاخضرار»، يا إلهي ما أشوقني إليك. كم قلت: بلاد على اتساع العشق كانت تجري الشمس في مستقرها. لكأن الحياة خُلقت لأجلها. وأيادٍ في الخفاء بغفلة من الضوء أشعلت الحرائق ليعمّ الخراب. فأخرجت الأرض من جحورها وحوشاً وأشباحاً ترتدي الليل، خفافيش الظلام والريح المجنونة تعصف بكلّ الاتجاهات».

«تبّت يد أبي لهب وتب، ومعه حمّالة الحطب»، هؤلاء الخونة هم وعراعيرهم في قعر جهنم لا محالة. إليك في فجر الله يا وجه النهارات ووهج الشمس أسد بلاد الشام وما بدّلت تبديلا. قامتك تعانق الأنجم الزهر بكلّ كبرياء، وجهك مُشعّ بالإيمان نوراً على نور. بحكمتك وصمودك ستبقى سورية جيشاً وشعباً بخفق الفؤاد، والعلم وطن غالٍ يستحق التضحيات. «نصرك هزّ الدني».

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى