عبد السلام: مفاوضات الكويت كشفت حجم العدوان

أثار تجدّد الاشتباكات على الحدود اليمنيّة السعوديّة، وإطلاق صاروخين باليستيّين على مدينة أبها جنوب المملكة، وتمّ اعتراضهما، المخاوف من انفجار الحرب بصورة أكثر عنفاً في اليمن، وانهيار العمليّة التفاوضيّة السلميّة التي انطلقت في الكويت، وجرى تأجيلها لمدة أسبوعين بمناسبة عيد الفطر المبارك.

مصدر يمني كبير شارك في المفاوضات، طلب عدم ذكر اسمه، لخّص لـ«راي اليوم» أجواء المفاوضات والتطوّرات المتسارعة في الملف اليمني عموماً في النقاط التالية:

أولاً: استمرار المفاوضات لمدّة سبعين يوماً كان بمثابة «اعتقال» للمفاوضين في الكويت، وكادت هذه المفاوضات تنهار أكثر من مرة، خاصة عندما قصفت طائرات «عاصفة الحزم» مواقع لقوّات التحالف الوطني في لحج، ولكن تدخّل أمير الكويت صباح الأحمد شخصيّاً، وإرساله مبعوثاً إلى الرياض لعدم تكرار هذا الخرق لوقف القتال حال دون ذلك.

ثانياً: كانت هناك محاولات سعوديّة لحصر أعمال التهدئة في الشمال، ولكن وفد التحالف الوطني أصرّ على أنّها يجب أن تشمل الشمال والجنوب معاً، بحيث تشمل كل اليمن.

ثالثاً: الرئيس عبد ربه منصور هادي كان مغيّباً طوال فترة المفاوضات، ولكنّ الطرف اليمني المفاوض بتفويض منه كان يميل إلى بقائه، ولكن بدور شكليّ من دون أيّ صلاحيات في الفترة الانتقالية .كما كان هناك انقسام في وفد الحكومة «الشرعية»، فالجناح المتشدّد يفضّل الحل العسكري ميدانيّاً، ويعتقد أنّه في ظل تولّي الجنرال علي محسن الأحمر قيادة الجيش يمكن أن يحسم الأمور لما له من خبرة قتاليّة وعلاقات قبليّة وثيقة، ولكن الأطراف الدوليّة الممثّلة بالسفراء في الكويت ترفض هذا التوجّه.

رابعاً: تؤمن حركة الإصلاح السلفيّة الجناح اليمني للأخوان المسلمين ، أن لا حلّاً سياسيّاً إلّا بعد اجتثاث حركة أنصار الله، ولهذا يفضّلون الحل العسكري مهما كانت تكلفته.

وبحسب «رأي اليوم»، المصدر نفسه تطرّق إلى القرار الاماراتي المفاجئ بإعلان انتهاء الحرب من جانب واحد، ثمّ التراجع عنه على شكل تغريدات لانور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وقال إنّ هناك خلافات كبيرة بين الجانبين السعودي والإماراتي في ما يتعلّق بكيفيّة إدارة الأزمة اليمنيّة، وهذه الخلافات تنحصر في أمرين أساسيّين:

أولاً: تريد دولة الإمارات أن تُبعد نفسها عن السعودية وتُظهر استقلاليّة قرارها، وإعطاء انطباع للحراك الجنوبي بأنّها تعتبر انفصال الجنوبيّين حقّاً مشروعاً، طالما أنّ الأوضاع متوتّرة وغير مستقرة في الشمال.

ثانياً: الإمارات منزعجة من تصاعد دور حركة الإصلاح، والتيار الأخواني على الأصحّ، في الحرب في الشمال، وتدفّق الأسلحة على ذراعهم العسكري من السعودية، ولعبهم دوراً كبيراً في أعمال القتال في مأرب وتعز والجوف وأطراف صنعاء.

ميدانيّاً، أكّد مصدر عسكري يمني سيطرة الجيش واللجان الشعبيّة على موقعين عسكريين لقوات الرئيس المستقيل هادي عند الحدود اليمنيّة السعودية، تلّة الرمضة، وموقعاً آخر خلف مزراع نسيم بالقرب من منطقة الموسم السعودية في مديريّة ميدي.

وصدّ الجيش واللجان الشعبية محاولة تقدّم للقوات السعوديّة مدعومة بطائرات حربيّة ومروحيات من نوع أباتشي باتّجاه جمارك حرض بعد أن شنّت قصفاً مكثفاً على مبنى جمارك حرض في مديريّة حرض الحدوديّة في حجة غرب اليمن. في غضون ذلك، ردّت قوات الجيش واللجان الشعبيّة بقصف مدفعي عنيف على منطقتي صامطة والخوبة الشماليّة في جيزان السعودية.

وقُتل 3 أشخاص يُعتقد أنّهم ينتمون لتنظيم القاعدة بغارة جويّة نفّذتها طائرة من دون طيار استهدفت سيارتهم غرب مدينة عَتَقْ عاصمة محافظة شَبْوة شرق اليمن.

الجدير ذكره أنّ عناصر تنظيم القاعدة تنتشر في مناطق مختلفة في محافظة شبوة، أهمها منطقة عَزّان التابعة لمديريّة مَيْفَعَة والتي سيطرت عليها عناصر التنظيم، في ظل الفراغ الذي تشهده المنطقة في السلطات المحليّة والعسكريّة والأمنيّة.

وكشف مصدر عسكري ،أنّ مديريات الغَيْل والمَصْلوب والمُتُون بمحافظة الجوف شمال شرقي اليمن تعرّضت لقصف صاروخي ومدفعي من قبل قوات الرئيس هادي على مناطق متفرّقة منها.

يأتي ذلك بعد غارتين جويّتين للتحالف السعودي على مديرية المُتُون شمالاً، بالتزامن مع صدّ الجيش واللجان الشعبية لمحاولة زحف قوات الرئيس هادي باتّجاه مديريتيّ الغَيْل والمَصْلوب.

وإلى مأرب المحاذية للجوف شمال شرقي اليمن، تحدّث مصدر عسكري يمني ّعن صدّ الجيش واللجان الشعبيّة محاولات تقدّم متكرّرة من قِبل قوات الرئيس هادي باتّجاه مديريّة صِرواح غرب المدينة، في الوقت الذي حذّرت فيه لجنة التهدئة المحليّة بمأرب من التصعيد العسكري للتحالف السعودي وقوات الرئيس هادي في عدد من جبهات المحافظة، وذلك عبر مواصلة رفد مقاتليهم بالتعزيزات والأرتال العسكريّة، وما يترتّب عليه من تداعيات تقوّض مساعي التهدئة.

وإلى جبهة نِهم شمال شرقي صنعاء، حيث شنّت طائرات التحالف السعودي غارتين جوّيتين على منطقة بَارق بالمديريّة. يأتي ذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكريّة لقوات الرئيس هادي إلى المديرية ذاتها.

وإلى الحدود اليمنية السعودية حيث جبهتي حَرض ومِيدي بمحافظة حجة غرب اليمن، تحدّث مصدر محلّي عن قصف طائرات الأباتشي التابعة للتحالف السعودي وبكثافة جمارك حرض وتبة الرَمْضَة في مديرية حَرض، كما استهدفت صحراء مِيدي الحدودية.

وقال مصدر عسكري، إنّ الجيش واللجان الشعبية صدّوا محاولة زحف كبيرة لقوات التحالف باتّجاه جمارك حرض، ترافق مع غطاء الجوي مكثّف للطائرات الحربيّة والأباتشي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى