قنديل لـ«الفضائية السورية»: هذه المرحلة بداية قطاف ثمار انتصاراتنا… والأميركي قلق من تمدّد «داعش» إلى خطوطه الحمراء
أكّد رئيس تحرير «البناء» النائب السابق ناصر قنديل أنّ هذه المرحلة هي بداية قطاف ثمار انتصاراتنا، وهذا كان واضحاً في غزّة كما قال الرئيس الأسد في خطاب القَسَم عن أنّ فلسطين هي البوصلة. مشيراً إلى أنّ المعلومات التي لديه من غزّة ومن قادة المقاومة، تشي بأنّ «إسرائيل» الآن قبلت ورضخت للنقاط الرئيسية، وسيُعلن في مؤتمر صحافي عن فكّ الحصار وإنهاء العمليات العسكرية، فـ«إسرائيل» أضعف من أن تفتح حرباً ثانية، وهي بعد حرب تموز قالت إنها ستتماسك وستضع خطة من أجل استيعاب الدروس التي تحدّثت عنها التقارير، وأخبرونا أنهم سيتجاوزون أخطاء حرب تموز.
وقال: «ما جرى في غزّة هو الاختبار. القبة الحديدية لدى الاحتلال خُرقت كالغربال بصواريخ المقاومة. وإذا كانت الحرب مع المقاومة الفلسطينية بـ100 صاروخ يومياً، فمع سورية ستكون بـ3000 صاروخ، ومع إيران بـ5000، فيكون المجموع 10000 صاروخ يومياً، إذاً، «إسرائيل» ستكون عاجزة عن خوض الحروب».
وقال: «العقل الأميركي الآن، بعد حرب القلمون والنتائج المترتبة عليها، وتقدّم الجيش السوري في الغوطة، وبعد المصالحات في حمص، وبدا أن حرب حلب على الأبواب، يرى أن سورية ستنتصر كما إيران والعراق ولبنان، والحلف الأميركي يسقط، ولم يتحقق الهدف المرتجى، ومحور المقاومة لم يدبّ فيه الذعر ليقدّم التنازلات، ففي غزّة كان القتال بطولياً، ورفع السقف السياسي الفلسطيني للمعركة».
وأوضح قنديل أنّ «داعش» أطلق خطر تقسيم المنطقة، «ففي فرانكفورت، في قمة الأطلسي 2012، التي ناقشت أزمة المنطقة وميدان القتال الحيوي في الشرق الأوسط، قررت أننا وفقاً لنصيحة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر سنستبعد نظرية برنارد لويس التي تدعو إلى تصحيح حدود كيانات الدول من حدود سايكس ـ بيكو إلى حدود طوائف ومذاهب كما هي في الطبيعة، وهذا سيؤدّي إلى تقسيم السعودية وتركيا، وهذا خطّ أحمر، لأن هذا التقسيم سينشئ مجموعة دول شيعية في الخليج، وبالتالي نخسر شواطئ الخليج و20 ألف برميل نفط يومياً. وتقسيم تركيا سينتج عنه تقسيم العراق كدولة كردية بدولة كردية ويعني إننا سنسلّم الساحل من حدود اليونان إلى حدود فلسطين للعلويين والشيعة، وهذا سيؤدي إلى دويلات تتصل بإيران».
وأشار قنديل إلى أنّه «عندما اقترب داعش من دولة الأكراد، ضرب الخط الأحمر الأول وهو الأخطر، إذ إنّ أربيل تحولت إلى عاصمة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية. وليس هناك جيش مقاتل في كردستان، وكان لدى الأميركي وهم بأن بديل الجيش الإسرائيلي في المنطقة في التخديم الوظيفي هو البيشمركة، ووضع هناك الدلتا فورس وهي 360 عنصر من قوات النخبة لتنفيذ العمليات الخاصة، كعمليات الأمن القومي، لا لحرب العصابات، في حين أن التنصت على إيران يتم عبر محطة «سي آي إي» في أربيل، وكذلك إدارة كل منظومة الأساطيل والدفاع الجوي والصلة بالاقمار الصناعية والمنطقة التي لم يتخيل الأميركي أنها ستكون موضع تهديد يوماً ما».
وأوضح قنديل: «إذا لم تحسم أميركا والسعودية وتركيا خيار التحدّث مع الرئيس الأسد، فالنتيجة ستكون أنّنا سنصحو ذات يوم، ليس ببعيد، ربما أيلول، وداعش تسيطر على عمّان، ثمّ نسمع أن في المدينة المنورة داعش تسيطر على شوراعها وتخوض معارك فيها، وهذا الاحتمال دفع الأمير مقرن بن عبد العزيز إلى جمع هيئة أركانه لدرس كيفية مواجهة داعش في سيناريو افتراضي إذا سيطرت على مكة، ومن هي القوى الخارجية التي تستطيع التدخل بقوات خاصة لإنقاذ الموقف».
وأضاف: «لذلك، إنّ الأميركي الآن قلق جداً، وهذا القلق دفع بنائب رئيس مجلس الأمن القومي طوني بلينكن في شهادة أمام لجنة الدفاع في الكونغرس، إلى التحدث بشكل واضح عن ضياع العنوان، وثمة عنوان واحد وهو أن نقصد قصر المهاجرين ونتحدّث مع الرئيس بشار الأسد. وسئل هل هذا رأي الرئيس أوباما؟ فقال: أعتقد أن رأيه أقرب لرأيي، وهو لم يعلن بيننا رأياً مباشراً للنقاش، وعرض في الاجتماعات، وهناك آراء أخرى تدعو إلى مقاتلة سورية وداعش».