بعضٌ من ثانية

برهةٌ… بل بعضٌ من ثانية

نظرةٌ أولى وليست ثانية

ألهمتنا واستفزّت حالنا

أيقظتنا من ليالٍ غافية

واستفاقت في كلينا نبضةٌ

فانطلقنا للأماني السامية

ما التقينا أو أتينا صدفةً

أو سعينا في دموعٍ جارية

نحن كنّا مذ خلقنا ها هنا

بل وقبل السالفات الماضية

لا عقود لا زمان أو دنى

لا مكان أو حدود واهية

والعيون الوالهات استحضرت

كلّ شيء في رؤانا الصافية

وانصرفنا نحتسي كأس الهوى

دون خمرٍ أو دوالٍ قانية

فاقتفينا إثر قلبٍ هائمٍ

يصطفينا للحياة الآتية

واكتفينا لا نبالي للجوى

لا لحزنٍ أو رياحٍ عاتية

في سماء العشق طرنا والمدى

يحتوينا كالطيور الشادية

ثمّ نهوي للأقاحي تارةً

ننتشي عطر الورود الزاهية

نملأ الدنيا حناناً والسهى

تزدهي فينا النجوم السارية

قد حبانا الكون حبّاً دافئاً

ما استقينا نحن كنّا الساقية

يا لعشقٍ مدهشٍ إذ حلّ

في برهةٍ

بل في بعض من ثانية!

فاطمة الساحلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى