سيوول ستوافق بضغط من واشنطن على نصب الدرع الصاروخية

تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى الضغط المستمر، الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية على حكومة كوريا الجنوبية، كي تعلن موافقتها على نصب الدرع الصاروخية على أراضيها.

وجاء في المقال: ستعلن حكومة كوريا الجنوبية رسمياً عن موافقتها على نشر عناصر منظومة الدفاع الصاروخية المضادة للصواريخ «THAAD» على أراضيها خلال الشهرين المقبلين.

من جانبها، تحثّ واشنطن سيوول على الإسراع في إعلان موافقتها الرسمية، مخافة تصاعد المواجهة مع روسيا والصين وازدياد معارضة المجتمع الكوري نشر بطاريات هذه المنظومة في البلاد، لا سيما أن مناطق عدّة في كوريا الجنوبية أعلنت رفضها نشر بطاريات المنظومة على أراضيها، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام كورية جنوبية استناداً إلى مصادر حكومية.

ويذكر أن واشنطن وسيوول كانتا قد أعلنتا في شباط الماضي عن انطلاق المباحثات الرسمية للتوصّل إلى تسوية لجميع المسائل المتعلقة بنشر الدرع الصاروخية في شبه الجزيرة الكورية.

وقد دفعت الحليفين إلى اتخاذ هذه الخطوة التجارب الصاروخية والنووية التي تجريها كوريا الشمالية. علماً أن روسيا والصين ترفضان رفضاً قاطعاً نشر هذه المنظومة في كوريا، وتعتقدان أن الولايات المتحدة تحاول جرّ كوريا الجنوبية إلى إشراكها في الدرع الصاروخية العالمية. وقد أكد فلاديمير بوتين وشي جي بينغ مجدداً موقفهما الرافض لهذه المنظومة خلال القمة الصينية الروسية الأخيرة في بكين.

وتشير صحيفة «تشوسون إيلبو» الكورية الجنوبية، استناداً إلى مصدر حكومي لم تفصح عن هويته، إلى أن المباحثات العملية في شأن نشر منظومات الدفاع الصاروخية المضادة للصواريخ وتحديد مواقع نصبها قد وصلت إلى مراحلها النهائية. وأشار المصدر إلى أن كل شيء سيقرَّر خلال شهر أو شهرين.

وذكرت الصحيفة الكورية الجنوبية أن واشنطن تضغط على سيوول للإسراع في اتخاذ القرار النهائي. وقد اعترف المصدر بأن الحليفين يخشيان معارضة روسيا والصين وكذلك الرأي العام المحلي.

إضافة إلى أن فوز المعارضة في الانتخابات البرلمانية أدى إلى غلبة قوى في البرلمان تتشبث بمواقف ملتبسة إزاء الدرع الصاروخية مع أن العسكريين الكوريين الجنوبيين يؤكدون دائماً اهتمامهم بنشر المنظومة الأميركية.

وبحسب معلومات الصحيفة، فقد تم تحديد ثلاثة مواقع ستكون الأكثر احتمالاً لنشر بطاريات«THAAD»، وهي: القاعدة الأميركية التي تبعد 70 كيلومتراً إلى الجنوب من سيوول، وفي محافظة كينسان الشمالية 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الكورية ، ومدينة كونسان في محافظة تشولا الشمالية حيث توجد القاعدة الجوية الأميركية 150 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من سيوول . علماً أن سكان هذه المناطق، حيث يمكن أن تُنشر بطاريات الدرع الأميركية، يرفضون رفضاً قاطعاً ذلك.

وتشير صحيفة «كوريا تايمز» إلى تصريح لي خوان تشين، عضو مجلس محافظة تشان تشون، بأن الأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام أقلقت السكان، وكذلك إلى مطالبته قيادة الدولة بتوضيح موقفها وإعطاء الضمانات اللازمة، بأن هذه المنظومة لن تنشر في منطقته.

وكان وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين جو، قد شدّد خلال كلمته أمام البرلمان في الأسبوع الماضي على ضرورة نشر هذه المنظومة في كوريا، لضمان أمن البلاد مؤكداً العزم على توضيح الأمر لسكان المناطق التي يُنوى نشر البطاريات فيها، لإقناعهم بضرورتها.

أما السكان فقد كان ردّهم بأنهم لن يصغوا إلى أيّ تطمينات، وينوون المضيّ قدماً في الوقوف في وجه نشر هذه المنظومة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى