موسكو: دمشق جاهزة لمحادثات جنيف .. وتبحث مع واشنطن كيفيّة ضرب الإرهاب لافروف: نبحث مع واشنطن مسائل محدّدة متعلّقة بضرب الإرهابيّين في سورية
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، أمس، أنّ دمشق لا تواجه أيّة مشاكل في تشكيل وفد حكومي لمفاوضات جنيف.
وقال بوغدانوف، في حديث لوكالة «تاس» الروسية: «حسب فهمي، فإنّ قيادة دمشق جاهزة بأكملها لاستئناف المفاوضات مع المعارضة، ولا تواجه أيّة مشاكل في ما يتعلّق بتشكيل وفد حكومي إلى جنيف».
وأكّد الدبلوماسي الروسي، أنّ موسكو تصرّ على ضرورة استئناف مشاورات جنيف في أسرع وقت ممكن، قائلاً: «نشدّد دائماً على أنّه كلما أسرع السوريّون في استئناف المحادثات كان ذلك أفضل».
يُذكر أنّ الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف، بين الحكومة والمعارضة السورية، توقّفت في 27 نيسان الماضي من دون تحقيق أيّة نتائج تُذكر على خلفية بروز خلافات بين طرفيّ النزاع، ولم يحدّد بعد موعد جديد لاستئنافها.
من جهته، أعلن وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف، أنّ روسيا ستواصل التعاون العسكري مع الجانب الأميركي من أجل التوصّل إلى نتائج ملموسة في محاربة الإرهابيّين في سورية.
وقال لافروف، في كلمة ألقاها خلال اللقاء الذي عقده وزراء خارجية منظمة معاهدة الأمن الجماعي في العاصمة الأرمينية يريفان، أمس، إنّ العسكريّين الروس والأميركيّين يتواصلون يومياً عبر جسر فيديو بين مركز حميميم والمسؤولين الأميركيّين في عمان، وكذلك في إطار عمل المركز الروسيّ الأميركيّ المشترك للردّ السريع على انتهاكات نظام وقف الأعمال القتاليّة في جنيف، الذي يعمل على مدار الساعة.
وأشار إلى أنّ الجانبين يبحثان «مسائل محدّدة بحتة تتعلّق بضرب المواقع التي يسيطر عليها الإرهابيّون». كما أعرب لافروف عن قلقه إزاء الوضع في منطقة حلب، وبالتحديد، انعدام الفصل بين تشكيلات المعارضة المعتدلة والفصائل الإرهابيّة.
وقال إنّ روسيا لا تزال تسعى جاهدة من أجل تنفيذ شركائها الأميركيّين لتعهّداتهم القديمة بفصل الجماعات المعارضة التي تتعاون مع التحالف الدوليّ وقيادة واشنطن عن تنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة» الإرهابيّين.
وأشار الوزير الروسي إلى أنّ «فصلاً كهذا لم يتمّ تحقيقه في كل الأماكن بما فيها منطقة حلب، وهو الأمر الذي يُثير قلقنا».
وأكّد لافروف أنّ روسيا ستواصل التنسيق مع الأميركيّين بقصد تحقيق نتائج ملموسة.
ميدانياً، هاجم جيش العدو موقعين عسكريّين سوريّين في تل الشعار في ريف القنيطرة بذريعة الردّ على إطلاق نار مصدره سورية.
وقال المتحدث باسم جيش العدو لوكالة «فرانس برس» أمس، «إثر نيران مصدرها سورية يوم الأحد، استهدفت الحدود مع كيانه وألحقت أضراراً بالسياج الأمني على طول الخط الفاصل، ردّت قواته مستهدفة موقعين عسكريّين سوريّين في هضبة الجولان».
وفي سياقٍ آخر، أكّد مصدر عسكريّ سوريّ السيطرة على كامل مزارع الملاح الشمالية وقسم من المزارع الجنوبية وعدد من كتل الأبنية في الليرمون بحلب، بعد عمليّات للجيش والقوّات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبيّة على أوكار الإرهابيّين فيها.
وأفاد المصدر العسكري في تصريح لـ»سانا»، بأنّ وحدات من الجيش والقوات المسلحة فرضت سيطرتها مساء اليوم أمس على أبنية المحالج وسرحيل ومبنى الشرطة، وعدد من كتل الأبنية في منطقة الليرمون على أطراف مدينة حلب.
ولفتَ المصدر إلى أنّ عمليّة السيطرة تحقّقت بعد عمليّات مكثّفة لوحدات الجيش على أوكار الإرهابيّين، سقط خلالها العديد من القتلى والمصابين بين صفوفهم، وتمّ تدمير عتادهم وذخيرتهم.
وكان المصدر قال فى تصريح سابق لـ»سانا»، إنّ وحدات من الجيش «نفّذت عمليات على تجمّعات وأوكار التنظيمات الإرهابية بريف حلب الشمالي، أحكمت خلالها السيطرة على مزارع الملاح الشمالية وقسم من المزارع الجنوبيّة وعلى كتلتي بناء على اتجاه الليرمون».
وبيّن المصدر أنّ العمليات أسفرت عن «مقتل عدد كبير من الإرهابيّين، معظمهم ممّا يسمّى «حركة نور الدين الزنكي»، وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وعتاد».
وتضمّ «حركة نور الدين الزنكي» في صفوفها المئات من الإرهابيين والمرتزقة الأجانب الذين تسلّلوا عبر الأراضي التركيّة، ويتلقّون الدعم اللوجستيّ والتسليحيّ والاستخباريّ من نظام أردوغان، ويعتدون على أحياء مدينة حلب بالقذائف الصاروخيّة.
على صعيدٍ آخر، فجّر أردنيّ نفسه، أول أمس، بأحد منازل مدينة إنخل بمحافظة درعا جنوب سورية أثناء اجتماع لقادة من المعارضة السورية، ما أدّى إلى مقتل 5 منهم.
وبحسب ما نشره موقع «آرا نيوز» الموالي للمعارضة السورية، فإنّ شخصاً يحمل الجنسيّة الأردنيّة فجّر نفسه بمنزل في درعا، ما أدّى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين.
ونقل الموقع عن مصادره، أنّ الأردنيّ الذي فجر نفسه يُدعى «أبو حمزة»، وهو أحد عناصر «جيش خالد بن الوليد»، المبايع لتنظيم «داعش». وأوضح الموقع أنّ الأردنيّ كان يرتدي حزاماً ناسفاً، وفجّره وسط المجتمعين.