مراد: النسبيّة الكاملة تحقق العدالة والإنصاف مرهج: نحتاج لدعم القوى الأمنيّة والجيش وسياسات جديدة
أقام حزب الاتحاد الإفطار السنوي في «ستاد جمال عبد الناصر» في الخيارة البقاعيّة برعاية رئيس الحزب الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وبحضور النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، النائب السابق فيصل الداود، رئيس اتحاد بلديّات السهل محمد المجذوب، رئيس اتحاد بلديّات البحيرة يحيى ضاهر، القاضي عبد الرحمن شرقيّة، القاضي حمزة شكر ولفيف من العلماء وقيادات أمنيّة وممثّلون عن الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة والفصائل الفلسطينية، وفاعليّات وهيئات بلديّة واختياريّة ونقابيّة ومنظّمات شبابيّة.
بدايةً، رحّب عريف الحفل يحيى الإمام بالحضور، ثمّ تحدّث مراد الذي رأى أنّه لكي يكون لبنان «وطناً للجميع ولا يستمر مزرعة لمجموعة من المستفيدين، يجب إيجاد حلول جذريّة للمأساة التي وصلت إليها الأمور في هذا البلد. وربّما الأمر يحتاج للاحتكام إلى الدستور، ولتطبيق كل البنود التي نصّ عليها اتّفاق الطائف من دون استثناء».
واعتبر أنَّ «اتفاقَ الطائفِ أسَّس لمرحلةٍ جديدةٍ في لبنان، ووضَعَ مبادئ لا بُدّ من التذكيرِ بها، وتأكيدِها، وحسم الأمر بالنسبةِ للبنان بأنّه سَيدٌ حرٌّ مستقل، عربيُّ الهُويَّةِ والانتماء، وهذا ما نتمنىَّ أنْ يقتنعَ به الجميع».
وأشار إلى أنّ اتفاقَ الطائف نصّ «على أن تكون المحافظةَ دائرةٌ انتخابيةٌ واحدة، فأين هو قانونُ الانتخابِ العادل، والمُنْصِف، الذي يعتمدُ هذه القاعدة؟ ولكي تكتمل العدالة والإنصاف يجب اعتماد النسبيّة الكاملة من هذا القانون».
وشدّد على أنّ «الإنماءَ المتوازنِ يجب أن يشمل كل المحافظات، وهذا يستدعي خِططاً إنمائيّةً موحّدةً على مستوى الوطن».
أضاف: «وعلى صعيد آخر، فإنّنا كما هو معروف سعينا لتوحيد صف الشارع السنّي وما زلنا، أسوة بالآخرين، وليعود لدوره التاريخي الذي يُعتبَر صمّام الأمان لوحدة البلد ولدوره العربي. وقد تمّ اللقاء مع دولة الرئيس سعد الحريري لهذه الغاية، وسنواصل العمل للتوصّل لتوحيد الكلمة. شاكرين بهذه المناسبة المملكة العربية السعودية التي تشجّع هذا التوجذه. إنَّ الهمَّ الداخلي لنْ يشغلَنا عن همٍّ وطنيٍّ آخر، هو الجزءُ الذي مازال محتلّاً من أرْضِنا، والذي يجبُ أنْ نستعيدَه بالتحريرِ إنْ شاءَ الله، كما حرَّرْنا الأجزاءَ السابقةَ بفضلِ المقاومة وروحِ الصمود التي يتمتَّعُ بها هذا الشعبُ العربيُّ الأبيُّ في لبنان، وإنَّ لبنانَ كدولةٍ عربية، يجبُ أنْ تكونَ علاقاتُه مع الدولِ العربيةِ الأخرى مرتكِزةً على قواعدِ الأخوَّة والصداقة وجميعِ أوْجُهِ التعاون، مع وجوبِ أنْ تكونَ علاقتُه مميّزةً مع سورية، ولا يجوز أنْ نتجاوزَ ذلك بأيِّ إِساءةٍ لأيِّ دولةٍ عربيةٍ شقيقة، بأيِّ حالٍ من الأحوال».
«دار الندوة»
وكان مراد ضيف إفطار «دار الندوة» السنوي بحضور حشد من الشخصيّات اللبنانيّة والفلسطينيّة والعربيّة.
وتحدّث في الإفطار رئيس مجلس إدارة «دار الندوة» الوزير السابق بشارة مرهج، الذي اعتبر أنّنا «بحاجة إلى خبرات، وإلى دعم القوى الأمنيّة ودعم الجيش، وإلى اتّباع سياسات جديدة تتناسب مع صعوبات المرحلة ومخاطرها».
وقال: «نريد حكومة تتنبّه إلى ما يجري من حولنا وما يجري داخل مجتمعاتنا، وأن تضع الحلول اللازمة والتوجّهات المبتكرة كي نستطيع أن نتكافأ مع المخاطر، وأن نجتاز هذا الامتحان ونحن قادرون على اجتياز هذا الامتحان إذا تآلفنا وتجمّعنا وأعدنا تأسيس روح المشاركة في هذا المجتمع الذي يريدونه طوائف ومذاهب وتوزّعات سياسيّة لا معنى لها، سواء كانت بشكل كانتونات أو بشكلٍ آخر».
ثمّ ألقى مراد كلمة، قال فيها: «التواجد في دار الندوة له مذاق خاص، لأنّها من المؤسّسات النادرة التي ما زال للعروبة فيها مكان، ولأنّ القيّمين عليها مشغولون بالهمّ العربي الذي يحكم كل أنشطتهم، وهو البوصلة لحركتهم ولكلّ ما يقومون به في هذه الدار، إضافةً إلى حضورهم الدائم في كل نشاط عام على هذا الصعيد، لذلك أتوجّه إليهم بكل الشكر والتقدير، وأشدّ على أيديهم مشجّعاً ومؤازراً لهم ومتطلّعاً معهم إلى غدٍ عربي أفضل».
على صعيدٍ آخر، زار مراد على رأس وفد من حزب الاتحاد سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وتمّ البحث، بحسب المكتب الإعلامي في السفارة، في «الأوضاع التي تمرّ بها فلسطين، وخاصة الاعتداءات «الإسرائيلية» على أبناء شعبنا ومقدّساته الإسلامية والمسيحيّة».
كما تمّ البحث في الوضع الفلسطيني في لبنان، وما يعانيه اللاجئون الفلسطينيّون من أوضاع حياتيّة ومعيشيّة صعبة».
كما التقى مراد والوفد المرافق أمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات.
وشارك في اللقاء عن حزب الاتحاد أحمد مرعي، طلال خانكان، هشام طبارة، وعن حركة «فتح» سمير أبو عفش، نضال عزام، محمود سعيد وخالد عبادي.
وبعد اللقاء، صرّح نائب رئيس حزب الاتحاد أحمد مرعي: «أكّد الوزير مراد خلال اللقاء العلاقة المتينة التي تجمع حزب الاتحاد والأخوة في حركة فتح»، مشيراً إلى أنّ «حزب الاتحاد لا يقرّ ولا يعترف بأيّ حركة انفصاليّة أو انقساميّة لعماد الثورة الفلسطينيّة فتح، التي تشكِّل عنواناً لتحرير فلسطين وللشرعيّة الوطنيّة الفلسطينيّة».