البنتاغون: البحارة الأميركيون الذين احتجزتهم طهران أفشوا معلومات سريّة
قام أفراد طاقميّ الزورقين الأميركيين اللذين احتجزهما خفر السواحل الإيراني في الشتاء الماضي من قبل، بإفشاء معلومات سرية مهمة لطهران، وفقاً للبنتاغون.
وبحسب التقرير الذي قدّمه رئيس هيئة أركان البحرية الأميركية، الأميرال جون ريتشاردسون، فإنّ الحادث سببه إهمال البحارة الأميركيين الذين شغلهم العمل على إصلاح محرك معطل عن مراقبة مسار الزورقين، ما أدى إلى انحرافهما باتجاه مياه إيران الإقليمية.
وكلّف احتجاز الزورقين، الذي وقع في كانون الثاني الماضي، سمعة القوات البحرية الأميركية كثيراً، فقد أرغم الإيرانيون البحارة الموقوفين على الركوع واضعين أيديهم وراء رؤوسهم، وذلك أمام عدسات الكاميرات.
وأفاد التقرير المقدم لوزارة الدفاع بأنّ البحارة الموقوفين أفشوا أثناء استجوابهم معلومات سريّة للاستخبارات الإيرانية، بما فيها كلمات سر من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم وهواتفهم النقالة، إلى جانب بوحهم بمواصفات زورقيهم.
يُذكر أنّ البحارة الأميركيين لم يبدوا أي مقاومة للعسكريين الإيرانيين، تفادياً لتصعيد الوضع. فقد تلقوا أوامر صارمة بعدم استخدام الأسلحة وعدم الاقتراب منها في أيّ حال من الأحوال.
وأقرّت وزارة الخارجية الأميركية لاحقاً بأنّ الإيرانيين عاملوا البحارة الموقوفين معاملة جيدة ومنحوهم الطعام وظروفا معيشية مقبولة، وتمّ الإفراج عنهم بعد فترة وجيزة.
ومما سهّل تسوية الموضوع التدخل الشخصي لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي أجرى محادثات هاتفية بهذا الشأن مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الذي طالبه بأنّ تعترف واشنطن بوقوع انتهاك لسيادة بلاده وتقدم اعتذارات رسميّة، لكن الولايات المتحدة رفضت، بل وقالت الوزارة الأميركية، على لسان المتحدث باسمها، جون كيربي، إنّ الاعتذارات لا أساس لها. وكتب كيربي على صفحته في موقع تويتر أنّ «الشائعات عن تقديم جون كيري اعتذارات بشأن البحارة عارية عن الصحة تماماً».
وفي ختام تقريره، عزا الأميرال الأميركي أسباب الحادث إلى سوء التخطيط والتسيب اللذين ارتكبهما قادة السفن الأمريكية. كما أشار الأميرال إلى أنّ البحارة «تجاهلوا عدداً من التعليمات العسكرية البحرية»، الأمر الذي يبعث على التشكيك في جدوى تصريحات كيربي عن عدم وجود سبب للاعتذار من قبل الطرف الأميركي.