مفردات امرأة

مفردات الحرير في قافلتها، ما تزال. فطريق الحرير يحاصره قطّاع طرق الجمال، وقطعان الضجيج.

غدران العسل التي من أحداقها تسيل، تكاد تجفّفها المسافات المترامية بلا نهاية. الغانيات المكحّلات قد أسدلن الستائر، واختبأن. فصوت معمعة المعارك يتلو برق السيوف، ينذران بالعواصف.

ألا… متى تنحني المسافات طاوية خصرها، مرخية يديها، مرحّبة، معلنة عن قدوم سراب استجمع كلّ أمانيه فصار حقيقة؟

كل المرافقين الهودج أغرتهم البطولات. ركبوا صهوة المعارك والحروب. نسيوا لمعة الفجر في جبينهن، وتجاهلوا أثواب الحبّ الشرقية المزركشة. ما عادت تلفت انتباههم قصّات التنانير ورسوم الشالات. مفردات الحرير.

يا سادة… محبوسات في سجن أحلامهن المشتّتة. فالحرب وضجيجها يشحذان أظافر قطط مشاكسة شرسة، فكيف لامرأة ساحرة كالشرق، فاتنة مغرية كالفصول، أن تحرّرهن من قيودهن؟

امرأة ما زالت طفولتها تعدّ النجوم وتقطفها، وتفتعل القصص. وما زالت أفروديت وعشتار ترسلان إليها رسائل مع الحنين الزاجل، في غفلة من أبوابها إلى الشرفات والنوافذ، وتشيح بوجهها عن عمر في يديه سلّة من ثمار التجاعيد، وكساء الرأس الأبيض، فتهمله، وتحاول ألا تشتري منه بضاعته وإن كانت مجانية.

امرأة طريق الحرير تنتظر وقع خطواتها، وتنتشي على أغنيات تجمهرت في سنام سفنها.

فائزة القادري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى