رمضان 2016: دراما الممكن والهروب إلى الكوميديا

جهاد أيوب

لا تزال الدراما الخليجية تتعمّد الخروج من المنافسة العربية، ولا تسعى إليها. وإن وقعت لا تشكل عقدة بقدر ما هي مجرد منافسة وحرية اختيار. تنطلق من سوق رئيسية تحتاج إليها، وتسعى خلفها على عكس واقع حال الدراما العربية، وليس مهماً أن يغلب على الإنتاج الكمّ مع إنه متواجد، والمهم عند العاملين فيها أصحاب التجارب الكبيرة، والتاريخ المؤسّس، من هنا يعيش البطل الرئيس طوال السنة ينقّب حتى يجد النصّ الذي ينسجم معه، عندئذ يقرّر أن يخوض التجربة بعدما وضعها في حدود تناسبه، وتنسجم مع مجتمعه وبيئته، غير مبالٍ بالبحث عن المنتج. لذلك، طموحه في الدرجة الأولى أن يرضي ذاته وبلده، ثم دول الخليج، وأن يحقّق النجاح والانتشار فيها، كونه يكتفي بذلك مع احترامه للانتشار عربياً إذا حصل.

الدراما الخليجية هذه السنة قدّمت مجموعة كبيرة من الإنتاج المحلي، لم يعد لديها عقدة الدراما المشتركة عربياً، وهي شبه مكتملة خليجياً. هناك مجموعة كبيرة من الكتّاب، وأحياناً يستعينون بسيناريست من مصر. وكذلك المعاهد الفنية خرّجت وجوهاً تمثيلية محلية كبيرة، ومتنوعة في الطموح تجاه دراما المسرح والتلفزيون، ولا تسعى إلى البطولة المطلقة بقدر مشاركتها إلى جانب قامات سبقتها وأسست. ومن أراد أن يناطح ينسحب فوراً إذا لم يجد شلّة تنسجم معه، أو يشكل فريقاً مع هذه الشلة التي سيشاركها بالأعمال.

الشباب

التجارب الإخراجية الشبابية الخليجية أصبحت جاهزة لدخول المجال التلفزيوني والسينمائي بقوة، ولا شكّ أنها، ومنذ فترة ليست ببعيدة، خاضت غمار المسرح قاطفة المنافسة والجوائز في مهرجانات عدّة.

كما أصبحت الأرضية جاهزة لتحديد سمات العمل الخليجي البحت، وهذا يعطي الحيّز الفعلي لتجارب ممكنة وذات هدف. المهم عدم الوقوع بالاستخفاف كما هو حاصل في بعض الأعمال، وعقد العزم على التغيير إلى الأفضل. فالدراما اليوم هي واجهة الثقافة، وهي مفتاح الشهرة إلى جانب الغناء، وتمرير الرسائل السياسية والاجتماعية والفكرية أصبحت سهلة عن طريق الدراما. كما ان الناس في العالم العربي وبالتحديد في الخليج يتابعون الدراما، ويسوّقون لها في جلساتهم من دون أن يعلموا، وهي تأخذ حيّزاً كبيراً من نشاطهم ووقتهم. والفضائيات الخليجية تصر على الإنتاج المحلي، ولم توفّر موهبة خليجية إلا وساندتها، وساهمت في صناعة دراما محلية برؤية سياسية، ويكفيها أنها تتعامل مع الاسماء الكبيرة بالعمر والقيمة. ببساطة، على عكس الدول العربية الاخرى، فما أن يكبر فنانها حتى تتجاهله، ولا تفكر بمساعدته كي يبقى في الصورة.

كل هذا يصبّ في مصلحة الفنان الخليجي، وعليه أن يتنبه إلى أهمية دوره، لا أن يعيش كذبة النجومية المرحلية من دون أن يؤسس لمستقبله ولاسمه. على الفنان الخليجي أن يأخذ الفن بجدّية وبمسؤولية بعيداً عن الاستسهال والوجاهة والمعجبين فقط. حينما يقرر الفنان أن يصنع اسماً يليق بالفكر وبطموحاته، يجد دوره يمثل بسهولة قضايا أهله. والأهم ألا يستخف بعمله الذي أصبح بصمة. من هنا نستطيع القول إنّ الدراما الخليجية أصبحت شبه مكتملة العناصر بعيداً عن الاستعانة بكوادر من خارجها. وهذا يجعلها تخوض المغامرة، وتبحث عن أفاق جديدة في طرح يشبه واقعها، ولا يجعلها تهرب منه.

المغامرة

إلى الآن، لم تجرؤ التجربة الخليجية على طرح قضاياها في العمق. لا تزال تعيش على سطح المشاكل، ولا تزال الأعمال التي قدّمها عبد الحسين عبد الرضا ورفاق دربه في البدايات هي الأجرأ في الدراما والمسرح الخليجيين على الصعيدين الاجتماعي والسياسي. كما أنها لم تحبّذ ولا تفكر بالخوض في القضايا السياسية. وإذا قرّر أحدهم ذلك، يمر عليها ضمن الخطّ البسيط الذي لا يوجع الرأس.

المسرح الخليجي خاض المغامرة في بعض الأعمال، وبالتحديد المسرح الكويتي عن طريق الرائد عبد الحسين عبد الرضا، والراحل الكبير فؤاد الشطي، والمخرج بسام البسام. والمسرح القطري بواسطة الفنان غانم السليطي، ولكنه سارع ولجم حركته لتصبّ في المهرجانات المحلية التي يشاهدها القلة. وإلى الآن لم تصنع حالة ثقافية متحركة إلى الأفضل، وتعتمد على الموروث كي تستمر بثقة، هي مجرد تجارب تذهب إن ذهب صاحبها.

من هنا ندعو الفنان الخليجي إلى المغامرة، المغامرة في الدراما هي الاهم اليوم، هي أداة التواصل مع الجميع. أما الاكتفاء بتقديم حالة اجتماعية تحصل أو خيالية، أو عمل بيئي ليس حلاً للتنافس الداخلي والمحلي إن لم يكن هنالك همة للتنافس العربي.

ندعوه إلى الجرأة في طرح قضاياه، ولا نقصد بالجرأة الجنس والغرام الرخيص، والمشاهد الساخنة بحجّة الحرّية. نقصد أن نطرح ونسلط الضوء على أمور يعاني منها المجتمع، وتحتاج إلى رصد، والرصد يلفت، والتمعّن في الموضوع يصدم، ويجد طريقه إلى أن يكون هو صوت الآخر.

الغياب الجميل

هذه السنة، غاب عن الدراما الخليجية الصراخ والبكاء، وغزارة الدموع غير المنطقي، ومشاهد الاكتئاب وما شابه، لا لأنهم يتقنونها، بل لأنها أصبحت لازمة مزعجة ومملة، وصفة تلازم كل عمل منذ سنوات، لا بل كانت تحدث تنافساً بين بطلات المسلسلات، والفوز لصالح من يبكي أكثر، ومن يستطيع إقحام المشاهد بنعمة البكاء.

كما غاب عن عدد من الأعمال حرب «الدراريع» ـ العباءات ـ وصبّت في صالح أزياء منطقية، تخدم حالة الموقف والحدث، وبصراحة كنا نعتقد أن هذا المرض لن تستطع بطلاته وممثلاته الاستغناء عنه. أما موضوع الماكياج النافر والمخيف فهو لا يزال حاضراً وبقوة عند النجمات الصغيرات وبعض الاسماء الكبيرة، وهذا يشوّه المنظر، ويقلل من المتابعة لأن المشاهد يتلهى بالشكل المخيف للشفاه العريضة والعوجاء.

أما موضوع أن العائلة فقيرة، وتعيش في قصر، ولديها أحدث السيارات وما شابه، فهذا انتهينا منه هذه السنة. وحاولت القديرة حياة الفهد أن تنهي ذلك في «حال منايل» السنة الفائتة، وقد تنبّه إلى ذلك أيضاً غالبية المخرجين، وأبعدوه عن المشهد الدرامي، ونأمل ألا يعود في السنوات المقبلة. يبقى مرض التطويل وصولاً إلى حدث تافه، والايقاع البطيء الذي يصنع الملل إلى الحدث الاساس، وهذا ما تعانيه غالبية الدراما العربية، وتحديداً الخليجية.

«ساق البامبو»

«ساق البامبو»، تأليف سعود السنعوسي، إخراج محمد القفاص، إشراف سيناريو محفوظ عبد الرحمن، بطولة سعاد عبد الله، فيصل العميري، وعبد المحسن النمر، شجون، فاطمة الصيفي، مرام، عبد الله البلوشي، والفنان الكوري رين سكالو فلبيت.

استطاع العمل حصد المتابعة من الحلقة الأولى. إيقاع سريع في الحدث والأداء من الحلقة الأولى، وحضور واضح لنصّ مشغول بذكاء، وبجدّية، والسيناريست المصري محفوظ تمكّن من الولوج بالخصوصية الخليجية بثقة العارف، وأعطى الحوارات عمقاً مترابطاً لا ملل فيه. ورغم وضوح القصة، ومحدودية عدد أبطالها، قدّم وجبة غنية، وهذا ينجم عن خبرة في صناعة الحوار وصوغه والحدث معاً.

سعاد عبد الله متميزة، تؤدي دورها بإتقان لا نستطيع الانفلات منه، صحيح الدور ليس جديداً عليها، ولعبته أكثر من مرة ومنها في مسلسل «نوايا»، ولكنها هنا تقدمها في نكهة مختلفة، وعبير الأداء الغني بتفاصيل الحركة في الوجه واليد والصوت لا يجاريها فيها إلا سعاد عبد الله. نعم، هذه السنة هي في أنضج أدوارها، وأفضل مسلسلاتها، القصة ممتعة، والمخرج أصبح يعرف ماذا يرضي سعاد، فعمل على أن يصحّح ما وقع به السنة الفائتة.

محمد القفاص في هذا العمل متمكن، يعرف ما في نصّه وما هو داخل زاويته وكادره، لم يغامر بقدر ما قدم رؤية بسيطة منطلقة من قيمة النص ومواضيعه، لذلك جاء إخراجه سهلاً ممتنعاً. والأهم تحريك ممثليه كما يشاء الدور وخصوصيته، وهذا يعني انسجامه بالحوار الذي أمن به على ما يبدو.

سعاد عبد الله قيمة للفن الدرامي الخليجي، وقيمة في الفن العربي، ومن الأسماء الضامنة لجدلية أيّ عمل تقدمه، ومع التجربة أصبحت تعرف ما يناسبها أكثر، والأهم إيمانها بما هي عليه كإيمانها بتقديم مواهب جديدة في كل عمل من أعمالها.

فيصل العميري في دور «البدون» يحسب له، وشخّصه بواقع اجتماعي ملموس من دون أن يصيبه بالضرر، بسيط، عميق، يلوّن اللحظة بخبرة، يستخدم صوته بواقعية اللحظة، يستطيع وبكل هدوء أن يجسّد البطولة المطلة بتفوق. هو خامة فنية شبابية ملتزمة بالفن النظيف، وهذا ما يميّزه عن غيره.

عبد المحسن النمر يتقن كل ما يسند إليه. وهنا لعب دوره بجدّية وبعمق من دون أن يستخفّ به على رغم محدودية دوره. الفنان الواعي لا ينظر إلى طول الدور أو قصره بقدر تأديته له بإخلاص ووعي، وبذلك يترك بصمة.

«بياعة النخي»

«بياعة النخي»، تأليف وبطولة حياة الفهد، إخراج شعلان الدباس، بطولة مريم الصالح، وسارة البلوشي، وصلاح الملا، وعلي جمعة، وغدير السبتي، وعبد المحسن القفاص.

فكرة القصة جميلة وأيضاً الأداء. عمل على رغم خصوصيته في البيئية الكويتية، وعلى رغم إغراقه بمحليته القديمة، متابع من غالبية الأقطار العربية، وكتب عنه في أكثر من صحيفة خارج الخليج، وهذا أكبر دليل على أن العمل الجيد يفرض حضوره على الجميع، وبالأخص أعمال القديرة حياة الفهد.

تدرك حياة جيداً ما صنعته من نجاح لافت في الفن الخليجي ككل، وفي الدراما تحديداً، والفضل يعود إليها وإلى سعاد عبد الله في صناعة دراما مسؤولية ننتظرها سنوياً مهما اختلفنا على مستوى العمل. وللحق، أعمال حياة محبوكة بعناية، ومشغولة بفهم عميق للواقع الفني الخليجي، وكذلك الاجتماعي، وفي هذا العمل الذي كتب برشاقة كوميدية غاية في الجمال، وأحياناً في حوارات تراجيدية لا توصف، عمل مليء بالمفردات التراثية الكويتية والخليجية المشوقة، والتي تكشف طبيعة الماضي رغم تنوعها، ولعبة الفلاش السريع والواضح شرح الماضي من دون إزعاج للمتلقي والمضمون.

حياة الفهد لم تهتم لزخرفة الأضواء بقدر اهتمامها لطبيعة ما ستقدمه، واثقة من خطواتها، ونجحت في مغامرتها هذه. فبعد هذا العمر من البصمة النادرة يصعب على الفنان أن يقدم ويغامر بهذه النوعية من الدراما، ولكن جرأة حياة، وتحدّيها لنفسها فرضا عليها هذه التجربة التي صبت لصالحها، ولا أحد ينازعها على نوعية كهذه من الأعمال. خلقت في البداية، وقبل العرض جدلية انتقاديه، منهم من كان خائفاً من فشلها، وآخر تعمد الأذية، والنتيجة نجاح العمل شكلاً وموضوعاً ومغامرة، وأغنى المكتبة الكويتية، وقد يقدم من قبل الدولة كهدية يعتز بها لكل زائر إلى الكويت.

وجود الفنانة الكبيرة مريم الصالح في العمل أعطاه زخماً إضافياً كي ينجح، أدت برشاقة وخفة تحسب لها، أما الفنان علي جمعة فحضوره محبب وغير مزعج، ولون بأدائه أفضل ما يكون، والغريب أن جمعة في أعمال حياة الفهد يقدم أفضل ما لديه.

«حارة الشيخ»

«حارة الشيخ»، تأليف بندر باجيع، وإخراج المثنى صبح، وبطولة محمد بخش، وخالد الحربي، ومريم الغامدي.

ستون فناناً من دول مجلس التعاون شاركوا في هذا العمل، وما أن بدأ عرضه حتى بدأ يثير الغضب عند رواد التواصل الاجتماعي، واعتبر السعوديون أنه يشوّه التاريخ والحقيقة.

العمل بكلّ فصوله وقصصه وما شابه هو «باب حارة» سعودي. ولكن هذا لا يعني أنه لا يستحق المتابعة، بل مقدرة المخرج المثنى صبح، والبعيد عن هذه الأجواء بتحريك الممثلين، وغالبيتهم شباب واعدون تفرض المتابعة، وتقدر جهوده، وهذا دليل على أن هذا المخرج هو البطل الفعلي لهذا العمل، ووجب الثناء على جهوده المضنية.

العمل على رغم أنه سعودي بنسخة شامية سيقدّم بأكثر من جزء، وفيه عدد كبير من الممثلين الذين أدّوا بإحساس عال، وشعرنا أننا أما وجوه لها طول باع في التمثيل، عابه الصراخ، ومشاهد العنف المتكررة، والمبالغة بالأزياء.

«سيلفي 2»

«سيلفي 2»، تأليف نخبة من كتّاب الخليج، إخراج أوس الشرقي، إشراف عام خلف الحربي، بطولة ناصر القصبي، وشارك في بعض الحلقات طارق العلي، وعبد المحسن النمر، وغناء راشد الماجد، وألحان فايز السعيد.

جرأة في خطابه، استمرارية ذكية، أفكار محلية مباشرة ولم يتطرّق إليها من قبل، وخفة ظلّ من ناصر القصبي معهودة ولا نملّ منها. عاب العمل الإخراج الارتجالي غير المدروس، وأداء ممثلين شاركوا في العمل بسرعة ومن دون مسؤولية، وإلا ما معنى أن تكون بعض المشاهد بهذه الخفّية والسذاجة التمثيلية؟

على القائمين على هذا العمل الانتقادي المطلوب، والهادف والضاحك ألا يكون كل همّهم ناصر القصبي فقط، وألا يستخفوا بفريق العمل، وتحديداً الممثلين، يا ليتهم يستفيدون من مسؤولية المسلسل السوري «بقعة ضوء».

«جود» و«المحتالة»

«جود» تأليف علي الدوحان، إخراج منير الزعبي، بطولة هدى حسين، عبد المحسن النمر، هبة الدري، صلاح الملا، يعقوب عبد الله.

عمل «شربكة بربكة»، حوارات تائهة غاية في خلق الملل، وأحداث لا تستحق المتابعة. والغريب أن بطلة العمل تقدّم مسلسلاً آخر هو «المحتالة»، والنتيجة واحدة من حوارات غير مترابطة، فقط أحداث «المحتالة» أسرع، وأن هدى حسين في «جود» تؤدّي دورها المركّب أفضل من الثاني.

المخرج منير الزعبي مجتهد، ولديه الكثير من الأعمال الجميلة والتي نافس بها الجميع، هنا العمل صدمة، وبصراحة لا يتحمل النقد، ولا الكلام.

«الدمعة الخضراء»

«الدمعة الخضراء»، مسلسل بدوي تدور أحداثه حول حياة الشاعر الأمير محمد الأحمد السيدري، إخراج حسام حجاوي، بطولة عبد المحسن النمر وعبير عيسى، والإعلامية علا الفارس.

هنا ملعب عبد المحسن النمر، متفوّق، ثاقب النظرات، حاد النطق، غني بتأثيراته، وفاهم لطبيعة البيئة التي يحبّ أن يجسدها. أما علا الفارس فلم توفّق بإطلالتها التمثيلية الأولى. تؤدّي بسرعة لتنسحب من مهامها من دون أن تترك عطراً، تحفظ الشعر جيداً، لا إحساس بالإلقاء، ولا صدق في الأداء، كان عليها أن تتروى، وتقوم بتمارين تمثيلية قبل الموافقة على الظهور أمام الكاميرا.

العمل مشغول بأجواء بدوية موفقة، والمخرج ملمّ بتفاصيل البداوة، ولكنه لا ينجح بالتقاط المشهد القريب، ويحبّ أن يصوّر مساحات الصحراء الواسعة، ويحتاج إلى رؤية إخراجية مختلفة. عاب الإخراج عدم الاهتمام بتفاصيل الوجوه المنغمسة بالماكياج الصارخ، والإرباك الذي ظهر في أداء بعض الممثلين. إنّ أعمالاً كهذه تحتاج إلى مخرج يحبّ البداوة، ومخرج آخر يفقه لعبة الدراما.

«وعد الغريب»

«وعد الغريب»، مسلسل بدويّ آخر، إنما من وجهة نظر مستشرق بريطاني، كتب رواية عن تجربته في الصحراء عام 1916، إخراج حسين دعيبس، بطولة ياسر المصري، قمر خلف، ريم الشيخ.

أجمل أعمال البادية، رسم بنجاح من خلال عدة خطوط درامية تنطلق من قصة حبّ. والأهم تسليم مهام الإخراج إلى الأردني حسين دعيبس، مخرج مجتهد، مثقف، واع لدوره، ويعشق البادية والصحراء. هو المقبل من نجاحاته في إخراج الفيديو كليب الغنائي، وهنا أيضاً ملعبه، ونجح في تقديم تجربة مثيرة. التقط تفاصيل الصحراء وأجواء البادية بهمة كبيرة ومتعبة، وخطف تعابير وجوه ممثليه بسرعة البرق لتصلنا ناطقة تشكل إضافات على النص. أنيق في تقديم مشاهده، والعين تعشق صوره، أما طريقة نجاحه في تسجيل أجمل أداء الممثلين فكانت واضحة. وعلى رغم معرفتنا بتميّز غالبية الممثلين في أداء أدوار البادية، إلا أنّ التجربة مع دعيبس ممتعة وشيقة أكثر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى