أنصار الله: التفاهمات مع الرياض كانت لوقف الحرب

قال الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام: «إنّ التفاهمات التي تمّت مع الجانب السعوديّ كانت قبل مشاورات الكويت، وهذا معلوم للجميع، وهدفها الدخول الشامل في وقف الحرب بشكل دائم وشامل».

وأضاف محمد عبد السلام في تصريح لوكالة الأنباء اليمنيّة سبأ : «أنّ الزيارة الأخيرة كانت مطروحة منذ أسبوع ما قبل إعلان انتهاء الجولة الأولى، بعد التفاهم المبدئيّ على أهميّة نزول لجنة التهدئة والتنسيق ميدانيّاً».

وتابع: «لكن فضّلنا أوّلاً أن ننتظر مآلات الجولة الأولى حتى لا يستغل البعض أيّ جزئيّة للنقاش الجاري حينها مع الأمم المتحدة، وحتى لا يحصل أيّ إشكال، وحتى يصبح موضوع نزول اللجنة ميدانيّاً قضيّة

ثابتة وفق ضوابط متّفق عليها تجعل من نزولها الميداني تأثير ملموس في وقف الحرب بشكل كامل وثابت».

وأشار الناطق الرسمي لأنصار الله إلى أنّه، بعدما تمّ الاتفاق على أن تبدأ لجنة التهدئة والتنسيق بالنزول الميداني لمسرح العمليات والبدء بظهران الجنوب في ظل تهدئة حقيقيّة وثابتة لوقف الأعمال العسكرية بشكل كامل، تطلّب تنسيق فني وتقني لمكان وآليات دخول وخروج اللجان من الحدود المشتركة فحصل بعض النقاش لهذا الأمر فقط.

ولفتَ إلى أنّ اللجنة الوطنيّة من فريق التهدئة والتنسيق ستحتاج إلى مقرّات وأماكن عمل في المناطق اليمنيّة، بدءاً بمحافظة صعدة المحاذية لمكان اللجنة لدى الطرف الآخر، وكل هذه القضايا تتطلّب تنسيقاً مشتركاً ومعرفة لطبيعة ونشاط وتحرّك اللجنة.

وفي السياق، اتّهم عضو الوفد الوطني إلى محادثات الكويت حمزة الحوثي وفد الرياض بالسعي لإفشال المشاورات، ودعا أبناء الشعب إلى الحذر واليقظة، متوقّعاً عدواناً سعوديّاً أميركيّاً جديداً.

وحسب «المسيرة»، توقّع الحوثي أن يُقدم العدوان السعودي الأميركي خلال الأيام المقبلة على تصعيد عسكري، كما لخّص حصيلة 70 يوماً من المشاورات في الكويت.

وكانت قوّات التحالف السعودي صعّدت من هجماتها الجويّة والبريّة على المواقع المدنيّة والعسكرية في أكثر من محافظة يمنيّة، ويأتي هذا التصعيد بعد أيام قليلة من رفع محادثات الكويت حتى منتصف الشهر الحالي.

تزامناً مع انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات الكويت وعودة الوفد الوطني إلى صنعاء، تشهد جبهات القتال في اليمن تصعيداً عنيفاً من قوّات هادي الذين يقومون بعمليات زحف تحت غطاء جوّيّ سعوديّ، وذلك في محاولة لتحقيق إنجاز عسكريّ على الأرض.

الوفد الوطني العائد مؤخّراً من الكويت أكّد أنّ الطرف الآخر حاول أكثر من مرّة، وبإيعاز من الرياض، إفشال هذه المحادثات، مؤكّداً أنّ ما تمّ إنجازه خلال 70 يوماً مضت مثّلت خطوات جيدة لإنهاء الأزمة اليمنيّة، وأنّ الاختلاف يتمثّل في نقاط قليلة، لكنّه حذّر من أنّ التدخّل السعودي واستمرار الغارات والحصار قد يشكّل حجرة عثرة أمام استكمالها.

وقال حميد عاصم، عضو الوفد الوطني اليمني، إنّ «الوفد الذي يأتي من الرياض لا يحلو لهم التوصّل إلى اتّفاق سلام، لأنّهم يعرفون أنّ التوصّل إلى مثل هكذا اتّفاق سيضعهم خارج اللعبة».

القوى السياسية اليمنيّة اتّهمت الرياض بالسعي وراء إفشال أيّ محادثات سلام يمنيّة، وقالت إنّ حوار الكويت لا جدوى منه ما لم يكن هناك التزام من التحالف السعودي بقرار الأمم المتّحدة الخاص بوقف إطلاق النار.

وأكّد عادل الشجاع، عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن، «نريد أن يكون هناك سلام، وأن يتوقّف العدوان على اليمن، لكن على ما يبدو أنّ السعودية مازالت شارعة في عدوانها، ولا تريد أن توقفه، وبالتالي هناك نوع من التلاعب واستثمار الوقت».

ويرى مراقبون أنّ كثافة الغارات والأعمال القتاليّة للعدوان السعودي تفسّر عدم نيّة هذه الأطراف الوصول إلى حل سياسي، ويرون أيضاً أنّ هذا الحل لن يأتي ما لم يتمّ الالتزام بوقف إطلاق النار.

صحيح أنّ الحوار توقّف ولكن العدوان استمر، بل زاد من شراسته في محاولة لتحقيق أيّ إنجاز ميداني على الأرض، مستغلّاً التزام الجيش واللجان الشعبيّة بالتهدئة ومماطلة أطرافه السياسيّة للحوار في الكويت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى