«القومي»: للتحرّك والضغط على الحكومات المتورّطة في دعم الإرهاب وتشكيل إرادة دوليّة صادقة وجديّة لمواجهته
توالت أمس الإدانات لمسؤولين وشخصيّات وأحزاب لاعتداء نيس الإرهابي.
برّي
وفي السياق، أبرق رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مستنكراً ومقدّماً «باسمه واسم مجلس النوّاب اللبناني أحرّ التعازي بضحايا الهجوم الإرهابي الوحشي المروّع الذي تعرّضت له مدينة نيس، وأسفر عن مجزرة بشريّة كبيرة»، مديناً «هذه الجريمة الكبرى التي تذكّرنا بضحايا العمليّة الإرهابية التي سبق واستهدفت باريس، والعمليّات الإرهابيّة العابرة للحدود والقارّات، مذكّراً بأنّنا «نعيش تحت ضغط الإرهاب على حدودنا السياديّة وعلى حدود مجتمعنا، ويستدعي استنفاراً دوليّاً وإعلان حرب عالميّة على الإرهاب وقواعده، والعمل لتخفيف موارده ومصادره وهزيمته أولاً في الشرق وشمال أفريقيا، لحرمانه من قواعد ارتكازه ومراكز تخطيطه». وأكّد «انحيازنا إلى عمل دولي متكامل يحدِّد أولويّة هزيمة الإرهاب لضمان الأمن والسلام الدوليين».
وبعث برّي أيضاً ببرقيّتين متماثلتين إلى رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ورئيس الجمعية الوطنية كلود برتلون.
سلام
وأعلن رئيس الحكومة تمام سلام، «تضامن اللبنانيّين مع فرنسا في هذه اللحظة العصيبة»، في رسالة بعث بها إلى هولاند. وأعرب عن «الحزن العميق إزاء هذه الجريمة الدنيئة»، وأكّد «أنّ اختيار الرابع عشر من تموز لتنفيذ هذه الجريمة يجعل من هذا الاعتداء اعتداءً على الحريّة باعتبارها رمزاً لهذا اليوم المميّز في تاريخ فرنسا».
وأضاف «أنّ لبنان الذي هالته هذه الجريمة البربريّة يقف بأكمله إلى جانب فرنسا».
«القومي»
وأصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان التالي: «يسجّل الحزب السوري القومي الاجتماعي أشدّ عبارات الإدانة والاستنكار لعمليّة الدهس التي أودت بحياة عشرات المواطنين الفرنسيّين الأبرياء أثناء احتفالهم بعيدهم الوطنيّ في مدينة نيس الفرنسية.
إنّ هذه العملية الإرهابيّة المُدانة، هي نموذج بشع عن الإجرام الوحشيّ الغرائزيّ الذي تمارسه القوى الإرهابيّة المتطرّفة ضدّ الإنسان والإنسانيّة، وإنّ الحكومة الفرنسيّة وسائر الحكومات الغربيّة والأوروبيّة التي دعمت الإرهاب في سورية والعراق وكل بلادنا، تتحمّل مسؤوليّة مباشرة عن تمدّد هذا الإرهاب وانتشاره، وارتداده على مجتمعاتها وشعوبها.
وإذ يُعرب الحزب عن تضامنه مع أُسر الضحايا الأبرياء، ويتمنّى الشفاء العاجل للمصابين، فإنّه يدعو شعوب العالم إلى التحرّك والضّغط على الحكومات المتورّطة في دعم الإرهاب، بُغية وقف هذا الدّعم وتشكيل إرادة دوليّة صادقة وجديّة لمواجهة الإرهاب والتطرّف بكل قواه وصنوفه وتسمياته.
ويرى الحزب، أنّ هناك دولاً معروفة، تؤمّن الدّعم الماليّ والتسليحيّ واللوجستيّ للمجموعات الإرهابيّة المتطرّفة في سورية والعراق، والمطلوب هو الضغط على هذه الدول من أجل وقف هذا الدعم الذي يعزّز قدرات الإرهاب على تنفيذ عمليات إرهابيّ في كل أصقاع العالم».
حزب الله
وأدان «حزب الله»، في بيان، الجريمة. وأكّد أنّها «فصل آخر من فصول الإرهاب المنتشر في العالم، والذي لا يفرِّق بين كبير ولا صغير، ولا يميّز بين أبيض ولا أسود، ولا يستهدف ديناً محدّداً أو مذهباً معيّناً، إنّما يضع نصب عينيه الفتك بالبشريّة جمعاء».
ورأى أنّ «ما تشهده الدول الغربيّة من عمليّات إرهابيّة هو ارتداد للإرهاب الذي نعيشه في منطقتنا والذي اكتوت به شعوبنا، ممّا يضع دول العالم أمام مسؤوليّاتها في اجتثاث جذور الإرهاب، والقضاء على كل قنوات الدعم والتمويل والتبرير السياسي لما يقوم به هؤلاء الإرهابيّون من قتل وتشنيع بحق الآمنين، مستخدمين يافطات دينيّة لتنفيذ أجندات بعض القوى الغربيّة والعربيّة».
«أمل»
وأدانت «حركة أمل» جريمة «الإرهاب المنظّمة المروّعة»، معتبرةً أنّ «الإرهاب لن يتوقّف عند حدود، وسيجد وسائل القتل والجريمة، ممّا يستدعي عملاً دوليّاً موحّداً برعاية الأمم المتحدة، وليس أحلافاً وأعمالاً قطريّة محدودة، وذلك لحرمانه من قواعد ارتكازه ومراكز تخطيط جرائمه وتفكيك قواعد اتصالاته وخلاياه».
ودعت «انطلاقاً من لبنان، إلى المزيد من التوحّد حول أولويّة كبح الإرهاب، وإلى تشديد الوحدة الوطنيّة في لبنان لحماية الحدود السياديّة وحدود المجتمع، وإلى العمل لتقوية الجيش وزيادة عديده وعتاده».
الخارجية
أمّا وزارة الخارجيّة والمغتربين فاستنكرت في بيان، «الاعتداء الإرهابيّ الجبان»، مؤكّدةً أنّ «إمعان الإرهابيّين في استهداف قيمنا الإنسانيّة المشتركة، التي تستمدّ روحها من كل الأديان والعقائد، لن يُثبط عزيمتنا في مواجهة الإرهاب بدون هوادة، وبكل الوسائل المتاحة، حتى القضاء عليه. إرادة الحياة وقِيم الإنسان سوف تنتصر على الظلاميّة الفكريّة، والمطلوب توحيد الجهود على المستوى الدوليّ لتحقيق الهدف المنشود بالسرعة المرجوّة التي يُمليها حجم التحدّي وعمق الجرح النازف، البارحة في لبنان واليوم مجدّداً في فرنسا، وفي مختلف أرجاء العالم».
وعبّرت الوزارة «عن تعاطف لبنان الكامل مع الشّعب والحكومة الفرنسيّين إزاء هذا الاعتداء الإرهابي الجديد والمُدان، مُعربةً عن صادق تعازيها بالضحايا».
من جهةٍ أخرى، أفادت وزارة الخارجية «أنّ لا إصابات حتى الساعة من أبناء الجالية اللبنانيّة بين ضحايا الاعتداء الإرهابيّ الذي طال مدينة نيس الفرنسيّة مساء أمس». وأعطت توجيهاتها إلى كلّ من القائم بالأعمال بالوكالة في سفارة لبنان في باريس غادي خوري، والقنصل العام في مرسيليا هلا كيروز لمتابعة مجريات التحقيقات والاطّلاع على سلامة وصحّة أبناء الجالية اللبنانيّة، وعمّا إذا كان من بين الضحايا أيّ لبناني.
وزراء
واعتبر وزير الأشغال العامّة والنقل غازي زعيتر، أنّ «يد الإرهاب التي تمتدّ لتحصد المئات من الأبرياء قتلى وجرحى، لا دين لها، بل هي مشوِّهة دين التسامح والمحبة»، مؤكّداً أنّ «المطلوب اليوم أن يتوحّد الجميع، ويكون هناك تعاون دولي لاجتثاث الإرهاب من منابعه، والقضاء عليه وقطعه من جذوره». وتقدّم بالتعازي «للضحايا ولأهلهم، ولفرنسا شعباً وحكومة وقيادة».
واقترح وزير العمل سجعان قزي، أن ينظّم اللبنانيّون الذين يعيشون في فرنسا، والفرنسيون من أصل لبناني، مسيرة في العاصمة الفرنسيّة تضامناً مع الشعب الفرنسي. ودعا إلى «خلق جبهة دوليّة لمواجهة هذا الإرهاب، تبدأ بوقف تمويل التنظيمات الإرهابية وتسليحها، لأنّ دولة «داعش» ما كانت لتمتدّ بين العراق وسورية وتقوم بأعمال إرهابيّة في العالم لو لم تكن مدعومة من بعض الدول هنا وهناك».
وأعطى وزير السياحة ميشال فرعون توجيهاته إلى اللجان المنظمة للمهرجانات اللبنانيّة التي ستُقام يومي الجمعة والسبت في المناطق اللبنانية، لـ«عزف النشيد الوطني الفرنسي إلى جانب النشيد الوطني اللبناني، تضامناً مع ضحايا الإرهاب الأعمى الذي أصاب المدينة السياحيّة المتوسطيّة، وتعبيراً عن الحزن الشديد على سقوط الضحايا».
رؤساء سابقون
وأبرق الرئيسان ميشال سليمان وأمين الجميّل إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند معزيَّين بالضحايا.
ووجّه الرئيس سعد الحريري برقيّة إلى هولاند، استنكر فيها «الاعتداء الجبان والمقزّز الذي ضرب نيس».
من جهته، أدان الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر» «الجريمة الإرهابية، فيما اعتبر رئيس «كتلة المستقبل» النيابيّة فؤاد السنيورة أنّ «هذا الإرهاب لم يعد ممكناً وقفه إلّا عبر إجراءات صارمة على المستوى الدولي، تتصدّى للمجرمين الإرهابيّين القتَلة، وتعالج أسباب ودوافع تلك الجرائم، لكون هذا الإرهاب باتَ يهدّد الحضارة الإنسانيّة والعالميّة والعيش الآمن في كل مكان».
نوّاب
وأدان النائب الدكتور مروان فارس في تصريح، «الحدث الإجراميّ الكبير الذي حصل في مدينة نيس الفرنسيّة»، وقال: «إنّنا في لبنان نُدين بشدّة هذا العمل الإرهابي الذي طال الآمنين من أبناء الشعب الفرنسي»، متوجّهاً بالتعزية لأهالي الضحايا، ومتمنّياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين».
أضاف: «نؤيّد الحكومة الفرنسيّة في التدابير التي ستنفّذها في الكشف عن المجرمين ومعاقبتهم معاقبة شديدة، إنّ لبنان الذي عانى كثيراً من حركة الإرهاب وتداعياتها يقف إلى جانب الحكومة الفرنسيّة والشعب الفرنسيّ لإنتاج عالم جديد خالٍ من الإرهاب والقتل».
ورأى أنّ «السلام الحقيقي في العالم لا يمكن أن يكون إلّا بمقاومة ثقافيّة لهذه الأساليب التي تضرّ بالحضارة العالميّة وبالأديان السماويّة».
واستنكر رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، عبر حسابه على «تويتر»، الهجمة الإرهابيّة التي تعرّضت لها فرنسا، معتبراً أنّ هذا الأمر «يحتّم على الدول الغربية إعادة النظر في سياساتها اتجاه الإرهاب وانتشاره لاستئصاله… وبدء استئصال الإرهاب يبدأ بجديّة في سورية والعراق، بالتعاون المطلق مع السلطات السوريّة والعراقيّة والإيرانيّة والروسيّة في مواجهة الإرهاب».
وقدّم عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ياسين جابر التعازي للشعب الفرنسي، مؤكّداً أنّ «المطلوب تعاون دولي أكبر لأجل اجتثاث هذا الإرهاب من منابعه، والقضاء عليه لإراحة الإنسانيّة جمعاء منه ومن شروره وجرائمه الفظيعة».
وأبدى النائب محمد الصفدي «حزنه الكبير لسقوط الضحايا في مدينة نيس بفعل عمل إرهابيّ موصوف»، وتقدّم بالتعازي من الشعب الفرنسيّ ومن الرئيس فرنسوا هولاند والحكومة الفرنسيّة، مشدّداً على «أنّ الاستهداف المتكرّر لفرنسا يؤكّد أنّ جهودها في مكافحة الإرهاب أصابت أهدافها». وأضاف «أنّ مواجهة الإرهاب تحتاج إلى تضامن دوليّ حقيقيّ، لأنّ الخطر يهدّد الجميع، والإرهابيّون يستغلّون أيّ ثغرة نتيجة عدم التنسيق الكامل».
الخازن
وأبرق رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، إلى الرئيس هولاند، شاجباً ومستنكراً العمل الإرهابي الشنيع الذي ضرب مدينة «نيس» ليلاً.
وجاء في البرقية: «مرّة أخرى يضرب الإرهاب شارعاً رئيسيّاً في مدينة نيس السياحيّة العالميّة بامتياز، نحن معكم في هذا المصاب الأليم الذي لفّ فرنسا بوشاح أسود نتيجة العمل الإرهابي بحقّ أبرياء من كلّ أنحاء العالم.
إنّنا إذ نُدين هذه الجريمة المروّعة التي هزّتنا جميعاً، نتمنّى أن تكون هذه المأساة الكارثيّة منطلَقاً لقطع الإرهاب من جذوره وأوكاره، فلا رحمة، يا سيادة الرئيس، مع وحوش بشريّة هوايتها القتل والتدمير لكل معالم الإنسان والحياة.
باسمي، واسم جميع أعضاء المجلس العام المارونيّ والجمعيّات التابعة له، أتقدّم من فخامتكم ومن أهالي الضحايا، ومن الشعب الفرنسيّ الشقيق، بأحرّ التعازي آملين الشفاء العاجل للجرحى. وكلّنا ثقة بثورة فرنسا، وبالتعاون مع كلّ الدول التي تحارب الإرهاب ستتمكّنون من اجتثاث هذا الورم السرطانيّ الذي ينهش مضاجع العالم».
منصور
وأدان الوزير السابق عدنان منصور في تصريح، الجريمة الإرهابيّة، وقال: «ما جرى في نيس ليس إلّا حلقة من سلسلة جرائم وحوش بشريّة تجرف في طريقها كل يوم أرواح الأبرياء، وتقتل الإنسان أينما كان في أوروبا، في سورية، في العراق، في اليمن، في مصر وفي لبنان وفي بلدان عديدة من العالم، ولن تتوقّف عن وحشيّتها وفعلها ونهجها وتدميرها إلّا بعد أن تكون هناك إرادة دوليّة واحدة فعليّة حقيقيّة لاجتثاث الإرهاب من جذوره وتجفيف منابعه وكشف مموّليه وداعميه ومسلّحيه الفعليّين، بعيداً من التسييس والمصالح الدوليّة والمواربة، والتغطية على مصادر الإرهاب ومحرّكيه ومروّجيه فكرة وعقيدة وسلوكاً».
سعد
ورأى الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» النائب السابق أسامة سعد، في بيان، أنّ هذه الجريمة «تُعيد التأكيد مرّة أخرى، أنّ سياسة دعم الجماعات الإرهابيّة بهدف توظيفها لخدمة أغراض سياسيّة، هي سياسة قصيرة النظر. فهذه الجماعات ترتدّ على داعميها، والوحش الإرهابيّ ينقلب على رُعاته. كما أنّ الاستراتيجيّة الأميركيّة والغربيّة القائمة على نشر الفوضى الهدّامة في البلدان العربية بوساطة الجماعات الطائفيّة والظلاميّة بهدف تفتيتها، بدأت شظاياها تُصيب الدول الغربيّة ذاتها».
ودعا سعد فرنسا إلى «التخلّي عن النهج السياسيّ الذي قادها إلى التدخّل العسكري في ليبيا ودعم الإرهاب فيها، كما قادها إلى دعم جماعات إرهابيّة في سورية وغيرها من البلدان، بذريعة دعم المعارضة الديمقراطيّة»، مطالباً «الحكومة الفرنسيّة بالتخلّي عن سياسة الدّعم للقوى الرجعيّة والطائفيّة والإرهابيّة التي تُثير الفتن الداخليّة والحروب الأهليّة في البلدان العربيّة، وبالقيام عوضاً عن ذلك بزيادة إسهامها في مواجهة الإرهاب على مختلف الصُّعد».
وكان سعد وجّه رسالة إلى السفير بون، عبّر فيها عن «التضامن مع فرنسا في وجه الإرهاب»، وتوجّه فيها بالتعزية إلى «فرنسا شعباً ورئيساً وحكومة بضحايا الجريمة الإرهابيّة في مدينة نيس».
روحيّون وأحزاب
واستنكر «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان، «ما حصل في نيس من عمل إجرامي طال الأبرياء»، وتوجّه بالعزاء لأهالي الضحايا وللشعب الفرنسيّ والحكومة الفرنسيّة، متمنّياً للجرحى الشفاء العاجل».
ودعا شعوب العالم إلى «أن لا تعتبر أنّ ما يقوم به هؤلاء ينطلق من الدين الإسلامي، بل إنّ الإسلام بريء من هذا الأمر، أمّا ما يفعله هؤلاء فإنّه ينطلق من فكر ضالّ مصدره العقل الوهابيّ الذي تحميه المملكة السعوديّة صديقة حكومات المجتمع الغربيّ الذي يجب أن يضع حّداً للمنابع الفكريّة للإرهاب التكفيريّ».
وناشد حكومات العالم العربيّ «إعادة النظر في سياساتها المتعلّقة بالتآمر على بعض الحكومات، خصوصاً المؤيّدة لخط المقاومة، ولا سيّما سورية والعراق، فالمسألة لم تكن، وهي قطعاً ليست كذلك الآن، مسألة مرتبطة بتغيير أنظمة وحريّة وعدالة، بقدر ما هي مؤامرة تستهدف تدمير عالمنا الإسلاميّ بشكل عام والعربيّ بشكل خاص، لتقسيمه والاستيلاء على موارده. وإنّ الشركاء في جريمة تدمير البلدان الإسلاميّة لن يكونوا في الغد القريب بمأمن من أن تطالهم يد الإرهاب».
ورأى أنّ «فرنسا بعيدة عن سورية عشرات المئات من الكيلومترات ولم تنجُ من الأعمال الإرهابيّة، فكيف لو أنّ المقاومة تهاونت في مسألة مقاتلة الإرهابيّين في مراكز وجودهم في سورية؟ ما الذي كان سيمنعهم من أن يكون في كل يوم لدينا عشرات العمليّات الإرهابيّة؟ إنّ الواجب يحتّم علينا أن نشكر المقاومة على الحصانة التي قدّمتها لنا، فخفّفت إلى درجة العدم وعطلت إمكانات العدو التكفيري، لذا علينا جميعاً أن نخرج من الحسابات السياسيّة الحزبيّة الضيّقة إلى رحاب مصلحة الوطن ودعم المقاومة وإطلاق يد الجيش في اجتثاث الإرهاب، وفتح باب التنسيق الأمنيّ والعسكريّ مع الدولة السوريّة».
وأدان السيد علي فضل الله «العمل الإجرامي الذي أدّى إلى سقوط العشرات من الضحايا»، وأسف «لمسارعة البعض إلى وصفه بالإرهاب الإسلاميّ، فالإرهاب لا دين له، والإسلام هو أكثر المتضرّرين منه، وهو ضحيّته الأولى».
واستنكر الشيخ أحمد قبلان العمل الإرهابي المُشين، ودعا العالم أجمع إلى إدراك «مدى خطورة السكوت عن مثل هذه العصابات، والتّغاضي عن الدول المموّلة والدّاعمة لمثل هذه الجماعات، التي نرفض رفضاً قاطعاً أن يُقال عنها بأنّها تنتمي إلى الإسلام»، وطالب «العالم بأسره أن يكون له موقفاً واضحاً وصريحاً وجريئاً باتّخاذ كل الإجراءات الكفيلة باجتثاث هذا المرض الخطير».
واعتبرت «حركة الأمّة»، أنّ «هذا العمل هو نِتاج الفكر التكفيريّ الذي يستخدم العمليّات الإجراميّة لبلوغ أهدافه التدميريّة ضمن المخطّط الصهيو- أميركي»، مؤكّدةً أنّ «الأمّة جمعاء ترفض هذا الفكر المسيّس باسم الدين وممارساته الدمويّة، وعلى الدول الناشرة والداعمة لهذا الفكر تجفيف منابع الدعم ماديّاً وسياسيّاً وبشريّاً».
ودعت الحركة «شعوب الأمّة العربيّة والإسلاميّة إلى الوقوف بوجه هذا الفكر الذي يشوّه صورة الإسلام، الدّاعي إلى الرّحمة والمحبة».
ولفتت «جبهة العمل الإسلاميّ» في لبنان، إلى أنّ «هذا الإرهاب الدمويّ التكفيريّ لا صِلة له بالدّين ولا بالطائفة ولا بالمذهب، وهو إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على فكر ظلاميّ متحجّر لا هدف له سوى القتل والتدمير وسفك الدماء، والعمل على تقسيم الأمة وتجزئتها وتشتيتها، وتضييع البوصلة وحرف جبهة الصراع مع العدوّ الصهيوني الغاصب وتحويل مسارها إلى الداخل».
وتساءلت الجبهة: «كيف أنّ هذا الإرهاب التكفيري الدموي استطاع الوصول، بل وضرب بقوّة وإجرام في مختلف الدول العربية والأجنبيّة حتى وصل به الأمر إلى الاعتداء على مدينة رسول الله، في حين لا يضرب الصهاينة الغاصبين المحتلّين لفلسطين والقدس الشريف وأرض الإسراء والمعراج؟».
ورأى السيد علي عبد اللطيف فضل الله في الجريمة الإرهابية التي ضربت فرنسا «مزيداً من التوحش والبربرية لجماعات مجنونة وغير عاقلة تشوّه الإسلام وتسفك الدم البريء»، داعياً كلّ القوى الدولية والإقليمية والعربية الى «وضع استراتيجية موحدة وصادقة للقضاء على الإرهاب ومنع تغذيته وتمويله».
وقال رئيس جمعيّة «أنصار الحق» الشيخ عبد الله جبري، في تصريح: «بغضّ النّظر عن السياسة الفرنسيّة الرسميّة، فإنّ دهس الناس الأبرياء في الشوارع عمل إجرامي مُدان».
وسأل: «ألا يقرأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنّ مواجهة الإرهاب لا تأتي من تعزيز وجوده العسكريّ في سورية كما قال، بل من قراءة أسباب هذا الإرهاب المتطاير الذي وفّر له هولاند نفسه الدّعم والملاذ؟»، لافتاً من جهة أخرى إلى أنّ «الكيان الصهيوني هو المستفيد الأكبر من الإرهاب في فرنسا، حيث أعلن أنّ أكثر من 200 يهودي سيهاجرون إلى فلسطين المحتلّة في الأسبوع المقبل».
وأبرقَ رئيس «حزب الحوار الوطني» المهندس فؤاد مخزومي إلى هولاند ورئيس الوزراء الفرنسيّ مانويل فالس، ووزير الخارجيّة جان مارك إيرولت، ورئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارشيه، ورئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون، والسفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون، معزّياً ومستنكراً الاعتداء المروّع الذي استهدف مدينة نيس.
وأكّد في رسائله، أنّ «لبنان واللبنانيّين يتعاطفون مع الفرنسيّين ومع أُسَر الضحايا، ويطلبون السلام لهم ولأرواحهم»، مشيراً إلى أنّ «استشراء الجرائم الإرهابيّة يتطلّب تعاوناً دوليّاً حازماً في مواجهتها»، ومؤكّداً «ضرورة دحر الإرهاب والعنف بجهود إقليميّة ودوليّة، والتعاون من أجل أن يعمّ السلام العالم». وتوجّه إلى أُسَر الضحايا «بالتّعازي والتعاضد في محنهم»، داعياً «للجرحى بالشفاء العاجل».
حمدان
ورأى أمين الهيئة القياديّة في «حركة الناصريّين المستقلّين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان في بيان، «أنّ الإرهاب الدينيّ هو عقرب شديد السّم لا يمكن أن تضعه في جيبك، تستخدمه متى تشاء كورقة تربح بها مكاسب سياسية أو نفوذ هنا وهناك، فهو لا شكّ سيلدغك ويجعلك جثّة هامدة قبل أن تحقّق ما تريد منه من أهداف».
أضاف: «قلنا لهم إنّ من يحضن الإرهاب الدينيّ سيكون أوّل ضحاياه»، لافتاً إلى أنّ «مصر المحروسة أسقطت مشروعهم السلطويّ وأسقطت سورية العربيّة مشروعهم الإرهابيّ الفتنويّ، فكان لا بُدّ أن يعود إليكم إلى عقر داركم في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية يمارس حقدهم عليكم ، وعليكم أن تدركوا أنّ قيمة كلّ الدم الإنساني هي واحدة ولا فرق بين دم ودم «.
وختم حمدان: «ننصحكم بالهرولة إلى دمشق لتعلّمكم مبادئ مكافحة الإرهاب، ويعلّمكم الجيش العربي السوري كيف تُبنى الجيوش التي تصون الأوطان».
الداعوق
واستنكر الأمين العام لـ«منبر الوحدة الوطنية» خالد الداعوق، في بيان «التفجير الإرهابيّ»، وحذّر من أن «يمتدّ هذا الإرهاب إلى دول عديدة»، داعياً إلى «محاربة هذا الإرهاب الاجراميّ الذي لا يميّز أحداً ومكافحته، ونطلب من الدول التي تدعمه وتموّله وتسلّحه التوقّف عن ذلك لأنّه سيطالها في المستقبل».
وختم: «أنّنا إذ نتقدّم بالتعازي إلى فرنسا، نُدين هذا العمل ونتمنّى وضع حدّ سريع له ليتوقّف عن الاستمرار في ارتكابه الجرائم بحقّ البشريّة».
واعتبر حزب التوحيد العربيّ، «أنّ هذه الجريمة الإرهابيّة ترتّب على الجميع مسؤوليّة التصدّي للإرهاب بكل صوره وأشكاله، وتجفيف بؤره التكفيريّة في كل من سورية والعراق واليمن ولبنان، وغيرها من البلدان الأوروبيّة التي اكتوت بناره وشروره».
كذلك، استنكر حزب «الديمقراطيّون الأحرار»، «العمل الإرهابي الذي ضرب مواطنين عزّل»، داعياً إلى «تضامن عالميّ لوقف هذه الظاهرة»، متقدّماً «من الدولة الفرنسيّة الشقيقة بأحرّ التعازي بالضحايا الأبرياء»، ومتمنّياً «الشفاء العاجل للجرحى».
وقال رئيس «المركز الوطنيّ في الشمال» كمال الخير، في تصريح: «إنّ يد الإرهاب العالميّ التكفيريّ تنفّذ مرة أخرى عمليّة غدر جبانة بحقّ أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنّهم كانوا آمنين في مدينتهم».
أضاف «أنّ من قام بهذا العمل الدنيء ليس مسلماً، والمسلمون منه براء، وهؤلاء المجرمون التكفيريّون ومن يقف خلفهم لا يميّزون بين طائفة وأخرى أو مذهب وآخر، وهدفهم خدمة «إسرائيل» ومشروعها الصهيونيّ العالميّ».
ورأى «اللقاء التضامنيّ الوطنيّ» في الشمال، بعد اجتماع لمجلس إدارته برئاسة الشيخ مصطفى ملص، أنّ «هذه الجريمة الإرهابيّة، تدعو الجميع إلى إعادة النّظر في مواقفه، وترتب مسؤوليّات كبرى لمواجهة الإرهاب، وبالأخصّ الإرهاب التكفيريّ الذي بات منتشراً في كل الدول».
ووجّه رئيس «الرابطة السريانيّة» حبيب أفرام رسالة تضامن إلى السفير الفرنسي إيمانويل بون، استنكاراً لاعتداءات نيس.
واعتبرت المنظّمات الشبابيّة والطلابيّة اللبنانيّة في بيان، أنّ «العالم والمنطقة باتا أمام امتحان العمل بشكل متضامن، ضدّ الإرهاب والإرهابّيين بدلاً من استخدامهم في الصراع الإقليميّ والدوليّ، وتصفية الحسابات السياسيّة التي ترتدّ نتائجها السلبيّة على الجميع دون استثناء أو تمييز».