مجلس النواب الأميركي يحظر شراء الماء الثقيل من إيران

أقر مجلس النواب الأميركي تشريعاً، يحظر بموجبه شراء الماء الثقيل من إيران، في تحد لتهديد الرئيس باراك أوباما باستخدام حق النقض الفيتو ضد مثل هذا القرار.

وأصدر المجلس التشريعي هذا القرار بأغلبية 249 صوتاً مقابل 176، حيث كان أغلب المؤيدين تقريباً من الجمهوريين الذين يملكون أغلبية المقاعد في المجلس.

من جهته، هدد البيت الأبيض في وقت سابق، بالاعتراض على مشروع القانون ومشروعين آخرين من المقرر أن ينظر فيهما المجلس خلال الأيام القادمة.

هذا و كان كل الأعضاء الجمهوريين بالكونغرس وعدد قليل من أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس أوباما، قد عارضوا الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، الذي أعلن في 14 تموز من العام الماضي، ووافقت طهران بمقتضاه على تقليص برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» كشفت في نيسان أنّ إدارة الرئيس أوباما ستشتري من إيران 32 طناً من المياه الثقيلة، التي تعد عنصرا أساسياً في تصنيع السلاح النووي، علماً أنّه لا يحق لإيران، بموجب الاتفاق النووي، أن تخزن من المياه الثقيلة ما يزيد عن 130 طناً خلال السنوات الأولى من تنفيذ الاتفاق، وأقل من 90 طناً فيما بعد.

وفي السياق، مددت إدارة الصناعة والأمن التابعة لوزارة التجارة الأميركية، اجراءات الحظر ضد 15 فرداً ومؤسسة بذريعةِ دعم البرنامج الصاروخي الإيراني، حيث تسلب القيود الأميركية، امتياز التصدير من 15 شخصاً ومؤسسة تعتبرها داعمة لبرنامج ايران الصاروخي.

إدارة الصناعة والأمن قالت في بيان، إنّ تمديد قرار المنع المؤقت يأتي للحد من الانتهاك الفوري لقرارات الصادرات وفي اطار المصلحة العامة، حيث شمل الحظر كل من شركة «ماهان» الإيرانية للطيران وشركة «النصر» الأردنية للطيران وشركة «سكاي بلوبرد» الإماراتية.

من جهته، انتقد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، السلوك الاميركي ازاء تنفيذ الاتفاق النووي، موضحاً بأنّ الانتقادات التي تطال «خطة العمل المشتركة» الاتفاق النووي تتمثل بتلك التي تنتقد السلوك الاميركي. مضيفاً أنّ جميعنا انتقد هذا السلوك وأعلنا عن ذلك صراحة.

الوزير الإيراني أضاف، أن الاتفاق بصفته اتفاق جاء عبر مفاوضات جماعية، يشمل مواقف جميع الاطراف ولايختزل بموقف طرف واحد، مشيراً إلى أنّ العالم بأجمعهِ يعتبر بأن إيران خاضت مفاوضات الاتفاق النووي، بعزة وكرامة وأستطاعت تثبيت حقوقها النووية وأفضت إلى إلغاء قرارات مجلس الأمن الدولي وإنهاء الحظر الظالم المفروض على طهران، الذي كان سيدفع مبيعات النفط إلى مستوى الصفر في حال استمراره وأوقف التعاملات المصرفية.

وأستبعد ظريف أن مراقباً محايداً يرى بأنّ ما حصلت عليه الجمهورية الإسلامية في الإتفاق، يشكل مضرة لها، وأكد أنّ بلاده وبارشادات قائد الثورة الاسلامية، أقدمت على الاتفاق بوعى وتقدمت بشكل جيد بهذا الاتجاه، عند النظر والخروج بانطباع شامل حول الاتفاق وآلية تنفيذه والاوضاع التي احاطت به.

وبيّن الوزير الايراني، بأنه من المتعذر تغيير أطباع الدول الأخرى، حيث أنّ للأميركيين طبع خاص وهم يعملون على أساسه.

وحول تصريحات وكيل وزارة الخارجية الإيرانية محمد سرمدي الذي أكد فيها عدم الوصول إلى الأهداف المتوّخاة بعد مرور عام من الاتفاق، أشار ظريف إلى أنّ الجميع يتحدث عن أن الطرف الأميركي لم يعمل بشكل جيد في تنفيذ الاتفاق النووي.

وعن مدى وجود مشاكل مع الأوروبيين في تنفيذ الاتفاق، أوضح ظريف، بأنّ الأطراف الأوروبية لديها مشكلة مع الجانب الأميركي، وأنّ الأوروبيين على الأغلب قلقون بسبب حالة نفسية.

وأكد ظريف ضرورة عدم تجاهل الاوضاع التي كانت تحيط بإيران والضغوطات النفسية التي مورست، والتي تأخذ بعض الوقت لكي تنهار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى