إنجاز هامّ
معن بشور
كان انعقاد المؤتمر العربي العام لدعم المقاومة ورفض وصمها بالإرهاب في بيروت في الذكرى العاشرة لانتصار لبنان المقاوم في تموز/ آب 2006، وفي الذكرى الثانية لانتصار رمضان في حرب غزة الثالثة، إنجازاً مهماً على الصعيدين النوعي والكمّي فاق أكثر التوقعات تفاؤلاً، رغم كلّ الظروف الصعبة والأجواء المتوترة والضغوط المتعدّدة.
فعلى مستوى الكمّ شارك أكثر من 300 شخصية عربية من معظم الدول العربية من موريتانيا إلى اليمن ومعهم ضيوف أعزاء من دول الجوار الحضاري.
وعلى مستوى النوع والتنوّع شاركت شخصيات ذات وزن تمثيلي واعتباري من كلّ الأقطار، من موريتانيا الى اليمن، ومن تيارات فكرية وسياسية متنوّعة اجتمعوا رغم اختلاف آرائهم السياسية في عدة أمور على صون المقاومة ورفض وصمها بالإرهاب.
كان المؤتمر بكلماته وبيانه الختامي الذي سيصدر خلال يومين رداً ثقافياً وسياسياً وشعبياً على قرارات رسمية عربية وإسلامية، ورفضاً مسبقاً لأيّ قرارات متوقعة من القمة العربية المقبلة ضدّ المقاومة، واختراقاً مدوياً لجدران الفصل المذهبي والطائفي التي تنفق المليارات للنفخ في أبواق التحريض لإقامتها بين مكونات الامة.
لقد أكد المؤتمر بنجاحه على أهمية المبادرات التي تطلقها المؤتمرات والاتحادات العربية من بداية القرن الحالي تجاه قضايا المقاومة والانتفاضة في فلسطين والعراق ولبنان والتي دفعت ولا تزال ثمناً لها على غير صعيد.
انّ بيئة الحوار والتلاقي والتفاعل مع الرأي الآخر داخل القطر والأمة هي أحد أهمّ الردود على نهج الإقصاء والاجتثاث والتخوين الذي هو الأب الروحي للإرهاب والاستبداد، وانّ من يرفض الطرف الآخر في وطنه وبلده تحت أيّ ذريعة، إنما يفتح المجال واسعاً للغلوّ والتوحش والاحتراب الأهلي الدموي البشع.
الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي