استمرار الاحتجاجات الجماهيرية على عنف الشرطة الأميركية
شهِدت الولايات المتحدة احتجاجات جماهيرية جديدة، في اليوم الثالث على التوالي للمظاهرات الواسعة النطاق ضد استخدام الشرطة للقوة المفرطة.
وانطلق هذا الحراك بسبب مقتل رجلين من السود وهما فيلاندو كاستيل 32 عاماً قرب سانت بول بولاية مينيسوتا، وألتون سترلينغ 37 عاماً في باتون روج بولاية لويزيانا.
وأثار الحادثان التوترات العرقية التي كانت اندلعت مراراً في مختلف أنحاء البلاد عام 2014، في أعقاب مقتل مايكل براون وقتذاك، وهو مراهق أسود غير مسلح على يد ضابط شرطة أبيض في فيرغسون بولاية ميزوري.
وأغلقت الاحتجاجات الحالية، طرقاً رئيسية في عدد من المدن الأميركية وأدت إلى اعتقالات وسط المتظاهرين، حيث قام مئات المتظاهرين بمسيرة من مبنى البلدية إلى «يونيون سكوير» في نيويورك. وارتفع عدد المتظاهرين إلى ألف وأغلقوا طريقاً رئيسياً. وقالت شرطة نيويورك إنها اعتقلت نحو 12 محتجاً بسبب إغلاق طريق رئيسي في المدينة.
كما أغلق مئات المتظاهرين طريقاً يربط مينيابوليس بإسنت بول، مما أدى إلى عرقلة حركة المرور لنحو ساعتين، كما جرت احتجاجات في ناشفيل و في إنديانابوليس، و سان فرانسيسكو.
هذا وشهدت مسيرة في باتون روج مصادمات بين شرطة مكافحة الشغب ونشطاء وحمل بعضهم البنادق، إذ يسمح القانون في لويزيانا بحمل السلاح علناً. وقال متحدث باسم الشرطة إنه تمّ اعتقال عدد من الأشخاص ومصادرة سلاحين خلال المواجهات.
وبعد مواجهات قصيرة في المساء، ألقت شرطة مكافحة الشغب القبض على نحو 30 محتجاً. وكان من بين المعتقلين، بحسب «رويترز»، الناشط الأسود البارز ورئيس بلدية بالتيمور السابق ديراي ماكسون.
وفي سانت بول رشق المتظاهرون رجال الشرطة بالزجاجات والحجارة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة على الأقل. وبعد ذلك بدأت الشرطة في الاعتقالات واستخدمت قنابل الدخان لتفريق الحشد.
هذا و كان الآلاف قد خرجوا إلى الشوارع في عدة مدن أميركية، يوم الجمعة الماضي، للتنديد بقتل الشرطة لرجلين ذوي بشرة سوداء بالرصاص، بعد يوم من قيام مسلح بقتل خمسة من ضباط الشرطة في مظاهرة مماثلة في دالاس.
وأظهر فيديو نشر على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي آلاف المتظاهرين في أتلانتا فيما بدت أكبر مظاهرة، وردد المتظاهرون هتافات ولوحوا بلافتات تطالب بالعدالة. وأظهرت لقطات لمحطات تلفزيونية محلية حشداً هائلاً في مواجهة عشرات من سيارات الشرطة التي تمّ إيقافها على طريق سريع محلي.
جاء ذلك في وقت، حثّ الرئيس أوباما، الأميركيين على ألا ينظروا إلى البلاد وكأنّها تتمزق إلى مجموعات متعارضة، ساعياً لتهدئة المشاعر المحتقنة بعد هجوم دالاس، وقال في مستهل مؤتمر صحفي أثناء زيارته لبولندا «بقدر ما كان هذا الأسبوع مؤلماً فإنني أعتقد جازماً بأنّ أميركا ليست منقسمة مثلما يعتقد البعض».
أوباما أضاف «علينا ألا ندع أفعال قلة تصمنا جميعاً». مشيراً إلى أنّه لا يعتقد أنّ البلاد تنزلق إلى الاستقطاب الذي حدث في الستينيات من القرن الماضي، مؤكداً أنه «بقدر ما كان إزهاق أرواح أناس هذا الأسبوع أمراً قاسياً وعصيباً ومحبطاً إلا أننا وضعنا أساساً للبناء عليه».
الرئيس الاميركي اعتبر أنّ «الشخص المعتوه الذي نفّذ هذه الهجمات في دالاس لا يمثل الأميركيين من أصل أفريقي، ولا مطلق الرصاص في شارلستون يمثل الأميركيين البيض، وكذلك من أطلق النار في أورلاندو أو سان دييجو لا يمثل المسلمين الأميركيين».