شمخاني يؤكّد التنسيق الإيراني الروسي السوري.. و«الأمن الجماعي» تدعو لمواجهة الإرهاب
أكّد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أهميّة ودور التنسيق السياسي والعسكري بين إيران وروسيا وسورية لما له من تأثير كبير في المعادلات الراهنة بالمنطقة.
ولفتَ شمخاني في جلسة لمجلس الشورى الإسلامي في إيران، إلى أنّ التطوّرات السياسيّة والدفاعيّة والأمنيّة في العراق أدّت إلى تراجع تيار الإرهاب التكفيري، مبيّناً أنّ العمليات في مدينة الفلوجة، والتي كانت نموذجاً للتنسيق والتعاون بين الجيش وقوات الحشد الشعبي، ساهمت في تعزيز مبادرة الحكومة على الصعيد العسكري والسياسي.
وفي السياق، دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة «الأمن الجماعي» إلى تكوين جبهة موحّدة لمواجهة الإرهاب في سورية.
وفي بيان مشترك حول الوضع في سورية، صدر في ختام اللقاء الذي استضافته العاصمة الأرمينيّة يريفان، أكّد وزراء خارجيّة الدول الأعضاء الست روسيا، بيلاروس، أرمينيا، كازاخستان، قرغيزيا، طاجيكستان دعمهم لسيادة سورية ووحدة أراضيها، داعين إلى إزالة التهديد الإرهابي وإنهاء النزاع المسلّح في البلاد في أسرع وقت وبطرق سلميّة دبلوماسيّة، من دون شروط مسبقة وبعيداً من أيّ تدخّل خارجي.
كما أشار البيان إلى أهميّة «الجهود المبذولة من قِبل رؤساء المجموعة الدوليّة لدعم سورية في ضمان وتعزيز نظام وقف الأعمال القتاليّة في سورية»، داعياً إلى تكوين «جبهة موحّدة لمواجهة الإرهاب والتطرّف الدوليّين في هذا البلد في ظل دور الأمم المتّحدة المحوريّ».
ودعت «الأمن الجماعي» إلى حشد جهود المجتمع الدولي، بما في ذلك الجهود الرامية إلى خلق ظروف مؤاتية لتجفيف قنوات تمويل الإرهاب.
كما أشار الوزراء إلى أهميّة ضمان أن تُسفر المشاورات الجارية في جنيف، تحت الإشراف الدولي، بين الحكومة السورية و«المعارضة»، عن نتائج ملموسة.
وتابع البيان قائلاً: «إنّ الدول الأعضاء تعبّر عن قلقها الشديد إزاء تطوّرات الوضع الإنساني في سورية»، مشيرةً «إلى ضرورة ضمان وصول إنساني مستقر إلى الأهالي المنكوبين بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني، ووقف العقوبات الأحاديّة التي تخرّب اقتصاد البلاد».
من جهتها، اشترطت «مجموعة حميميم» التي تمثّل «المعارضة الداخلية» في سورية، تحقيق تقدّم في مفاوضات جنيف لدخول ممثّلي المعارضة تشكيلة الحكومة السوريّة.
وفي تصريح لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أمس، أشارت ميس الكريدي، المتحدّثة باسم «مجموعة حميميم»، إلى غياب ممثّلين جدد عن المعارضة باستثناء وزير المصالحة الشعبية على حيدر في الحكومة الجديدة التي تمّ إعلان تشكيلها الاثنين بناءً على مرسوم من الرئيس السوري بشار الأسد.
وعزت الكريدي هذا الوضع إلى تعليق المفاوضات في جنيف، مشيرةً إلى ضرورة تحقيق تقدّم في البحث عن تسوية سياسيّة للأزمة السوريّة. وأوضحت الناشطة كريدي، أنّه ما دامت نار الحرب مستعرة في البلاد ويسعى كل طرف إلى التغلّب على الآخر، فمن المستبعد أن تقبل الحكومة ممثّلين جدد عن المعارضة في صفوفها.
من جهةٍ أخرى، اتّهمت منظمة العفو الدوليّة الفصائل الإرهابيّة في محافظتَيْ حلب وادلب بارتكاب جرائم حرب.
المنظمة قالت في تقرير لها، إنّ هذه الفصائل تخطف وتعذّب وتقتل خارج إطار القانون، ودعت الدول التي تدعمها إلى الامتناع عن تسليحها.
وأشارتْ منظمة العفو في تقريرها، إلى أنّ الجماعات المسلحة في حلب وإدلب تتصرّف بحرّية مطلقة في ارتكاب جرائم حرب، وغير ذلك من خروقات القانون الإنساني الدولي مع إفلاتها من العقاب. وبحسب التقرير، يُعتقد أنّ بعض تلك الفصائل المقاتلة يحْظى بدعم دول مثل قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة.
ميدانياً، تدور معارك عنيفة في الأحياء بين «قوات سورية الديمقراطية» قسد والمجلس العسكري في منبج مدعومة بطائرات التحالف الغربي ضدّ تنظيم «داعش» المتحصّن في داخل المدينة وأقصى ريفها، وتقدّم بطيء لصالح «قسد» داخل المدينة في ظلّ شبه غياب لغارات التحالف تتزامن مع محاولات التنظيم لأيّ خرق من الريف إلى المدينة.
آخر هجمات التنظيم الاثنين وكانت من ثلاثة محاور، من مدينة الباب والخفسة وجرابلس باتّجاه نقاط «قسد» في محيط منبج من دون إحراز أيّ تقدّم ملحوظ.
كما صدّت هذه القوات هجوماً من الجهة الشماليّة للمدينة من قرية دادات بثلاث عربات مفخّخة وسط استمرار الاشتباكات في حيّ الحزاونة جنوب منبج، ودوار السبع بحرات في الغرب، وحيّ الأكراد شرقاً في محاولة للقوات التقدّم على حساب التنظيم.
وكان المرصد السوريّ المعارض قال إنّ «قوات سورية الديمقراطية» تصدّتْ لهجوم ثانٍ شنّه التنظيم على مواقعها في محيط المدينة.
يُذكر أنّ «قسد» تقدّمت وسيطرت على العديد من الأحياء كحيّ الأسدية شرقاً، وحي البوبنة جنوب المدينة، وحيّ الشرعية غرب منبج، من دون أن تُحرز أيّ تقدّم للقوات في الأحياء الشمالية أقلّه في الوقت الراهن.
مصدر كردي ذكر بأنّ سبب التقدّم البطيء في معركة منبج هو كثرة الألغام في شوارع المدينة والمفخّخات، إضافة إلى استخدام التنظيم الأنفاق بين الأحياء وشحّة غارات طائرات التحالف واتّخاذ التنظيم المدنيّين دروعاً بشريّة.
وفي السياق الميداني، استهدفت الطائرات الحربيّة السوريّة، أمس، مواقعاً لإرهابيّي تنظيم «داعش» الإرهابي في شرق وشمال شرقي محافظة حمص، حسبما نقلت وكالة «سانا» للأنباء نقلاً عن مصدر عسكري.
وبحسب الوكالة، فإنّ غارات الطائرات السوريّة أسفرت عن تدمير مواقع للإرهابيّين جنوب شرقي تدمر، ما أدّى إلى تكبّد المسلّحين خسائر في الأرواح والمعدّات.
كما قصف الطيران السوري مواقع التنظيم غرب قرية تل عمري في شمال شرقي محافظة حمص، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الإرهابيّين، إضافة إلى تدمير عدد من آليّاتهم ومواقعهم.
يُذكر أنّ الجيش السوري بدأ الأحد 3 تموز بعمليّة عسكريّة ضدّ مسلّحي تنظيم «داعش» في شرق محافظة حمص، واستطاع فيها تحرير 3 قرى والسيطرة على عدد من المواقع وقتل أعداد من المسلحين.
وفي السياق، يستعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإرسال أدميرال كوزنيتسوف وهي أكبر سفينة حربيّة إلى سورية من أجل القضاء على «داعش».
وقالت صحيفة «دايلي ميل» البريطانيّة، إنّ روسيا سترسل «أدميرال كوزنيتسوف في الخريف، وهي سفينة مجهّزة بطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر حربيّة مستعدة لمحاربة «داعش» في معقلها».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ «السفينة التي تمتدّ على طول 305 متر، يمكنها حمل 41 طائرة و18 طائرة هليكوبتر».
وستستقرّ حاملة الطائرات بالقرب من السواحل السوريّة، حيث ستشنّ الهجمات على معاقل تنظيم «داعش» ثمّ ستعود إلى روسيا، بحسب الصحيفة.
وقال مصدر عسكري – دبلوماسي: «أعدّت هيئة الأركان العامة خطّة لإشراك الطيّارين التابعين للمجموعة العسكريّة المختلطة في ضربات على جماعات إرهابيّة في سورية، والغرض منها إعطاء طواقم الطائرات فرصة اكتساب الخبرة في تنفيذ المهام القتاليّة من على سطح حاملة طائرات لقصف الأهداف على الأرض».