إيطاليا تشترط إشراف بغداد على أي دعم عسكري لكردستان
أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنتزي ضرورة إشراف الحكومة المركزية على أي دعم عسكري تقدمه بلاده في إشارة إلى مساعداتها لإقليم كردستان، واتفق رنتزي مع المالكي والعبادي على العمل من أجل تفعيل القرار الأممي بمواجهة تنظيمي «داعش» والنصرة الإرهابيين.
وشدد رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رنتزي خلال اجتماع في بغداد اليوم مع رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي على دعم إيطاليا للعراق وحرص حكومتها على السيادة العراقية وضرورة إشراف الحكومة المركزية على كل ما يقدم من مساعدات في هذا المجال، لا سيما الدعم التسليحي في إشارة إلى تحفظات أبدتها بغداد على عمليات التسليح التي تقوم بها دول غربية لقوات منطقة كردستان العراق.
ودعا المسؤول الإيطالي إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين العراق وإيطاليا وأثنى على التزام الآليات الديمقراطية في العملية السياسية، وأشار إلى أنّ إيطاليا تحترم وتثمّن موقف المالكي في سحب ترشيحه لولاية ثالثة. ووصل رنتزي لاحقاً إلى أربيل لإجراء محادثات مع قادتها.
ومن جهة أخرى، أكد المالكي ضرورة تطوير العلاقات الثنائية في المجالات وقال: «لدينا علاقات جيدة مع إيطاليا في الجوانب الاقتصادية وقضايا الطاقة والتسليح والتدريب وغيرها، ونعتقد بإمكان تطويرها أكثر على الأصعدة كافة».
وأثنى على دور إيطاليا في دعمها وتقديمها المساعدات الإنسانية للنازحين في العراق والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، داعياً إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي حول الإرهاب ومعاقبة الجهات التي يثبت دعمها للمنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة.
وأوضح أن الديمقراطية في العراق ماضية على رغم أنها فتية، وقال: «كلما اختلفنا عدنا إلى حسم المواضيع بالأسلوب الديمقراطي». وشدد على أنه سيقف إلى جانب الحكومة الجديدة وسيدعمها من أي موقع كان كما لو كان رئيسا للوزراء، وفي الاختتام استعرض المسؤولان العراقي والإيطالي التطورات الجارية في المنطقة واتفقا على ضرورة التعاون لمواجهتها.
وأجرى المسؤول الإيطالي محادثات مع رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي ووزير الخارجية هوشيار زيباري كل على انفراد، تناولت التطورات السياسية والأمنية في العراق وتطوير التعاون البلدين في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابع دعمه سياسياً ومالياً وإعلامياً.
فابيوس: لتحرك إقليمي ودولي يشمل إيران
أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس عن أمله في أن تتحرك دول المنطقة كافة وضمنها إيران، إضافة إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي معاً ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
وقال في تصريحات أمام برلمانيين: «نريد أن تنضم مجمل دول المنطقة والدول العربية ولكن أيضا إيران، والدول الخمس الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن إلى هذا التحرك». فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه سيقترح قريباً عقد مؤتمر دولي حول أمن العراق.
وقال فابيوس إن هذا المؤتمر يفترض أن يسمح «باتخاذ سلسلة إجراءات في المجال الاستخباراتي والمجال العسكري»، وباتخاذ تدابير «لقطع موارد» تنظيم الدولة الإسلامية. وبعد أن أقر بأن هذه الجماعة تتصرف كما لو أنها «دولة حقيقية» في المناطق التي تستولي عليها، اعتبر أيضاً أنه من الضروري «القيام بتحرك على المستوى الاجتماعي لقطع الدعم» الذي يمكن أن يحظى به تنظيم الدولة الإسلامية بين السكان.
وأكد فابيوس أثناء جلسة استماع أمام البرلمانيين: «نعتبر أن خطورة هذه الجماعة الإرهابية وطبيعتها مختلفة عن سواها. أمامنا مشروع تدميري، اليوم العراق، لكن الخلافة تعني كل المنطقة وما بعد المنطقة، إنها بالطبع أوروبا». وأضاف: «إننا جميعا أناس يجب تدميرهم وقتلهم لأن هدف وسبب وجود هذه المجموعة هو قتل كل من لا يخضع لها».
وتحدث وزير الخارجية الفرنسي عن شحنات الأسلحة إلى المقاتلين الأكراد الذين يحاربون مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، فأكد أنه يجب القيام بكل شيء «انسجاماً مع قرار الحكومة العراقية». وقال: «من غير الوارد القيام بأمور من وراء ظهر الحكومة المركزية. أكان الأمر يتعلق بالأسلحة والمساعدات الإنسانية، يجب القيام بالأمور معاً».
وقد أعلنت باريس ولندن وبرلين وروما أنها أرسلت أو سترسل أسلحة إلى الأكراد.
وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية في غضون بضعة أشهر من الاستيلاء على أجزاء واسعة من الأراضي في العراق وسورية بهدف إقامة خلافة إسلامية تتجاوز الحدود.
الجيش يتقدم في تكريت
ذكرت قناة العراقية أن الجيش يواصل تقدمه في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وأنه استعاد السيطرة على معظم المدينة.
وذكرت القناة على موقعها الالكتروني أن الجيش أحكم سيطرته على مبنى مجلس المحافظة وأكاديمية الشرطة وحي الأربعين ومنطقتي شيشين والديوم، إضافة إلى انتشار المئات من عناصر الجيش في أسواق المدينة وطرقها.
من ناحية ثانية، فككت عناصر الهندسة العبوات الناسفة التي قامت جماعة داعش بزرعها في طرق المدينة، قبل أن يلوذ أفرادها بالفرار عقب الضربات الجوية التي نفذها سلاح الجو العراقي.
وفي الموصل، استمر الجيش العراقي وقوات من البيشمركة الكردية بتنفيذ العمليات العسكرية، لاستعادة السيطرة على مناطق حول السد بشمال العراق.
وكانت طائرات الجيش الأميركي بدأت قبل نحو الأسبوع بشن غارات جوية في شمال العراق بهدف حماية اللاجئين من الأقلية الأيزيدية والمنشآت والمسؤولين الأميركيين، ومنع تقدم تنظيم داعش الإرهابي باتجاه مدينة أربيل.
البنتاغون ينفي وجود جنود أميركيين
في السياق، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركي جون كيربي أول من أمس عدم وجود جنود أميركيين في العراق.
ونفى في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن كيربي ما تناقلته وسائل إعلام عن أن الطائرات الأميركية التي تقصف مواقع مسلحي «الدولة الإسلامية» توجَّه من الأرض من قبل عسكريين أميركيين. وقال الناطق باسم البنتاغون: «إنها معلومات خاطئة، فلا يوجد هناك جنود أميركيون».
وكان الرئيس باراك أوباما وافق في 8 آب على توجيه غارات جوية ضد مواقع المتشددين في العراق لحماية الدبلوماسيين الأميركيين في البلاد، وكذلك بدعم القوات العراقية والمقاتلين الأكراد. مع ذلك فقد استبعد أوباما إرسال قوات أميركية برية إلى العراق.
وتؤكد واشنطن أن الوجود العسكري الأميركي في العراق ينحصر في وجود مستشارين يقومون بتقييم الوضع الميداني، لكنهم لا يشاركون في القتال.
وكانت قوات البيشمركة أعلنت أن مستشارين أميركيين بصدد التوجه إلى جبل سنجار شمال البلاد، لدراسة إمكان إجلاء مدنيين محاصرين هناك من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي تصريح أمس قال هلكورد حكمت المتحدث باسم قوات البيشمركة إن حوالى 130 مستشاراً عسكرياً أميركياً وصلوا إلى مدينة أربيل، عاصمة كردستان العراق، ومنهم من يتعين عليهم التوجه إلى جبل سنجار في مهمة استطلاع مندون أن يدقق فيما إذا كانوا قد غادروا أربيل إلى هذه المنطقة أم لا.