هل يقتنع الناتو اليوم… أم يكشّر الدبّ الروسي عن أنيابه؟

لا تزال مسألة «خوف» بعض الدول الأوروبية مما يسمّى «التهديد الروسي»، محور اهتمام الصحف الغربية والروسية. لا سيما أنّ اجتماعاً سيعقد اليوم الأربعاء، يجمع بين روسيا والناتو، مترافقاً مع زيارة «مشبوهة» لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو.

في هذا السياق، تناولت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية انعقاد «مجلس روسيا الناتو»، مشيرة إلى أن هذا المجلس لا يحلّ ولا يربط. وقالت إنّ الخبراء يعتقدون أن احتمال توصل روسيا والناتو إلى اتفاق بعد قمة الناتو في وارسو يصبح أقل. ومع ذلك، فإن على روسيا لقاء ممثلي الحلف لكي «تكشّر عن أنيابها».

من ناحيتها، تناولت صحيفة «موسكوفسكي كومسموليتس» الروسية نتائج قمة الناتو التي عقدت في وارسو وتسأل، كيف ينبغي أن تكون استراتيجية موسكو عقبها. وقالت: جلسة جماعية للكراهية، تعقبها دعوة مهذبة إلى من هو مكروه إلى حفل تناول الشاي. هكذا يمكن وصف مسار علاقات روسيا بحلف شمال الأطلسي في النصف الأول من الشهر الجاري.. لقد سعى سياسيو مختلف بلدان الناتو خلال قمة وارسو إلى التنافس في مجال الأكثر إبداعاً في وصف «عدوانية بوتين».

ولكن من المنتظر في اجتماع «مجلس روسيا الناتو»، الذي سيعقد اليوم الاربعاء 13 تموز الجاري، أن يحاول ممثلو الحلف إقناع موسكو بأنه ليس للحلف أي نيات عدوانية ضدها. كيف يمكن فهم هذا؟ هل نفهمه كأمر غريب وغير منطقي؟ طبعاً لا. نحن نتعامل مع استراتيجية سياسية كلاسيكية ـ العصا والجزرة. لقد حاولوا خلال القمة إخافة روسيا. وفي «مجلس روسيا الناتو» سيحاولون إرضاء موسكو وتهدئتها وإقناعها أن الحلف صديق مخلص وصادق، ولكنه صريح.

وبرأي كاتب المقال ميخائيل روستوفسكي، يجب على روسيا عدم تصديق هذه أو تلك، وخاصة الهيستيريا العدوانية في قمة وارسو «التاريخية»، كما أن ارتداء الحلف مسوح الرهبان لن يقنع أحداً في موسكو بصدقيته.

إلى ذلك، وفي تقرير آخر، تناولت «موسكوفسكي كومسوموليتس» زيارة الوزير الأميركي إلى موسكو، مشيرة إلى أن كيري سيعتذر بأثر رجعي عن تصرفات زملائه. وقالت إن كيري سيُجري مباحثات مع مسؤولين في الحكومة الروسية بشأن قضايا سورية وأوكرانيا وقرة باغ، وقد يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين. من جانبه، قال دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي إن إمكانية استقبال الرئيس بوتين للوزير كيري هي موضع بحث.

«أرغومينتي إي فاكتي»: علينا أن نكشّر عن أنيابنا!

تناولت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية انعقاد «مجلس روسيا الناتو»، مشيرة إلى أن هذا المجلس لا يحلّ ولا يربط.

وجاء في المقال: يعقد «مجلس روسيا الناتو» اليوم الأربعاء 13 تموز الجاري اجتماعاً مكرّساً لمناقشة المسائل التي أُقرت في اجتماع المجلس في نيسان الماضي، والتي تقلق الناتو أكثر من غيرها: الوضع في أفغانستان، والنزاع السياسي في جنوب شرق أوكرانيا.

ويعتقد الخبراء أن احتمال توصل روسيا والناتو إلى اتفاق بعد قمة الناتو في وارسو يصبح أقل. ومع ذلك، فإن على روسيا لقاء ممثلي الحلف لكي «تكشّر عن أنيابها».

ويذكر أن علاقات روسيا والناتو قد ساءت بعد استفتاء شبه جزيرة القرم بشأن انضمامها إلى روسيا، حين قرر الحلف وقف المشروعات المشتركة كافة، بما فيها مكافحة الإرهاب. وفي نيسان الماضي، عقد أول اجتماع بين الطرفين على مستوى الممثلين الدائمين، وقد بينت نتيجة الاجتماع، الذي استمر ثلاث ساعات، تبايناً تاماً في مواقفهما واعترافهما بصعوبة العودة إلى مستوى علاقاتهما الذي كان سابقاً.

وكان ممثل روسيا لدى الحلف آلكسندر غروشكو قد صرح عقب ذلك الاجتماع بأن روسيا لا تشعر مطلقاً بأيّ انزعاج من غياب التعاون مع الناتو، لأن روسيا تتعاون بشأن المشكلات الأمنية مع الدول الأخرى المستعدة لذلك.

وكان أحد الموضوعات الأساسية التي ناقشها اجتماع نيسان الماضي، الوضع في جنوب شرق أوكرانيا. حينها أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتينبرغ، أن الحلف وروسيا اتفقا على ضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاقيات مينسك ولكن وجهات نظر الطرفين تتفاوت، وفق قوله، في تحديد العوامل والمسؤولين عن هذه الأوضاع. من جانبه، أشار ممثل روسيا إلى أن الوحدات التي دربها خبراء الناتو بدأت تعود إلى منطقة الأزمة في الدونباس، وهذا يخلق مصاعب إضافية.

ولم تتغير مواقف الطرفين منذ ذلك الحين. ولكن قمة وارسو 8-9 تموز 2016 قرّرت تقديم المساعدات اللازمة لأوكرانيا. وقد أوضح ينس ستولتينبرغ أن هذه المساعدات تشمل إجراءات جديدة لدعم كييف، وتهدف إلى جعل المؤسسات الدفاعية والأمنية في أوكرانيا أكثر فعالية ومسؤولية. كما قرّرت القمة تعزيز وجود الحلف في جناحه الشرقي.

ويعتقد خبراء روس أن اجتماع مجلس روسيا ـ الناتو يوم 13 من الشهر الجاري لن يتمخض عن أيّ تقدم إيجابي.

يقول النائب الأول لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الدوما ليونيد كالاشنيكوف: ليس هناك ما يدعو إلى الحديث عن الشراكة بين روسيا والناتو. وبرأيه، يجب في هذا الاجتماع إيلاء اهتمام كبير لمسألة الأمن في الأجواء السورية. لأن هذا أمر عملي. ولكنه لا يرى حاجة إلى مناقشة قضية أوكرانيا مع الناتو، لأن الحلف ليس طرفاً في اتفاقيات مينسك. وينتقد موافقة موسكو على ذلك.

وبحسب رأيه، فقد كان بإمكان روسيا مناقشة مسألة مكافحة «داعش» مع الناتو، والوضع في أفغانستان، لأنهما يهمان الطرفين، ولكن مناقشة أوكرانيا خطأ كبير.

أما الخبير العسكري إيغور كوروتشينكو، فيعتقد أن روسيا لن تقبل أبداً حجج الناتو، لأنه حلف عسكري ـ سياسي عدواني، لن يقبل حجج روسيا. وحول سلوك الناتو يمكن الافتراض بثقة بأن اتخاذ جميع القرارات قد تم بضغط من الولايات المتحدة.

ويقول الخبير العسكري الروسي إن الحلف أعلن في قمة وارسو، عن استمراره في انتهاج سياسة ردع روسيا وإخافتها. أي لا يجري الحديث عن أي شراكة. وسنناقش معه قضايا أفغانستان وأوكرانيا، على رغم أن الغرب يتهمنا بكل شيء. ولكن، من المهم إدراك أننا لن نلغي قرارات قمة وارسو. لذلك سيقتصر اجتماع «مجلس روسيا الناتو» إما على المناوشات أو توضيح موقف كل جانب من الأوضاع الحالية.

ويضيف: لا يمكننا على المستوى السياسي عرقلة سعي الناتو إلى ضم أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وأذربيجان وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة. لأن هذه هي استراتيجيته، التي لن يتخلى عنها أبداً. ولذلك، فعلى روسيا استخدام دبلوماسية القوة، لأن الوسائل الدبلوماسية التقليدية لن تعود بالنتائج المنشودة. ويؤكد أنه في زمن المواجهات العسكرية ـ السياسية يجب ألا تكون لدينا أي أوهام.

وبحسب رأيه، يجب أن تتشدد روسيا في حماية مصالحها الوطنية. أي علينا أن نقول، لن يكون هناك أي توسع للناتو في الفضاء السوفياتي السابق، والعمل على إثبات أن هذا ليس كلاماً فارغاً. أما بالنسبة إلى الحوار مع الحلف، فهو ضروري، ولكن يجب أن نفهم أننا لن نتوصل إلى تسوية لأي مشكلة. لذلك يجب أن نراهن على قوتنا الذاتية، وإذا تطلب الأمر أن نكشر عن أنيابنا ونضرب من يكشر عن أنيابه. أي أن لا تبقى روسيا رقيقة ومتسامحة. لأن هذا لم يعد يساعدنا. ويؤكد الخبير أن روسيا يجب أن تدافع عن مصالحها بحزم.

«موسكوفسكي كومسموليتس»: كيف يجب أن تكون استراتيجية موسكو عقب قمة الناتو في وارسو

تناولت صحيفة «موسكوفسكي كومسموليتس» الروسية نتائج قمة الناتو التي عقدت في وارسو وتسأل، كيف ينبغي أن تكون استراتيجية موسكو عقبها.

وجاء في المقال: جلسة جماعية للكراهية، تعقبها دعوة مهذبة إلى من هو مكروه إلى حفل تناول الشاي. هكذا يمكن وصف مسار علاقات روسيا بحلف شمال الأطلسي في النصف الأول من الشهر الجاري.. لقد سعى سياسيو مختلف بلدان الناتو خلال قمة وارسو إلى التنافس في مجال الأكثر إبداعاً في وصف «عدوانية بوتين».

ولكن من المنتظر في اجتماع «مجلس روسيا الناتو»، الذي سيعقد اليوم الاربعاء 13 تموز الجاري، أن يحاول ممثلو الحلف إقناع موسكو بأنه ليس للحلف أي نوايا عدوانية ضدها.

كيف يمكن فهم هذا؟ هل نفهمه كأمر غريب وغير منطقي؟ طبعاً لا. نحن نتعامل مع استراتيجية سياسية كلاسيكية ـ العصا والجزرة. لقد حاولوا خلال القمة إخافة روسيا. وفي «مجلس روسيا الناتو» سيحاولون إرضاء موسكو وتهدئتها وإقناعها أن الحلف صديق مخلص وصادق، ولكنه صريح.

وبرأي كاتب المقال ميخائيل روستوفسكي، يجب على روسيا عدم تصديق هذه أو تلك، وخاصة الهيستيريا العدوانية في قمة وارسو «التاريخية»، كما أن ارتداء الحلف مسوح الرهبان لن يقتع أحداً في موسكو بصدقيته.

«ولكن في الواقع، ومن وجهة نظري، كانت قمة وارسو تقليدية ولم يتخللها ما هو جديد، باستثناء ضخامتها وتنظيمها والحملة الدعائية التي سبقتها.

ومن الغباء تصديق ما تتضمنه التصريحات المخادعة التي يطلقها سياسيو الحلف، من أن كل أوروبا عملياً وآخرين اتّحدوا ضدّ روسيا، وأننا في وضع لا نحسد عليه. هذا أيضاً لا يطابق الواقع. إذا ما الذي يطابق الواقع؟».

يجيب الكاتب: أعتقد من أجل فهم هذا الأمر، أننا يجب أن نحدد في البداية بوضوح: من المستفيد من هستيريا معاداة روسيا في قمة الناتو؟ المستفيد أكثر من واحد. أولاً، كتلة معاداة روسيا داخل الحلف بولندا ودول البلطيق. ثانياً، الولايات المتحدة، وثالثاً، بلدان ليست أعضاء في الحلف، ولكنها تسعى من أجل ذلك، مثل أوكرانيا.

لماذا هذه الهستيريا في وارسو من قبل كييف وفيلنوس ووارسو وريغا؟ المسألة معروفة ولا تحتاج إلى توضيح. ولكن ما حاجة واشنطن إليها؟ إن موضوع «الخطر الروسي» بالنسبة إلى الولايات المتحدة، أداة للسيطرة السياسية على أوروبا. لأنه عندما تكون العلاقات السياسية بين موسكو والغرب طبيعية وهادئة، تظهر داخل الحلف حالات تردد وارتباك. ويبدأ بعض ساسة أوروبا يسأل: لماذا علينا إطاعة أميركا بخشوع؟ وهل فعلاً نحن بحاجة إليها؟

ولكن، عندما يظهر في الأفق «الخطر الروسي المرعب»، تصبح هذه التساؤلات عبارة عن هذيان. وتظهر لدى ساسة الولايات المتحدة إمكانية إصدار الأوامر إلى حلفائهم في أوروبا.

وطبعاً، يشعر جنرالات أميركا والمجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة بالسعادة لأنهم يستطيعون ابتزاز المشرعين ومطالبتهم بزيادة التمويل، وبعكسه ستصبح أميركا وحلفاؤها من دون حماية أمام نوايا بوتين العدوانية. أي بمعنى آخر يركز الناتو جهوده على «ردع تهديد الشرق» الذي لا وجود له.

ويضيف الكاتب: علينا أن نرى أوروبا كما هي عليه، وليس كما ترسمها دعايات الناتو. لقد بقيت أوروبا كما كانت عليه قبل قمة وارسو، حيث بقيت تعاني من نتائج حرب العقوبات مع روسيا، ومن الأزمة الأوكرانية ومن أوكرانيا نفسها التي تستمر في تصرفاتها المتقلبة والهستيرية.

وطبعاً، لم يختفِ المزاج المعادي لروسيا في أوكرانيا، ولكن ظهرت في المجتمع الأوكراني آراء جديدة قد تكون غير واضحة تماماً، بشأن خيبة الأمل من عدم الحصول على أي مزايا خاصة، رغم مضي سنتين على وجودها عمليا في الحلف الغربي. لذلك إذا بقي التوتر بين موسكو وكييف على حاله فإنه بعد مضي سنوات ما سيخف التوتر الحالي. ولكن لن تعود العلاقات حميمة كما كانت في السابق.

ويختم الكاتب: يجب ألا ننسى تجميد العلاقات مع تركيا والنزاع السوري، حيث من مصلحة الغرب التعاون مع موسكو. لماذا أشير إلى هذا؟ لأن في حوزة موسكو أوراقاً رابحة عدّة وليس كما يحاول الناتو إقناعنا. طبعاً لا يعني امتلاكناص للأوراق الرابحة بأننا سنلعبها بصورة صحيحة. ولكن ليس هناك ما يدعونا إلى القلق بعد قمة الناتو في وارسو.

ولكن هناك ما يتطلب منا الحذر، لمنع حصول مواجهات عسكرية مع الغرب حيث إن سفننا وطائراتنا تبحر وتحلق على مقربة من بعضها. لذلك نأمل أن يصبح هذا الأمر موضوع نقاش مفصل خلال اجتماع «مجلس روسيا الناتو» المقبل.

إلى ذلك، وفي تقرير آخر، تناولت «موسكوفسكي كومسوموليتس» زيارة الوزير الأميركي إلى موسكو، مشيرة إلى أن كيري سيعتذر بأثر رجعي عن تصرفات زملائه.

وجاء في المقال: يزور جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة موسكو اليوم 14 تموز الجاري. وبحسب معلومات الخارجية الأميركية، سيُجري كيري مباحثات مع مسؤولين في الحكومة الروسية بشأن قضايا سورية وأوكرانيا وقرة باغ، وقد يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين.

من جانبه، قال دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي إن إمكانية استقبال الرئيس بوتين للوزير كيري هي موضع بحث.

وتعترف وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته بشأن زيارة كيري، بأن العلاقات بين موسكو وواشنطن لا تزال معقّدة بسبب «الخطوات غير الودّية» من الجانب الأميركي حيث انخفض حجم التبادل التجاري بين البلدين بمقدار الثلث. كما تم إبلاغ الجانب الأميركي بأن سياسة المواجهة مع روسيا غير مثمرة، لا بل خطرة.

ومن المحتمل جداً أن يكون نشاط بعثتي البلدين الدبلوماسيتين، اللتين تشكوان بالتناوب من مضايقات الأجهزة الأمنية، موضع نقاش خلال هذه الزيارة. وجاء في بيان الخارجية الروسية حول هذا الموضوع من جانبنا، نطرح باستمرار مسألة رفع كل ما يحفز الاستفزازات التي خلقتها واشنطن في العلاقات الثنائية، والتي تعوق عمل مؤسساتنا الدبلوماسية.

ويذكر أن الخارجية الأميركية اشتكت من تعرض أحد دبلوماسيي سفارتها في موسكو للضرب أمام مبنى السفارة. وبحسب رواية الخارجية الروسية، فإن هذا الشخص كان هو المحرّض على الحادث. وقد ذكرت المتحدّثة بِاسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تعليقها على الحادث المذكور، أن اعضاء البعثات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة يتعرّضون باستمرار لاستفزازات وضغوط نفسية من جانب الأجهزة الأميركية الخاصة.

يقول نائب مدير معهد الولايات المتحدة وكندا فيكتور كريمينيوك إن الهدف الأساس لهذه الزيارة هو تقليص أضرار قمة الناتو في وارسو، التي تميزت بالوقاحة والتحدي. ومع أن الأوروبيين الشرقيين قد شمتوا بنا، فإن الأعمال يجب أن تستمر. لذلك أعتقد أن كيري سيعتذر بأثر رجعي عن تصرفات زملائه ويناقش كيفية العمل معاً في سورية.

ويذكر أن قمة الناتو عُقدت يومي 8 و9 في وارسو، وأقرت بتعزيز الجناح الشرقي للحلف حيث سيتم نشر أربع كتائب عسكرية في دول البلطيق وبولندا، رداً على لهجة روسيا الاستفزازية وخطواتها.

«تلغراف»: كاميرون يغادر داونينغ ستريت

أفردت صحيفة «تلغراف» صفحتها الأولى لموضوع مغادرة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون منصبه، وعنونت: «مع مغادرتي أتمنّى أن يرى الشعب بلداً أكثر قوة من بعدي». وفي المتن ركّزت الصحيفة على تفاصيل اللحظات الأخيرة لكاميرون في مكتبه، واجتماعه الأخير بالوزراء، مذكرة بإنجازاته في تقوية بريطانيا من الناحية المالية، ودعمه الاقتصاد والأجور والاصلاحات في مجال التعليم.

وتورد الصحيفة أيضاً تفاصيل وأسماء للوزراء الجدد المحتملين ضمن فريق رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي، وتقول ضمن ذلك أن هناك أخباراً تتحدث عن أن وزير الخزانة جورج أوزبورن سيكون أحد ضحايا التغيير الوزاري، وأن وجوده على رأس وزارة الخزانة كان ـ بحسب الصحيفة مرتبطاً أكثر بمنصب ديفيد كاميرون رئيساً للوزراء.

كما اهتمت «تلغراف» أيضاً بالأزمة التي يمر بها حزب العمال أكبر أحزاب المعارضة، ووصفت التصويت حول حق كوربن في الترشح لزعامة الحزب بشكل تلقائي بأنه صفعة قاسية في وجه الجناح المناهض لزعامة كوربن داخل الحزب.

وتنبأت الصحيفة بأن هذا الصيف سيكون ساخناً جداً داخل هذا الحزب الذي يعاني من انقسام شديد، تصفه الصحافة أحياناً بالحرب الأهلية التي جعلت جناحاً يثور على جناح آخر.

أما صحيفة «تايمز»، فبدورها اهتمت بأزمة حزب العمال، تحت عنوان «حزب العمال معرّض لانقسام حادّ بعد نجاح كوربن في توجيه ضربة موجعة لخصومه». وتقول الصحيفة إن كوربن زعيم الحزب حقق انتصاراً على خصومة في الحزب بتأمينه أن اسمه سيدرج بشكل أوتوماتيكي ضمن قائمة المرشحين لزعامة الحزب في أيّ تنافس قادم. وأفردت الصحيفة صفحتين كاملتين للحديث عن تفاصيل هذه القضية.

«إلباييس»: الاقتصاد المصري يترنّح بين الركود ومحاولة الانتعاش

نشرت صحيفة «إلباييس» الإسبانية تقريراً، تحدثت فيه عن الوضع الاقتصادي في مصر، ما قبل 2010، وما بعد الثورة التي أطاحت الرئيس المخلوع حسني مبارك، ثم ما بعد الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن الازدهار الاقتصادي قد بلغ ذروته عام 2010، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7 في المئة، إضافة إلى استقبال بلاد النيل 14 مليون سائح، ما وفّر حوالى 10 في المئة من دخل البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد هذه الانتعاشة، بلغ معدّل النمو السنوي حوالى 2 في المئة، وانخفض عدد السياح بنسبة تزيد عن 50 في المئة. كما أن احتياطي العملة الأجنبية، في الوقت الحالي، بالكاد يغطي تكاليف الواردات، ولمدة ثلاثة أشهر فقط.

ويقول عمرو عدلي، أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية في القاهرة والباحث في مركز «كارنيغي» للشرق الأوسط، إن حكومة السيسي قد عادت إلى سياسات نظام مبارك الليبرالية، لكنها لم تقدم خطةً اقتصاديةً فاعلةً لإنقاذ البلاد.

في هذا الإطار، يقول عدلي إن حكومة السيسي لم تغيّر الكثير. ورغم أنها تسعى إلى خلق فرص للعمل وتحسين مستويات المعيشة للسكان، إلا أن غياب التأهيل في صفوف عدد من طالبي العمل قد خلق نوعاً من عدم المساواة الاجتماعية.

ويواصل ناقداً سياسات الحكومة، قائلاً إن الحكومة تسعى إلى معالجة مشاكل هيكلية وعميقة، من خلال تدابير بسيطة جدّاً وهنا يكمن الخلل.

ونقلت الصحيفة قول المستشارة الاقتصادية والتجارية للسفارة الإسبانية في القاهرة، كريستينا سانتاماريا: بادرت حكومة السيسي بإطلاق سلسلة من المشاريع العملاقة، على رأسها توسيع قناة السويس، لتحفيز الاقتصاد وخلق فرص عمل كبيرة.

وتضيف سانتاماريا أن اعتماد سياسة الحد من نفقات الدعم الموجه للطاقة والمواد الغذائية، سيساهم في الحدّ من الإنفاق العام بنسبة 25 في المئة.

لكن في المقابل، يرى أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل السيد، أن المشاريع التي يتم إطلاقها في مصر، غالباً ما تبلغ تكلفتها أكثر من الأرباح التي يمكن أن تجنيها.

وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة البطالة بلغت 13 في المئة، مضيفة أن حكومة السيسي قامت بتخفيض تاريخي لقيمة الجنيه المصري مقابل الدولار، في خطوة مفاجئة خلال آذار الماضي.

وفي هذا الإطار، يحذّر عدلي قائلاً إن الاقتصاد المصري لا يخلق فرص عمل للنساء، اللواتي بلغت نسبة البطالة لديهن 26 في المئة، ولا للشباب، الذين بلغت نسبة البطالة في صفوفهم حوالى 60 في المئة. فهي تتسبب في إحداث حلقة مفرغة، يُعرقِل فيها نقصُ النقد الأجنبي الاستثمار والانتعاش اقتصادياً.

وأشارت الصحيفة إلى أن القطاع السياحي، الذي هو إحدى ركائز الاقتصاد في مصر، يزداد سوءاً بسبب الاضطرابات السياسية. إضافة إلى ذلك، فإن الحوادث الجوية التي عرفتها مصر، وعلى رأسها تفجير طائرة ركاب روسية في الخريف الماضي، فوق شبه جزيرة سيناء، وسقوط طائرة مصر للطيران في البحر الأبيض المتوسط في أيار الماضي، قد ساهم في ترهيب السياح الغربيين ما نتج عنه تدهور هذا القطاع.

ولفتت الصحيفة إلى أن البرلمان المصري قد عارض تدابير مثل فرض ضريبة على القيمة المضافة، وخفض عدد الموظفين، أو قطع الدعم على المواد الأساسية. أشار المحلل السياسي كامل السيد، إلى أن دور الجيش ما زال حاسماً في السيطرة على عملية التحرير الاقتصادي.

«واشنطن بوست»: «داعش» يستعد لسقوط «الخلافة»

باشر تنظيم «داعش» بإعداد أتباعه وأنصاره لتهاوي «الخلافة» التي أعلنها قبل سنتين.

كتبت عن ذلك صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، وذكرت بأن «داعش» أعلن في حزيران عام 2014 قيام «الخلافة» في الأراضي المحتلة من سورية والعراق. وقالت الصحيفة: حاول زعماء «داعش» في التقارير التي نشرت وعبر نشاطاتهم وتصرفاتهم في الفترة الأخيرة في سورية، التلميح بأن التنظيم أخذ يفقد الأراضي على أرض المعركة وينظر في احتمال فقدان المواقع المحصنة الموجودة حالياً.

وفي الوقت نفسه، يصرّ «داعش» على أنه لن يتراجع عن أهدافه على رغم أنّ الإرهابيين باشروا بالانتقال إلى العمل السرّي. ويرى خبراء مكافحة الإرهاب الأميركيين أن هجمات «داعش» في اسطنبول وبغداد في الأشهر الأخيرة كانت بمثابة ردّ على التغيرات التي جرت في الواقع العسكري في العراق وسورية.

ونقلت الصحيفة عن محللين القول إنه من المرجح استمرار مثل هذه الهجمات الإرهابية بل وحتى أن تقوى وتزداد مع استمرار تطهير الأراضي المحتلة من الإرهابيين وأن التنظيم سيتحول إلى شبكة خفية متناثرة تتوزع على شكل وحدات وخلايا في ثلاث قارات على الأقل.

وفي وقت سابق، أفاد محللو شركة التقييم الأميركية «IHS» في تقرير، بأن «داعش» فقد في الأشهر الأخيرة حوالى ربع الأراضي التي استولى عليها سابقاً في العراق وسورية، وأن مساحة الأراضي التي فقدها تعادل مساحة إيرلندا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى