لا موتَ يخافُ طِفْلُنا
عماد منذر
يا ربُّ في قدسِ الهدى مُسْتَعْمرُ
أمضى حياتَهُ غادراً يَسْتَكْبرُ
قاد النساءَ إلى سجونِهِ مثلما
قادَ النعاجَ إلى ضريحٍ ينحُرُ
أطفالُنا أصواتُهم مِنْ جثَّةٍ
خرجَتْ بصلاتِها هل كُفِّروا!
أمْ أنَّهُمْ سبقوا مسيحاً عائداً
واستعجلوا حرِّيَّةً لا تَصْبُرُ؟
عربانُنا هتفوا ليهودٍ، مَشَتْ
أقدامُهُمْ أقصانا مَنْ يُبْصرُ؟
تاريخُنا فينا غدا يتساءلُ
هل قومُنا صار الخنوعَ يناصرُ؟
مِنْ أرضِنا خرجتْ نبوءاتٌ كما
خرجَتْ إليها آلهاتٌ تَنْصُرُ
يا كونُ في دمنا مقاومةٌ لها
تاريخُها، فيها الرسولُ يفاخرُ
في يومِكِ الذِّكرى تعودُ لذِكْرِنا
في عَالمٍ جعلوا دِمانا يُهْدَرُ
عَالمٌ إذا نظرَ الحذاءُ بوجْهِهِ
قالَ الحذاءُ بأيِّ وجْهٍ أنظرُ
قومٌ إذا شَفَعَتْ له أكفانُهُ
فتحَ القبورَ نبِيُّهُمْ يسْتغْفِرُ
يا قدسُ لا موتَ يخافُ طِفْلُنا
لا جنَّةَ تعنيهِ، دونَكِ خاسرُ
كمْ مرَّةً دخلوا أراضينا ولمْ
يُبْقوا حياةً، قتلُنا لمْ يسْتروا
يا غربُ يهوداً خذوا، أُفٍّ على
خلْقٍ متى باعوا الضَّمائرَ واشْتروا!
شاعر من لبنان