روبين عيسى: الدراما السورية مستمرّة بفعل أُسُسها القوية وشغف العاملين فيها

محمد سمير طحّان

تؤكّد الفنانة الشابة روبين عيسى موهبتها من خلال إطلالاتها المتنوّعة في هذا الموسم الدرامي، عبر عدّة أعمال شاركت فيها بشخصيات مختلفة تنتمي إلى أعمار ومناخات اجتماعية متعدّدة وتحمل الغنى في الأداء.

عن مشاركاتها هذه السنة، تقول الفنانة عيسى: استمتعت بكلّ الأدوار التي لعبتها هذه السنة، ولكل شخصية أدّيتها خصوصيتها وطابعها المميّز واختلافها عن باقي الشخصيات. ولكن شخصية «نورا» التي أدّيتها في مسلسل «أيام لا تنسى» من إخراج الفنان أيمن زيدان، لمستُ فيها صعوبة ومسؤولية ومخاطرة بالنسبة إليّ.

وتضيف عيسى: تمرّ هذه الشخصية بمرحلة حياتية صعبة وتعاني أزمة نفسية ولديها ردّ فعل تجاه المجتمع. وهناك علاقة معقدة بينها وبين ابنتها ومشاكل مع الرجل الذي أحبّته. كما أن مرحلتها العمرية أكبر من تجربتي الحياتية، ما أعطاني تجربة جديدة استمتعت فيها، وقدّمت لي نقلة على صعيد الأداء إلى جانب متعة العمل مع الفنان أيمن زيدان الذي تعاون معي في البروفات للخروج بهذه الشخصية بالشكل الأنسب.

وعن المقارنة بين مشاركاتها في الموسم الدرامي الحالي والسابق تقول: قدّمت هذه السنة أدواراً متعدّدة ومختلفة. فكان ظهوري أكثر غنى من مشاركاتي السنة الماضية من حيث التنوّع. ومن الطبيعي أن يختلف موسم عن آخر، لكن لا مقياس من ناحية تنوّع الادوار وأهميتها وطرحها ومدى تأثيرها على مسيرة الفنان بين سنة وأخرى.

وتوضح صاحبة شخصية «دلال» في «باب الحارة 8» أن هذه تجربتها الأولى في عمل بيئة شامية. مبيّنة أن الممثل يجب أن يحبّ الشخصية التي يؤدّيها ويستمتع في لعبها ويبحث عن تاريخها وطريقة تفكيرها وخصوصيتها وتفاصيلها وشكلها الخارجي، أيّاً كان النمط الدرامي الذي ينتمي إليه العمل الذي يشارك فيه، كي تكون النتيجة جيدة بالنسبة إليه كممثل وللعمل ككل.

وتلفت صاحبة شخصية «ثريا» في مسلسل «حرائر» إلى أنها تسعى إلى تقديم أدوار جديدة دائماً من دون الوقوع في مطبّ التكرار، سواء في الدراما أو السينما أو المسرح. معبّرةً عن طموحها غير المحدود للعب شخصيات تخرج منها إمكانيات تمثيلية لم تظهر من قبل، وأن تبقى المتعة هي المحرّك لأدائها أيّ دور تلعبه لأنها الدافع الأقوى.

ترى الفنانة عيسى أن زيادة الكمّ في عدد الأعمال لهذه السنة كان واضحاً مع اختلاف في السويّة الفنية بين الجيد والمميز والأقل جودة. لافتة إلى أن الظهور الواضح لشريحة الممثلين الشباب سواء من متخرّجي المعهد العالي للفنون المسرحية أو من غير الأكاديميين بسبب غياب عدد من الممثلين، أتاح للشباب استغنام فرصهم لإثبات إمكانياتهم إلى جانب عددٍ من الممثلين الذين كانوا موجودين سابقاً ولكنهم لم يأخذوا فرصهم.

وتشير صاحبة شخصية «أنطوانيت» في مسلسل «دومينو» إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت أتاحت الفرصة لأيّ شخص في العالم أن يتابع الدراما السورية التي يحبّها. وهذا يؤكد أن صناعة الدراما السورية مستمرّة مهما كانت الظروف صعبة من ناحية تسويق الأعمال الدرامية للقنوات العربية.

وتعتبر صاحبة شخصية «جيسيكا» في مسلسل «امرأة من رماد» أن مشاركة الممثل في أيّ عمل دراميّ جيد يلعب فيه دوراً يضيف إليه كفنان ويغني مسيرته الفنية. مبيّنةً أنها لا تمانع المشاركة في أعمال درامية مشتركة أو عربية إذا أعجبها العمل ككل والشخصية التي ستلعبها ضمن معطيات فنية مهمة تتوافق مع توجّهها الفنّي.

وكانت الفنانة عيسى قد بدأت مشوارها الفني بعد تخرّجها في معهد الفنون المسرحية عبر عرض المونودراما «ليلي داخلي» وأعقبه عرض مماثل بعنوان «نديمة»، وشاركت بعدئذٍ في تجارب سينمائية عدّة، حيث تنتظر حالياً عرض فيلم «الأب» مع المخرج باسل الخطيب.

وتؤكد عيسى أنها لن تهجر أبا الفنون لصالح الدراما، لأن المسرح انطلاقة مهمة لأيّ ممثل وعملها في الدراما أو السينما لن يكون على حساب تواجدها على خشبة المسرح، إنما سيكون هناك تنسيق للتوازن في عملها بين الفنون الثلاثة وتقول: سأعمل في أيّ عمل يعرض عليّ ويقدّم تجربة جديدة ويحمل طرحاً فنّياً مهمّاً على صعيد النصّ والإخراج والأداء، سواء في الدراما أو السينما أو المسرح.

وتعتبر الفنانة عيسى أن امتلاك سورية عدداً كبير من النجوم إلى جانب الكتّاب والمخرجين المهمّين مع فنانين شغوفين بعملهم، يشكّل أعمدة فنية قوية لاستمرار الدراما وتطوّرها. وتختم: لا خوف على مستقبل الدراما السورية، فالتجربة أثبتت أن لا شيء قادراً على منعنا من تقديم الفنّ. فكانت هناك تجارب فنية مهمة بسبب الأسس القوية في الدراما والسينما والمسرح، وطالما بقي الشغف والرغبة في تقديم الفنّ الأفضل ستستمر الفنون في سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى