«عبلة وعنتر»… الشعر والموسيقى السيمفونية في ذاتٍ إبداعية واحدة

أطلقت شركة «أوبرا لبنان»، العرضين الأوّلَين لأوبرا «عنتر وعبلة» ليلتَي الجمعة والسبت الماضيتين، على خشبة مسرح كازينو لبنان، وسط تفاعل الجمهور الحاضر الذي أبدى إعجاباً وتفاعلاً لافتَين مع هذا الفنّ الجديد من نوعه في لبنان.

وقاطع الجمهور مراراً العرضين بالتصفيق والثناء. وتألّق أبطال الأوبرا والراقصون والعازفون البالغ عددهم أكثر من 130 شخصاً، في تقديم الأوبرا، وهي الأولى المغنّاة باللغة العربية، وفق منهاج موسيقيّ أكاديميّ معترف به في الكونسرفتوار الوطني.

وتميّز المايسترو مارون الراعي، مؤسّس برنامج إنتاج الأوبرا في المعهد الوطني العالي للموسيقى، في قيادة الأوركسترا بمشاركة أكثر من أربعين عازفاً، مقدّمين دمجاً إبداعياً لافتاً بين الموسيقى السيمفونية وجمالية الشعر باللغة العربية.

واستعادت الأوبرا التي كتب نصّها الأديب والكاتب المسرحي الدكتور أنطوان معلوف، قصّة عنتر وعبلة من التاريخ العربي، وقدّمتها بحلّة متميزة امتزج فيها الشعر الفصيح مع التأليف الأوركسترالي وتقنيات الأداء الأوبرالي.

ولعب الفنان اللبناني القدير غسان صليبا، أحد أبرز وجوه المسرح الغنائي في لبنان والعالم العربي، دور البطولة «عنتر»، وإلى جانبه السوبرانو لارا جوخدار بدور «عبلة»، الحبيبان اللذان يعيشان حبهما في خضمّ الصراعات القبلية بين قبيلتَي «عبس» و«طي». وتميّز إلى جانبهما عدد من مغنّي الأوبرا، أبرزهم بيار سميا ومكسيم شامي وكونسويل الحاج وشربل عقيقي وابراهيم ابراهيم.

وشارك إلى جانب أبطال الأوبرا، أكثر من ثمانين ممثلاً وراقصاً لفتوا الأنظار بأدائهم وأزيائهم المتقنة، عدا عن الإضاءة والسينوغرافيا المميزة، وأبدع المخرجان ميرانا النعيمي وجوزف ساسين في نقل الجمهور إلى أجواء الأوبرا العربية بطريقة جديدة، فاستطاعا عكس قصة الحبّ العربية الرائعة بعيداً عن الأفكار الرومنسية العادية التقليدية.

وشكّل العرضان مقدّمة لانطلاق عروض الأوبرا التي من المقرّر أن تجول في دول عربية عدّة في الأشهر المقبلة، لتحمل فنّاً جديداً من نوعه من بيروت إلى الخارج، لا سيما إلى دور الأوبرا في العالم العربي المتعطّشة إلى إنتاج مماثل.

وغصّت قاعة مسرح كازينو لبنان خلال العرضين بالجمهور من محبّي الأوبرا والراغبين باكتشافها، إضافة إلى حشد من الإعلاميين والفنانين والممثلين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى