فتحعلي: ما زالوا محتجزين لدى «إسرائيل»
عقد في مقر سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بئر حسن، لقاء أمس في ذكرى اختطاف الدبلوماسيّين الإيرانيّين الأربعة، حضره السفير محمد فتحعلي، رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابيّة النائب ميشال موسى، النائبان علي المقداد وبلال فرحات، النائبان السابقان زاهر الخطيب وإميل إميل لحّود، ممثّل نقيب الصحافة فؤاد الحركة، ممثّلون عن الأحزاب والفصائل الفلسطينيّة، عقيلة القائم بالأعمال المختطف محسن الموسوي رئيسة «منظمة المرأة وقِيم الدفاع المقدّس في إيران» السيدة مجتهد زادة ورجال دين.
بدايةً، تحدّث السفير فتحعلي، الذي قال: «أرحّب بكم أيها السادة في دارة السفارة التي افتقدت منذ أربعة وثلاثين عاماً أخوة أعزّاء، سعادة القائم بالأعمال السيد محسن الموسوي وأفراد من الطاقم الدبلوماسي للسفارة السادة أحمد متوسليان، تقي رستكار مقدم و كاظم أخوان، حيث كانوا أوّلاً يؤدّون واجباتهم الدبلوماسية في لبنان الشقيق عندما ارتكبت جريمة اختطافهم على حاجز البربارة من قِبل العدو الصهيوني وعملائه المحليّين، خلافاً لكل الأعراف الدبلوماسيّة والقانونيّة والإنسانيّة، ولا سيّما معاهدة فيينا التي أعطت الحصانة للدبلوماسيّين وكامل الحماية والتسهيلات القانونيّة في أداء مهمّاتهم وواجباتهم». أضاف: «وهي جريمة بحق المجتمع الدولي، لأنّها ارتكبت خلافاً لكافة المواثيق والعهود الدولية وانتهاك فاضح لحقوق الإنسان، ورغم مرور كل هذه السنوات على هذه الجريمة فإنّنا لم نلمس لدى المجتمع الدولي والمؤسّسات الحقوقيّة المعنيّة بحقوق الإنسان تحرّكاً جديّاً اتجاه هذه المسألة الخطيرة التي تمسّ حياة ومصير أحبة ارتُكبت بحقهم وبحق لبنان جريمة لا تزال تداعياتها قائمة إلى الآن».
وتابع: «ثانياً، كانوا في مهمّة إنسانيّة تمثّلت بمساعدة لبنان وشعبه الشقيق لمواجهة ظرف خطير واستثنائي آنذاك، فرضه الاجتياح الصهيوني للبنان وصولاً حتى عاصمته بيروت عندما تُرك لبنان وحيداً في مواجهة الإجرام الصهيوني المدعوم، وما زال، أميركيّاً ودوليّاً وإقليميّاً يرتكب كل الجرائم بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني، ومجازره في صبرا وشاتيلا ما زالت شاهدة على وحشيّة هذا النظام اللاإنساني الذي لا يقيم وزناً للقِيم الإنسانية وللمواثيق الدوليّة، ولا لأيّ اعتبار إنسانيّ».
وقال: «إنّ إخوتنا الدبلوماسيّين الذين اختُطفوا إبّان الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 ما زالوا محتجزين لدى «إسرائيل» منذ ذلك التاريخ، حيث إنّ كل المعلومات الواردة إلينا تؤكّد أنّهم موجودون لدى العدو الصهيوني، وإنّنا ندرك تماماً أنّ كل المناشدات الإنسانية لا تنفع مع هذا العدو الذي لا يفهم إلّا بلغة القوة والمقاومة، والتجربة أثبتت ذلك، لكنّنا لن نيأس لأنّنا سنستمر في متابعة هذه القضية الإنسانية الكبرى حتى جلائها بالإفراج عن دبلوماسيّينا وعودتهم إلى وطنهم بين أهلهم وعائلاتهم».
وأضاف: «أنّ حكومة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة إذ تقدّر الجهود التي بُذلت خلال السنوات الماضية من قِبل الحكومة اللبنانية وبعض المؤسّسات الدولية المعنيّة لمتابعة هذا الموضوع، مثل الكتاب الذي أُرسل بتاريخ 13 أيلول 2008 من قِبل الحكومة اللبنانية إلى أمين عام منظمة الأمم المتحدة في ذلك الحين، حول التأكيد أنّ الاختطاف قد جرى على الأراضي اللبنانيّة، تؤكّد مرة أخرى على الظروف التي كانت سائدة في لبنان حينها من جرّاء الاحتلال الصهيوني، وعلى دور هذا الكيان المحتل ومسؤوليّته على هذا الصعيد. وبناءً على الشواهد والقرائن المتوافرة والدالّة على اختطاف هؤلاء الدبلوماسيين على يد عملاء الكيان الصهيوني ونقلهم إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنّ الحكومة الإيرانية تطلب من سعادة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ومن الصليب الأحمر الدولي وبقيّة المؤسّسات المعنيّة بحقوق الإنسان، كي تقوم بالواجبات القانونيّة الملقاة على عاتقها في هذا المجال، وكي تمارس الضغوط على الكيان الصهيوني بُغية تأمين حريّة هؤلاء الأعزّة».
وقال: «إنّ وزارة خارجيّة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة تأمل أن نشهد في القريب العاجل تحرير كل الأسرى والمعتقلين من سجون الكيان الغاصب للقدس الشريف، وخاصّة الدبلوماسيّين الإيرانيّين الأربعة، وملاحقة ومحاكمة كل العناصر الصهيونية المتورّطة في هذه الجرائم. وتؤكّد الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، مرة أخرى، اقتراحها السابق المتعلّق بتشكيل لجنة دوليّة لتقصّي الحقائق من أجل العمل على تبيان كافّة أبعاد هذه القضيّة».
وختم السفير فتحعلي: «الشكر لكم أيّها الأحبة، ولا سيّما رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابيّة سعادة النائب الدكتور ميشال موسى، وللسيدة مجتهد زاده زوجة القائم بالأعمال المختطف السيد محسن الموسوي، ولبقيّة عوائل الدبلوماسيّين المختطفين، وللإعلام اللبناني لتضامنكم معنا في هذه القضيّة الإنسانيّة».
ثمّ ألقت زادة كلمة عائلات الدبلوماسيّين الإيرانيّين المختطفين، فقالت: «نحن مطمئنّون بأنّ أعزّاءنا المخطوفين، من أبناء الشعب الإيراني، أحياء وهم بانتظار الإفراج عنهم. ومن الدلائل المؤكّدة على وجودهم حتى الآن على قيد الحياة، ما كشف عنه بعض الأسرى الذين خرجوا من سجون الكيان الصهيوني الظالم، حيث أكّدوا أنّهم التقوا بالدبلوماسيّين الإيرانيّين المخطوفين في تلك السجون».
أضافت: «كما وصلتنا دلائل وشواهد كثيرة طوال هذه السنين، تثبت بأنّ الدبلوماسيّين الإيرانيّين الأربعة تمّ اختطافهم على أيدي مرتزقة الكيان الصهيوني عند حاجز البربارة شمال لبنان، وجرى نقلهم من هناك إلى الأراضي الفلسطينيّة المحتلة. وما سكوت المجتمع الدولي عن مصير هؤلاء الأعزّة، إلّا دليل إضافيّ على أنّهم لا يزالون أحياء في سجون الاحتلال».
واعتبرت أنّ «اختطاف أربعة دبلوماسيّين إيرانيّين من على الآراضي اللبنانيّة، يضع على عاتق الدولة اللبنانيّة مسؤوليّة مضاعفة لمتابعة هذه القضيّة والبحث عن سبيل لتحرير المخطوفين وعودتهم إلى موطنهم».
وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر العالميّة وكل منظمات حقوق الإنسان بالقيام بدورهم إزاء هذه القضيّة، والضغط على الكيان الصهيوني لإيجاد الظروف الملائمة لتحريرهم. كما طالبت باسم عوائل الدبلوماسيّين المختطفين الأربعة، الدولة والشعب اللبناني ببذل جهد أكبر لكشف مصيرهم، لتنتهي معاناة عائلاتهم وأبنائهم».
بدوره، تحدّث موسى الذي قال: «نلتقي مجدّداً اليوم حول قضيّة إنسانيّة وقانونيّة لن تطمسها محاولات التضليل والتعمية على الحقائق، ولا التجاهل الدولي وسياسة النعامة وإدارة الظهر، إذ لا بُدّ للّيل من أن ينجلي، ولا بُدّ من نهاية للظلم المتمادي».
وتابع: «لا شكّ في أنّ خطف هؤلاء الدبلوماسيّين الذين يتمتّعون بالحصانة التي توفّرها لهم معاهدة فيينا، في ظل الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي اللبنانيّة، وتغييب السلطات اللبنانيّة في ذلك الحين، يحّمل المحتل تبعة هذه الجريمة وكل ما يترتّب عليها من تداعيات».