«أي جمهورية تنتظر مصر» ندوة في مركز عصام فارس
نظم مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية ندوة بعنوان «أي جمهورية تنتظر مصر»، حضرها الوزير السابق بهيج طبارة وحشد من المهتمين.
وتحدث في الندوة الكاتب السياسي والباحث المصري جميل مطر والباحثة في مركز «كارنيغي» الدكتورة مهى يحي.
بعد ترحيب لمدير المركز السفير عبدالله بو حبيب، كانت كلمة تقديمية لناشر ورئيس تحرير صحيفة «السفير» طلال سلمان، الذي رأى «أنّ شعب مصر قد يتسامح مع الظلم لفترة وقد يتغاضى عن فساد السلطة إلى حين، لكنه إذا ثار فإنه مؤهل لإعادة صياغة التاريخ ليس في مصر وحدها بل على مستوى العالم العربي».
ثم تحدث مطر الذي أشار إلى «أنّ مستقبل الديمقراطية في مصر لم يحسم بعد ولم تبدأ الطريق إلى هذه الديمقراطية الموعودة». واعتبر أنّ «المزاج المصري الحالي غير ديموقراطي»، لافتاً إلى أنّ «الضغط والإلحاح على استدعاء دور إقليمي وعربي لمصر قد يشكل خطراً عليها لأنّ الوقت غير مناسب الآن بخاصة في ظلّ التحديات الداخلية الكبيرة التي تواجهها».
وأوضح مطر أنّ «الخيارات للمستقبل يقررها النظام العسكري من خلال طريقة عمله وليس من خلال الطريق التي وضعتها الثورة أو من خلال حراك سياسي». وأشار إلى أنّ «هناك صيغاً عدة للمستقبل من بينها ما يعبر عنها بالتعبير العسكري «كما كنت» أي العمل على منع نشوب ثورة أخرى، و«إلى الخلف در» أي العودة إلى قواعد حكم نظام حسني مبارك».
وشدّد على أنّ «خيار العودة إلى قواعد نظام مبارك أهم ما فيه هو حماية الرئيس للجيش». واعتبر أنّ «هناك صيغة مريحة للحكم والشعب وهي صيغة «استرح»، أي أن يعمد السيسي إلى عدم المبادرة إلى مشاريع كبيرة تضغط على المجتمع والدولة، ووقف المطاردات للمعارضة».
واختتم مطر «بالدعوة إلى عدم استعجال استعادة الدور الإقليمي لمصر لأنّ دعم الدول الخليجية الحالي لمصر للعب هذا الدور مشروط بأن يكون ذلك لمصالحها الإقليمية».
أما يحي فأشارت إلى أنّ «المصريين وبعد أن تعبوا من عدم الاستقرار، يتم تخييرهم الآن بين الحرية والأمن، بخاصة بعد ما حصل في فترة حكم «الإخوان»، وفي ظلّ الانقسامات العمودية الشديدة التي يشهدها العالم العربي والعنف العبثي». وشدّدت على أنّ «تغييراً عميقاً حصل على مستوى الشعب المصري الذي لا يريد العودة إلى القمقم»، مشيرة إلى «سعي النظام الحالي لإعادة الأمور إلى أسوأ مما كانت عليه في عهد مبارك، وإلى الحملات القمعية ضدّ منظمات المجتمع المدني وضدّ أي حركة قد تكون عابرة للفئات الاجتماعية».
وأكدت يحي أنّ «الرئيس السيسي اليوم لديه فرصة للمّ الشمل الوطني والحدّ من الانقسامات بخاصة في ظلّ الرصيد الشعبي الذي يتمتع به»، لكنها رأت أنه «لا يستعمل هذا الرصيد كما يجب».