كثيرٌ من الموت

يتسلّل الموت من كلّ ناحيةٍ وصوب

في كلّ آن

من الباب المغلق من الشّبّاك من شقوق الجدران

صاعقاً… كاسراً… يتركنا أمامه

مصلوبين… مشدوهين… عاجزين

يفترس واحدنا تلو الآخر… ونقف صامتين

يهبط كصاعقة… أو حربٍ ضروس

أو قارعةٍ في أضغاث كابوس

وربّما بكلّ هدوء عبر مرضٍ ملعون

يتسلّل كلصٍّ… يعبث… يسرق… ينهب

كلّ ما هو أثمن

على القلب أغلى

وفي الحبّ أحلى

يعبث… يسرق… ينهب… ويذهب

أنت لست موتاً… أنت كثيرٌ… كثيرٌ من الموت

أنت للنّظرة موت

للبسمة موت

للشّغف موت

للفرح… للأشواق… للأشجان موت

ما لك لم تترك لنا أباً نحنّ إليه

ولا أخ أيضاً نشكو إليه

كيف أنّ روحنا سلبتها منّا مرّتين؟!

من أنت أيّها الموت؟

هل حقّاً أنت ملاكٌ تأخذ أرواحنا الجميلة

وتتركنا جثثاً على منحنى الانتظار؟

أم أنت فلّاّحٌ تغرس في الأرض الأحياء

لتنبت عوسجاً وريحاناً؟

أم أنت موظّفٌ موكلٌ بالمرتجع إلى العدم

من ملّ البقاء؟

إسمع… إسمع

لم يعد في البيت سواي

والجدران والأثاث وعيناي

أمسح عنهما الكحل والغبار

أرتّبها… أحضّرها للّقاء

علّك تأتي خلسةً

فزياراتك كثرت جدّاً

وأصبحت أكثر من مرّةٍ في السنة

لن أُفاجأ في الموعد القادم

فأنا على الشّرفة أتأمّل ورق الشّجر

كيف ذبل ويبس… وكيف سقط واندثر

ورغم كلّ آهات وصرخات الألم

للأسف… لم أفهم مغزى وماهيّة الصّبر

أدركت فقط انتظارك بصمت!

منى مشّون

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى