ماي تتعهَّد بتنفيذ رغبة الشعب البريطاني وتعيِّن بوريس جونسون وزيراً للخارجية
أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، أنّ حكومتها تحتاج إلى بعض الوقت قبل بدء المحادثات الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت ماي إنها أبلغت عن ذلك كلا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وذلك بعد ساعات من توليها المنصب خلفاً لديفيد كاميرون الذي أعلن استقالته في أعقاب تصويت البريطانيين، لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي أجرى في 23 حزيران الماضي.
المتحدثة باسم ماي أضافت «أكدت رئيسة الوزراء في كل الاتصالات الهاتفية على تعهدها بتنفيذ رغبة الشعب البريطاني في الخروج من الاتحاد الأوروبي، موضحةً أننا نحتاج إلى بعض الوقت للإعداد لهذه المفاوضات، كما أعربت عن أملها في أن يتم ذلك بروح بناءة وإيجابية».
بدوره، قال وزير المالية البريطاني الجديد فيليب هاموند، أمس، إنّ حكومة بلاده لن تخصص ميزانية طارئة لخروج البلاد من الاتحاد، مشيراً إلى أنّ ماي شددت على إعلان الموازنة في خريف هذا العام كالمعتاد، بينما سيتم مراقبة الوضع بدقة خلال الصيف.
وكان وزير المالية السابق جورج أوزبورن، المؤيد للبقاء في الاتحاد، قد لوّح في حزيران الماضي، بإمكانية إعلان ميزانية طارئة وتبني إجراءات تقشف إضافية إذا ما قرر البريطانيون الخروج من الاتحاد.
من جهته، صرّح دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، أنّ على الاتحاد ألا يسمح لبريطانيا بأن تربح من خروجها من الاتحاد حتى لا يشجع ذلك دولاً أخرى على أن تحذو حذوها.
وقال توسك في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكا» البولندية الأسبوعية «لا ينبغي لأحد أن تستأثر به الرغبة في معاقبة أو إذلال البريطانيين بسبب ما فعلوه معنا»… «لكن إذا صارت فكرة خروج دولة عضو من الاتحاد نموذجاً جذاباً يحسن وضع هذه الدولة فستفكر دول أعضاء أخرى في الأمر ذاته»، مضيفاً «ليس بوسعنا إبعادهم عنا لكن لا يمكننا أن نتركهم يربحون من الخروج من الاتحاد الأوروبي لأنّ ذلك سيقضي على الاتحاد».
إلى ذلك، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تيريزا ماي بمنصب رئيس وزراء بريطانيا وأعرب عن رغبة موسكو في حوار بناء مع لندن في العلاقات الثنائية.
وقال بيان للكرملين، إنّ بوتين أعرب عن أمله في العمل مع ماي بخصوص العلاقات الثنائية والمسائل الدولية.
وفي شأنٍ متصل، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أنّها دعّت ماي إلى زيارة برلين، وقالت «أنا في انتظار التعاون مع تيريزا ماي، أعتقد أن مهمة الحكومة الألمانية تتلخص في التعاون الوثيق مع حكومات الدول الصديقة».
وبحسب ميركل فإنّ هناك عدداً كبيراً من المشكلات في العالم التي تتطلب تنفيذ سياسة خارجية نشطة، وإنّ ألمانيا تتعاون بشكل وثيق على الدوام مع بريطانيا بالذات على الصعيد الدولي.
هذا و كان مكتب رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، قد أعلن عن تعيين بوريس جونسون، الذي تزعم معسكر مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وزير خارجية بريطانيا في الحكومة الجديدة.
هذا وأصبح تعيين جونسون في هذا المنصب المسؤول من قبل تيريزا ماي، مفاجأة كبيرة، علماّ بأنّه سبق لـ مأي أن قالت إنّ جونسون ليس شخصية يمكن الاعتماد عليها دائماً، لكنها وصفتهُ أيضاً بأنّه «روح حزب المحافظين».
ويشبه كثيرون جونسون، بالمرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب، نظراً لتطابق مواقفهما حول بعض النقاط وتصرفاتهما الغربية. وكان جونسون في ماضٍ غير بعيد يسعى للزعامة في حزب المحافظين ليشغل كرسي رئيس الوزراء بنفسه.
وفي أول رد فعل على تعيين جونسون، أعرب الكرملين عن أملهِ في أن يلتزم وزير الخارجية البريطاني الجديد بـ»الخطاب الدبلوماسي»، وامتنع التعليق على بعض التصريحات السابقة لجونسون التي هاجم فيها موسكو.
واعتبر دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أنّ جونسون عندما كان يشغل منصبه السابق عمدة لندن ، لم يكن يؤثر على صياغة السياسة الخارجية لبريطانيا بأيّ شكلٍ من الأشكال، ولم تكن تصريحاته تعكس الموقف الرسمي للندن.
وأعرب بيسكوف عن قناعتهِ بأنّ «ثقل الوضع السياسي الحالي» سيدفع بجونسون، بلا شك، إلى تبني خطاب معدل يحملُ طابعاً دبلوماسياً بقدرٍ أكبر.
من جهته، علّق وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت على نبأ تعيين جونسون وزيراً للخارجية في بريطانيا، بقوله إنّه بحاجة إلى شريك يتمتع بمصداقية ويمكن الوثوق به.
وقال آيرولت «ليس لدي أيّ مخاوف حول بوريس جونسون لكنكم تعلمون أسلوبه وطريقته» قبل أن يضيف أنّ جونسون الذي تزعم معسكر مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «كذب كثيراً» خلال الحملة قبل الاستفتاء.
وتابع قائلاً إنّ اختيار رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي لجونسون من أجل تولي مهام وزير الخارجية، «دليل على الأزمة السياسية التي تمر بها بريطانيا بعد التصويت»، وأضاف «أحتاج إلى شريك يمكن التفاوض معه ويكون واضحاً، ويتمتع بمصداقية ويمكن الوثوق به».