«أهل الثغور»… «المنار» في ضيافة المقاومين على خطوط النار!

عبير حمدان

حين تنادي الأرض، لا بدّ من تلبية النداء. وحدهم يدركون مكامن الحكاية المقيمة بين تلك الثغور، لا ينال منهم الملل، ودوماً تبقى عزيمتهم سراجاً منيراً.

حين نقبع في بيوتنا نتسامر ونبحث عن السلوى بين المَشاهد الدرامية المنتشرة على الشاشات الضاجّة بالألوان والإعلانات التي ترّوج لكلّ ما لذّ وطاب من العصائر والحلويات، وقد نتأفّف إذا ما انقطع التيار الكهربائي ونلعن الجوّ الحارّ، ونشتكي من جفاف الحلق، وتصبح الدقيقة الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار دهراً في نظرنا، لا ندرك أننا مرفّهون وأننا ما زلنا هنا نمارس كلّ هذه الطقوس العادية بفضلهم.

هم «أهل الثغور»، لا يمكن لأيّ مشهد دراميّ أن يختصر ثباتهم وعظيم تضحياتهم. لم يبحثوا يوماً عن الأضواء ولم يستعرضوا. منهم من سطع نجماً لحظة التجلّي وسما شهيداً ومنهم من ينتظر.

هم منّا ولنا يعيشون بيننا، وحين يحملون جُعَبهم لا نبصرهم. لكنهم على نبض أيامنا يسهرون من دون كلل. فهل تكفي حلقة تلفزيونية لتنقل الصورة أو جزءاً منها؟ يبقى السؤال معلّقاً بين تفاصيل المشهد الحيّ الذي يتفوّق على عدسة الكاميرا، وتبقى الإجابة مبهمة مهما سعينا إلى البحث عنها.

كثيرة هي البيوت التي تفتقد أخاً أو أباً أو ابناً. قد لا ندري ما تخفيه بين جدرانها، ولكننا نشعر أنّ من اختار ترك بيته وأهله وعائلته سعياً إلى الذود عن أرضه هو شخص بحجم الوطن.

«أهل الثغور»، حلقة رمضانية خاصة أنتجتها قناة «المنار»، التي كانت في ضيافة رجال المقاومة في أحد معكسرات التدريب في جنوب لبنان، حيث واكبت الأجواء التدريبية و«العبادية»، وعكست من خلال الحوارات العفوية مع المقاومين، الجانبين الإنساني والعبادي، إضافة إلى الجانب العسكري وأجواء شهر الصيام.

كثيرة هي اللحظات الجميلة التي تجتمع فيها العائلة حول مائدة الإفطار في شهر رمضان بعد نهار طويل من عناء الصيام. لكن ثمة أوقات تكون في قلوب أفراد العائلة غصّة… أحد أبنائها ليس موجوداً. دعاه الواجب الوطني لأن يكون في الثغور، عند حدود الوطن، أو في معسكرات التدريب، ليكون مؤهّلاً لحمل مسؤولية حماية أهله وشعبه.

قناة «المنار»، وفي إطلالة رمضانية خاصة، حاولت عبر حلقتين تظهير حياة المقاومين الصائمين في مواقع الجهاد، من خلال زيارة معسكرات التدريب ومواكبة حركة المقاومين المتدرّبين طوال النهار، وصولاً إلى كيفية تحضير الإفطار، حيث يجري حوار عفويّ معهم إلى اجتماع المجاهدين حول مائدة الإفطار، التي تجمع المدرّبين والمتدرّبين، وهذا ما ستكشفه الحلقة الأولى من البرنامج الذي أطلق عليه عنوان «أهل الثغور»، إذ من المتوقّع أن يرى المُشاهد صوَراً ويدرك معلومات لم يكن يشاهدها سابقاً، بمعالجة مشهدية احترافية.

بينما تحاكي الحلقة الثانية أوضاع المقاومين في السلسلة الشرقية وجرود عرسال الذين يتحصّنون في مواجهة التكفيريين، تاركين عائلاتهم من أجل الدفاع عن حدود الوطن. وتتضمّن الحلقة جولة على المواقع المتقدّمة ومواكبة العمليات العسكرية، والإضاءة على الجانبين الإنساني والعبادي لهؤلاء المقاومين، من خلال حوارات عفوية في نقاط الجهوزية.

يقدّم الحلقتين الزميل علي شعيب. والحلقة الأولى من إخراج يوسف جرادي، وستعرض مساء اليوم السبت في تمام الثامنة والنصف مساءً. أما الحلقة الثانية في جرود القلمون، فهي من إخراج محمد ناصر الدين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى