إذا كان طفلك عدوانيّا غيِّر مكان إقامتك!
وجدت دراسة حديثة أنّ للمساحات الخضراء فوائد صحيّة كبيرة للأطفال والمراهقين وتؤثّر خاصّة على سلوكهم.
وأثبتت الدراسة الحديثة ما توصّلت إليه دراسات سابقة حول تأثير البيئة الصحيّة والهواء الطلق على السلوك، وشارك في الدراسة التي قام بها فريق بحث من جامعة جنوب كاليفورنيا 1287 مراهقاً، تتراوح أعمارهم ما بين 9 و18 عاماً، يعيشون في المناطق الحضريّة في جنوب ولاية كاليفورنيا لمعرفة مدى تأثير المساحات الخضراء في تخفيف السلوك العدواني لدى المراهقين.
وقام فريق البحث بتقييم مستوى السلوك العدواني لدى الأطفال كل عامين أو ثلاثة أعوام، من خلال سؤال أوليائهم عمّا إذا كان ارتكب أبناؤهم أيّ اعتداء أو تهديد في حقّ الآخرين أو نهجوا سلوكاً عدوانيّاً مماثلاً، ثمّ بعد ذلك تمّ اعتماد بيانات الأقمار الصناعيّة لقياس مستوى المساحات الخضراء المحيطة بمكان إقامة أولئك الأطفال. وتوصّلت الدراسة إلى أنّ الأطفال الذين يعيشون في المناطق الخضراء أظهروا سلوكيّات عدوانية أقل بكثير من أولئك الذين يعيشون في الأحياء التي تفتقد إلى المساحات الخضراء. ويعتقد الباحثون، بناءً على هذه النتائج، أنّ زيادة المساحات الخضراء في البيئات الحضريّة قد تؤدّي إلى انخفاض الحالات السريريّة للسلوك العدواني بنسبة 12 .
وقالت ديانا يونان أستاذة الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، وأحد المشرفين على الدراسة: «إنّ دراستنا تقدّم دليلاً جديداً عن أنّ زيادة المساحات الخضراء قد يكون لها هدف علاجي استراتيجي فعّال في نهج الصحّة العامة، لأهميّة تأثير العوامل البيئيّة على صحة الإنسان».
وأشارت الدراسة إلى أنّ المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين الحادية عشرة والثامنة عشر، وعاشوا في أماكن بها مساحات خضراء، تحسَّن سلوكهم العدواني بشكل ملحوظ مقارنة بالمراهقين الذين يعيشون في أحياء ذات شوارع ضيّقة، مضيفةً أنّ «اتّخاذ تدابير فعّالة للحدّ من السلوكيّات العدوانيّة والعنف لدى الأطفال والمراهقين هو قضيّة ملحّة تواجه جميع المجتمعات في كافة أنحاء العالم، ومن المهم أن نعالج السلوكيّات العدوانيّة في وقت مبكر».