بكين ترفض حكم لاهاي بشأن بحر الصين
أصدرت هيئة تحكيم في لاهاي، أمس، حكمها في نزاع بشأن بحر الصين الجنوبي تطعن فيه الفلبين في حق الصين باستغلال الموارد عبر مساحات شاسعة من تلك المنطقة الاستراتيجية.
وأكدت المحكمة في بيان أنّ «الصين انتهكت حقوق الفيليبين السياديّة، في منطقتها الاقتصادية الحصريّة، من خلال التدخل في أعمال الصيد واستخراج النفط الفليليبينية، وبناء جزر اصطناعية، وعدم منع الصيادين الصينيين من الصيد في تلك المنطقة».
ووجد القضاة في الحكم الذي يقع في 497 صفحة، أنّ الدوريات الأمنية الصينية جازفت بالاصطدام بسفن صيد فلبينية في أجزاء من البحر وألحقت أضراراً لا يمكن إصلاحها بالشعب المرجانية بسبب أعمال البناء التي تقوم بها.
من جانبها، رحبت مانيلا بالقرار، وقال وزير الخارجية الفيليبيني برفيكتو ياساي إنّ بلاده ترحب بقرار المحكمة في لاهاي بشأن آلية التحكيم التي أطلقتها الفلبين، فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي، داعياً إلى ضبط النفس.
بدورها، قال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا إنّ الحكم نهائي وملزم قانونياً وعلى الأطراف المعنية الالتزام به، مؤكداً أنّ طوكيو تدافع باستمرار عن أهمية سيادة القانون واستخدام الوسائل السلمية بدلاً من استخدام القوة أو الإجبار في السعي إلى تسويّة النزاعات البحرية.
وفي السياق، قاطعت بكين جلسات النظر في القضية في محكمة التحكيم الدائمة، و رفضت الاعتراف بالقرار، وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية «تشينخوا» إنّ الصين لا تقبل ولا تعترف بقرار محكمة التحكيم الدائمة المدعومة من الأمم المتحدة، بشأن نزاعها مع الفلبين على مناطق في بحر الصين الجنوبي.
هذا ومن المتوقع أن يزيد الحكم من التوترات في المنطقة، حيث أدى التواجد العسكري المتزايد للصين إلى نشر القلق بين جيرانها الأصغر، كما أنّه أحد نقاط المواجهة مع الولايات المتحدة.
وتجري الولايات المتحدة والصين مناورات عسكرية بشكل منتظم، في المنطقة التي تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لكل من بكين وواشنطن، اللتين تتبادلان الاتهام بالاستفزاز كان أحدثها الشهر الماضي.
يذكر أنّ الحكم الحالي مهم، باعتبار أنّ تلك ستكون أول مرة يتم فيه تقديم طعن قضائي في النزاع الذي يشمل خمس دول، لها مطالب متداخلة بالسيادة على بعض من أكثر المناطق الواعدة بوجود حقول للنفط والغاز وأماكن صيد السمك.