الداخليّة العراقيّة: مفخّخة الكرادة قَدِمت من ديالى

كشف وزير الداخلية العراقي الذي قدّم استقالته أمس محمد سالم الغبان، أنّ السيارة المفخّخة التي انفجرت الأحد الماضي في منطقة الكرادة ببغداد وخلفت العشرات من الشهداء والجرحى، قدمت من محافظة ديالى، مشيراً إلى أنّ منطقة التفجير كانت فيها مواد سريعة الاشتعال، فيما انتقد «تراشق الاتهامات» بين الجهات المعنيّة.

وقال الغبان خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم في مبنى الوزارة، بحسب الـ»سومرية نيوز»، إنّ «السيارة المفخّخة التي انفجرت في الكرادة كانت قادمة من محافظة ديالى»، لافتاً إلى أنّ «منطقة التفجير كانت فيها مواد سريعة الاشتعال كالعطور وغيرها».

وأضاف أنّ «الأجهزة الأمنيّة يجب أن تأخذ دورها الصحيح، ويجب أن تكون هناك سيطرات تُحكم المداخل وتحفظ الأمن»، منتقداً في الوقت ذاته «تراشق الاتهامات الذي يحدث بعد كل تفجير».

وشدّد الغبان على ضرورة «إجراء إصلاحات حقيقيّة وجذريّة، ونحن طالبنا مراراً بنقل الملف الأمنيّ إلى وزارة الداخليّة لكي نتحمّل مسؤولية الأمن، والجميع اتّفق على ذلك، لأنّنا إذا لم نتسلّم الملف الأمنيّ سيستمر القصور»، مشيراً إلى أنّه «إذا بقيَ التقاطع بين الأجهزة الأمنيّة لن نصل إلى أيّ حل، وسيبقى الشعب العراقي يعاني».

وشهدت بغداد في الساعات الأولى من صباح الأحد، استشهاد وإصابة المئات في تفجير نفّذه انتحاريّ يقود سيارة مفخّخة في منطقة الكرادة وسط العاصمة، فيما تعهّد رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ»القصاص» من منفّذي التفجير، وأعلن الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا.

إلى ذلك، أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أكّد فيه تعاطف إيران مع العراق بشأن التفجير الدموي الذي استهدف منطقة الكرادة وسط بغداد، وأسفر عن سقوط عشرات الأشخاص بين شهيد وجريح، فيما اتّهم العبادي بعض دول المنطقة بدعم «الإرهاب».

وبحسب «السومرية نيوز»، ذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أنّ « العبادي أكّد لروحاني، أنّ هذا الإرهاب الأسود الذي تعاني منه المنطقة جميعاً يقتل المدنيّين العُزَّل تعويضاً لخسائره في جبهات القتال في الفلوجة والموصل»، مضيفاً أنّ «الدول التي دعمت «داعش» الآن يصلها نار هذا الإرهاب».

من جهته، تقدّم روحاني بالتعازي للعبادي والشعب العراقي وعوائل الضحايا بالتفجيرات الارهابية في الكرادة»، منتهزاً هذه الفرصة لتقديم التهاني بالانتصارات التي يحقّقها العراقيّون في الفلوجة وتمنّى أن تكون هناك انتصارات أخرى، لافتاً إلى أنّ «إيران تعلّق آمالاً كبيرة على انتصاراتكم، وستكون بجانب الشعب والحكومة العراقية كما كانت سابقاً، ونتمنّى تطوير العلاقات بين البلدين في كافة المجالات».

وتابع روحاني يقول، إنّه «بنهجكم سنشهد نهجاً جديداً من التطوّر خاصة في الجانب الاقتصادي، وإنّ هناك بعض المشاكل بفضل جهودكم ستُذلّل وتذوب، ويجب أن يتمّ الإسراع للتنمية والتعاون في كافة النشاطات خاصة ضدّ الإرهاب».

على صعيدٍ آخر، كشف جهاز الاستخبارات العراقي في بيان له، أنّه فكّك 15 خليّة إرهابيّة في بغداد ضمن عملية الصقر الخاطف.

البيان تحدّث عن ضبط 14 سيارة مختلفة النوع عائدة لتنظيم «داعش»، إضافةً إلى عدد من الأحزمة الناسفة التي تمّ ضبطها بحوزة الإرهابيّين، وأشار إلى أنّه استهدف أربع مضافات في أماكن مختلفة.

ميدانيّاً، أعلنت القوات العراقيّة التي حرّرت الفلوجة والعديد من المناطق الأخرى مثل الرمادي والرطبة، أنّ نسبة الأراضي المحرّرة بلغت 70 في المئة من المناطق التي تمّ تحريرها من سيطرة «داعش».

وأكّدت أنّها تعمل على تطهير المتفجرات، مثل الألغام الأرضية التي تركتْها المجموعات المسلحة في تلك المناطق

كما تواصل هذه القوات التقدّم في مواجهة مسلّحي «داعش» في محافظة صلاح الدين شمال العراق، وفي المناطق الجنوبيّة من محافظة نينوى.

وفي السياق، كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانيّة إلى أنّ ضابطاً سابقاً في الجيش البريطاني قدّم أدلّة على قيام القوات البريطانية التي شاركت في غزو العراق عام 2003 بإجبار المدنيّين على اجتياز أنهار في العراق، ما أدّى إلى مقتل أعداد منهم غرقاً.

ولفت الضابط السابق في الفرقة الأيرلنديّة في الجيش البريطاني، إلى أنّ ضباطاً كبار في الجيش كانوا على علم بأنّ الجنود يقومون بهذا الإجراء بشكل منظّم بذريعة محاولة احتواء عمليّات السلب في العراق، بعد انهيار نظام صدام حسين.

وأوضحت الصحيفة، أنّ شهادة مكتوبة من الضابط قد تمّ تسليمها للجنة التحقيق في ضحايا الحرب في العراق، وهو تقرير منفصل عن تقرير لجنة تشيلكوت حول المشاركة البريطانيّة في الحرب على العراق، وهي لجنة برلمانيّة يُنتظر أن تُصدر تقريرها النهائي قريباً.

ونقلت الصحيفة عن الضابط تأكيده أنّ العملية كانت معروفة وتُستخدم بشكل موسّع ضدّ المشتبه في قيامهم بسلب أملاك الغير، حيث كان يتمّ الزجّ بهم في الأنهر أو القنوات، وأحياناً إجبارهم على نزع أحذيتهم والبقاء في الشمس لفترات طويلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى