المحاولة الانقلابية على أردوغان تقلب العالم عليه

يبدو أنّ السلطان العثماني الجديد رجب طيب أردوغان ربح معركة البقاء في السلطة وخسر العالم، إذ إن دولاً وحكومات كثيرة أبدت قلقها من الإجراءات القمعية المستفحلة التي يقوم بها أردوغان، من اعتقال آلاف القضاة والمواطنين والعسكريين، إلى سعيه لتعديل الدستور من أجل تشريع عقوبة الإعدام.

وفي سياق الحديث عن المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً كتبه كريم شاهين من أنقرة، تناول فيه التفاصيل التي أدّت إلى فشل محاولة الانقلاب في تركيا. ويقول كريم إن تسعة وزراء كانوا مجتمعين في مقرّ رئاسة الوزراء عندما سيطر عسكريون على قناة «TRT» الحكومية، وأرغموا المذيعة على قراءة بيان يقولون فيه إن الجيش استولى على الحكم. وخيّم الصمت والذهول على الاجتماع، ولكن أحد الوزراء قال مازحاً: لا تبالوا بالقناة، فأنا شخصياً لا أشاهدها، فهي قناة حكومية. ويذكر الكاتب أن وزير الداخلية تلقّى دعوة برفقة عدد من المسؤولين الكبار لحضور اجتماع أمنيّ في مقرّ عسكري، لكنه لم يذهب لأنه كان مشغولاً، وتبيّن في ما بعد أن الأمر كان مصيدة لجلبه واعتقاله على يد مدبّري الانقلاب.

ويعتقد الكاتب أن قصف البرلمان من بين اللحظات الحاسمة التي حكمت على محاولة الانقلاب بالفشل، وتبعها موقف المعارضة، وخروج جميع أطياف الشعب التركي إلى الشارع ضدّ الانقلاب.

كما نشرت صحيفة «فورين بوليسي» الأميركية تقريراً جاء فيه: بعد تزايد الخطر على القنابل النووية الأميركية الموجودة في تركيا، من وصولها إلى أياد غير أمينة، فلا شك في أن الولايات المتحدة ستقوم بنقلها إلى دولة أخرى من دول الناتو. قاعدة «آفيانو» في إيطاليا مرشحة لاستقبال هذه القنابل. أو بريطانيا. وبما أنه سرت إشاعات عن أن أردوغان قدّم طلب لجوء إلى ألمانيا أثناء الانقلاب، وأن برلين رفضته، فمن الممكن أن تعطي ألمانيا هذه القنابل حق اللجوء.

كما تناولت صحيفة «كومرسانت» الروسية فشل المحاولة الانقلابية في تركيا، مشيرة إلى أن الشعب دعم السلطة لأسباب اقتصادية. وقالت: كان مستبعداً من الناحية الاقتصادية دعم شرائح واسعة من المجتمع التركي المحاولة الانقلابية. لأن نسبة التضخم انخفضت كثيراً منذ عام 2003، عندما استلم حزب العدالة والتنمية السلطة في البلاد، واستقرّت قيمة الليرة التركية، وتضاعف الناتج الإجمالي المحلي للفرد، واستمر نمو الناتج الاجمالي المحلي السنوي بنسبة 4 إلى 5 في المئة، وبقيت نسبة البطالة على مستواها 9 إلى 10 في المئة.

«غارديان»: كيف فشل الانقلاب؟

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً كتبه كريم شاهين من أنقرة، تناول فيه التفاصيل التي أدّت إلى فشل محاولة الانقلاب في تركيا.

ويقول كريم إن تسعة وزراء كانوا مجتمعين في مقرّ رئاسة الوزراء عندما سيطر عسكريون على قناة «TRT» الحكومية، وأرغموا المذيعة على قراءة بيان يقولون فيه إن الجيش استولى على الحكم.

وخيّم الصمت والذهول على الاجتماع، ولكن أحد الوزراء قال مازحاً: لا تبالوا بالقناة، فأنا شخصياً لا أشاهدها، فهي قناة حكومية.

ويذكر الكاتب أن وزير الداخلية تلقّى دعوة رفقة عدد من المسؤولين الكبار لحضور اجتماع أمنيّ في مقرّ عسكري، لكنه لم يذهب لأنه كان مشغولاً، وتبيّن في ما بعد أن الأمر كان مصيدة لجلبه واعتقاله على يد مدبّري الانقلاب.

أما مسؤول مكافحة الإرهاب والمشرف على حملة تركيا ضدّ تنظيم «داعش»، فذهب إلى اجتماع في القصر الرئاسي في أنقرة، فوُجد مقيّداً ومقتولاً برصاصة في عنقه، بحسب مسؤول كبير.

وهبطت قوات قوامها 25 جندياً بطائرة عمودية على سطح فندق، في منتجع مرمرة، كان فيه الرئيس، رجب طيب أردوغان، بهدف اعتقاله، ولكنه كان غادر الفندق قبل 20 دقيقة من وصول القوات.

وتعرّض مبنى الاستخبارات ومقرّ الشرطة لغارات جوّية، بينما كان الوزراء في قلق وحيرة، لكن ظهور أردوغان على التلفزيون يدعو الناس إلى الدفاع عن الديمقراطية، جعلهم يستعيدون ثقتهم بأنفسهم.

ويعتقد الكاتب أن قصف البرلمان من بين اللحظات الحاسمة التي حكمت على محاولة الانقلاب بالفشل، وتبعها موقف المعارضة، وخروج جميع أطياف الشعب التركي إلى الشارع ضدّ الانقلاب.

«فورين بوليسي»: الأسلحة الأميركية النووية لم تعد آمنة في تركيا بعد اليوم

نشرت صحيفة «فورين بوليسي» الأميركية تقريراً جاء فيه: هذه القنابل ليست مجهزة للاستخدام من تركيا، فتركيا لا تملك طائرات قادرة على رمي هذه القنابل. وبالتالي فإن وجودها هناك لا يعدو كونه مستودع.

من بين أكثر المشاهد شهرة خلال محاولة الانقلاب في تركيا نهاية الأسبوع الماضي، تلك المقاطع التي تظهر طائرات «F 16» التابعة للانقلابيين وهي تحل ق على ارتفاع منخفض فوق اسطنبول وأنقرة، والتي تبدو أنها التي قصفت مبنى البرلمان، وهناك إشاعات بأنها كانت تريد إسقاط طائرة الرئيس رجب طيب أردوغان.

ولكن ما هو واضح هو أن المتمرّدين تمكّنوا من إبقاء طائرات «16F » في الهواء فقط لأنهم كانوا قادرين على التزود بالوقود أثناء التحليق، باستخدام ناقلة نفط واحدة على الأقل تعمل انطلاقاً من قاعدة إنجرليك الجوية. السلطات التركية أغلقت المجال الجوي فوق قاعدة انجرليك وقطعت الكهرباء عنها. في اليوم التالي، اعتقلت قوات الأمن الموالية للحكومة القائد التركي في القاعدة.

في وقت لاحق، أصبح من المفهوم لماذا أغلقت الحكومة التركية المجال الجوي فوق قاعدة انجرليك، وحتى لو تعطلت العمليات الجوية موقّتاً ضدّ «داعش» في سورية. هناك بضع عشرات من القنابل النووية الأميركية من نوع «B61» والتي تلقى اعتماداً على الجاذبية، «B61» مخزنة في قاعدة انجرليك. هل تبدو فكرة جيدة وضع قنابل نووية أميركية في يد مسؤول عن قاعدة جوية قد قام بقصف برلمان بلده؟

هذه القنابل ليست مجهزة للاستخدام من تركيا، فتركيا لا تملك طائرات قادرة على رمي هذه القنابل. وبالتالي فإن وجودها هناك لا يعدو كونه مستودعاً.

الآن بعد تزايد الخطر على هذه القنابل، من وصولها إلى أياد غير أمينة، فلا شك في أن الولايات المتحدة ستقوم بنقلها إلى دولة أخرى من دول الناتو. قاعدة «آفيانو» في إيطاليا مرشحة لاستقبال هذه القنابل. أو بريطانيا. وبما أنه سرت إشاعات عن أن أردوغان قدّم طلب لجوء إلى ألمانيا أثناء الانقلاب، وأن برلين رفضته، فمن الممكن أن تعطي ألمانيا هذه القنابل حق اللجوء.

«كومرسانت»: نموّ من دون انقلابات

تناولت صحيفة «كومرسانت» الروسية فشل المحاولة الانقلابية في تركيا، مشيرة إلى أن الشعب دعم السلطة لأسباب اقتصادية.

وجاء في المقال: كان مستبعداً من الناحية الاقتصادية دعم شرائح واسعة من المجتمع التركي المحاولة الانقلابية. لأن نسبة التضخم انخفضت كثيراً منذ عام 2003، عندما استلم حزب العدالة والتنمية السلطة في البلاد، واستقرّت قيمة الليرة التركية، وتضاعف الناتج الإجمالي المحلي للفرد، واستمر نمو الناتج الاجمالي المحلي السنوي بنسبة 4 إلى 5 في المئة، وبقيت نسبة البطالة على مستواها 9 إلى 10 في المئة.

لقد بدأت المحاولة الانقلابية ليلة السبت، عندما كانت الأسواق مغلقة. ولم يكن معلوماً كيف سيكون تأثيرها في قيمة الليرة التركية إلا اليوم 18 تموز الجاري، حيث كان الدولار الواحد يوم الأحد يعادل 3.01 ليرات تركية، بعد أن كان قبل المحاولة يعادل 2.91 ليرة.

وبصورة عامة، ليس هناك ما يدعو إلى البحث عن أسباب اقتصادية للتمرد. لا سيما أن حزب العدالة والتنمية يملك الغالبية في البرلمان، وأن الإحصاءات الرسمية تشير إلى انخفاض النفقات العسكرية بين عامي 2004 و2015 من 2.8 أو 2.9 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي إلى 2.1 في المئة. ومع ذلك، فإن النفقات العسكرية عملياً زادت، إذا أخذنا في الحسبان الطفرة في تطور تركيا الاقتصادية منذ عام 2001، والتي جعلتها ضمن أفضل 20 اقتصاداً في العالم في عام 2015 المرتبة 17 بحسب تقييم البنك الدولي .

ولكن نتيجة الصراع في سورية وقطع العلاقات مع روسيا أبطآ نمو الناتج الإجمالي المحلي في عام 2016 أيضًا.

وتجدر الإشارة إلى أن الانقلاب العسكري، الذي وقع عام 1980، جاء عقب ثلاث سنوات من تدهور قيمة العملة الوطنية «الليرة» وارتفاع في نسبة التضخم وعجز في ميزان المدفوعات. لذلك حاول تورغوت أوزال الذي عيّن رئيساً للبلاد بين عامي 1980 و1982 إجراء إصلاحات اقتصادية بدعم من صندوق النقد الدولي، ولكنه لم يحقق سوى بعض الاستقرار في الوضع ووقف التضخم. أي يمكن القول: لم يتم تحقيق أي انجازات واضحة في تلك الفترة.

هذا، وإن إحدى المشكلات التي يعانيها الاقتصاد التركي هي نسبة البطالة المرتفعة حيث لم يتمكن حزب العدالة والتنمية الحاكم من تحقيق أي نجاح في هذا المجال. وتبلغ نسبة البطالة في تركيا حالياً 9.3 في المئة ولكن أحد أهم الأسباب التي جعلت الشعب يدافع عن النظام القائم هو زيادة مخصصات الرعاية الصحية والتعليم.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: الانقلابيون في تركيا استهدفوا روسيا أيضاً

تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية فشل المحاولة الانقلابية في تركيا مشيرة إلى إن أردوغان يتخلّص بقسوة من اللوبي الأميركي في الجيش التركي.

وجاء في المقال: يبدو ألّا شك قطّ لدى القيادة العسكرية ـ السياسية التركية في أن جنرالات لهم علاقة بقوى سياسية تحظى بدعم الولايات المتحدة يقفون وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة. وكان هدف المتمردين، بحسب أنقرة، المواجهة مع روسيا. وأنهم هم الذين كانوا وراء إسقاط قاذفة القنابل الروسية «سوخوي 24» فوق سورية في تشرين الثاني 2015.

وقد قال عمدة أنقرة مليح غوكشيك، في حديث أدلى به إلى قناة «CNN TURK»، إن الطيار التركي الذي أسقط الطائرة الروسية، عضو في منظمة معارضة محظورة في تركيا، يرأسها الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة. ويهدف نشاط هذه المنظمة، وفق رأي أنقرة الرسمي، إلى إنشاء «دولة موازية» للحكومة الرسمية.

وقال عمدة أنقرة: أنا مليح غوكشيك أعلن أن هؤلاء الأوغاد هم الذين عكّروا علاقاتنا مع روسيا. وأضاف، أن هدف هؤلاء إنشاء «دولة موازية» وعزل تركيا في المحافل الدولية مشيراً إلى أن مستشار بوتين كان في ضيافته يوم أمس، وكان له الرأي نفسه، ولكنه لم يكشف عن اسم مستشار الرئيس الروسي الذي كان في ضيافته.

وبحسب اعتقاد أنقرة، فإن الأميركيين هم وراء نشاط أنصار غولن في تركيا. لذلك، وعقب القضاء على المحاولة الانقلابية واعتقال عدد من المشاركين في «الدولة الموازية»، طالب الرئيس التركي رجب أردوغان واشنطن بتسليم غولن إلى تركيا. وقد فنّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري هذه الاتهامات، وأعلن أن غولن، الذي شجب المحاولة الانقلابية رسمياً، يمكن تسليمه إلى تركيا فقط في حال تقديم أنقرة أدلّة تؤكد اتهاماتها.

وعلى أي حال، فمن الصعوبة اعتبار وجود أحد مراكز المتمردين في قاعدة إنجرليك الجوية الأميركية مصادفة. فقد أعلن وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو أن العسكريين الذين يخدمون في هذه القاعدة ضالعون في التخطيط لهذه المحاولة الانقلابية. وقد أوضحت وسائل الإعلام التركية لاحقاً أن تشاوش أوغلو يقصد الأتراك العاملين في القاعدة. ووفق تصريح المكلف بمهمات رئيس هيئة الأركان التركية أوميت دوندار، فإن «الهيئات الموازية» في القاعدة وفي غيرها من المواقع العسكرية التركية قد تم تنظيفها. وتم كذلك منع أي نشاط للأميركيين وممثلي دول الناتو الأخرى في قاعدة إنجرليك، حيث قطعت السلطات التركية التيار الكهربائي عن القاعدة، وأغلقت اجواء القاعدة ومنعت إقلاع الطائرات منها.

وقد أكدت القيادة المركزية للقوات الأميركية «SENTCOM»، التي تقع منطقة الشرق الأوسط ضمن مهماتها، هذا الأمر، وأعلنت عن إيقاف العمليات كافة في قاعدة إنجرليك الجوية. وفي حين لم تحدد فترة سريان هذا المنع، فإن الوكالة الفدرالية للطيران المدني في الولايات المتحدة أبلغت شركات الطيران كافة عن الحظر المفروض على إقلاع الطائرات من تركيا إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنته وكالة «رويترز» للأنباء.

يقول العضو المراسل في أكاديمية العلوم العسكرية العقيد إدوارد روديوكوف: أتذكر تفاصيل التمرّد الذي وقع في أنديجان وغيرها من مدن وادي فرغانة أوزبكستان عام 2005، حيث تبين أن لمنظميه علاقة بالاستخبارات الأميركية، التي نشطت في هذه المنطقة من أجل إنشاء قاعدة جوية أميركية في كارشي خان آباد. فبعد هذه الأحداث، قررت طشقند غلق هذه القاعدة. وكان هذا خير ما فعلته، فأوزبكستان حالياً أكثر دول آسيا الوسطى استقراراً. ولكن هل ستغلق تركيا أيضاً قاعدة إنجرليك أم لا؟ هذا ما لم يجب عليه روديوكوف، ولكنه على ثقة بأنه سيعاد النظر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن. كما لا يستبعد أن تكون لهذه المحاولة الانقلابية علاقة في بداية تحسّن العلاقات بين موسكو وأنقرة.

ويؤيد هذا الرأي الخبير العسكري الجنرال يوري نيتكاتشيف، الذي لا يستبعد أن يكون هدف اللوبي العسكري الأميركي في الجيش التركي الاستيلاء على السلطة وغلق مضيق البوسفور بوجه السفن الروسية المبحرة إلى البحر الأبيض المتوسط، بهدف إضعاف الوحدات الروسية المرابطة في سورية. وإنه ليس عفوياً أن تكون الخطوة الأولى للمتمرّدين غلق مضيق البوسفور أمام السفن.

وحالياً بحسب رأي نيتكاتشيف، من الصعوبة القول كيف ستؤثر المحاولة الانقلابية في أوضاع البلدان المجاورة خصوصاً في سورية والعراق. ولكن المقلق في الأمر أن ما يقوم به أردوغان في القضاء على نتائج المحاولة الانقلابية الفاشلة يدعمه زعماء المجموعات المعارضة في سورية مثل «الجيش الحرّ» و«أحرار الشام» و«جيش الإسلام». وهذه المجموعات تعدُّها روسيا مجموعات إرهابية، وكانت إلى فترة قريبة مدعومة من الولايات المتحدة. ولكن سياسة واشنطن حالياً تغيرت تجاه هذه المنظمات، إذ إن كيري خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو دعا، وفق بعض المعلومات، خلال المباحثات التي أجراها، إلى تنسيق جهود الولايات المتحدة وروسيا في محاربة هذه المجموعات الثلاث، إضافة إلى «داعش» و«جبهة النصرة». أي محاربة المجموعات المسلحة الموالية لتركيا في سورية والعراق، وهذا يعني عملياً محاربة تركيا.

«نيويورك تايمز»: نجاة أردوغان من الانقلاب يضع أوباما في مأزق

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا غيّرت هرم الأولويات لدى الإدارة الأميركية ولدى القادة الأوروبيين أيضاً، الذين يعتمدون على تركيا في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وكذلك في السيطرة على تدفق سيل اللاجئين السوريين إلى أوروبا، كما تستضيف تركيا الاستخبارات الأميركية وقوات الناتو التي تتعامل مع الأزمات في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة الأميركية ان الأزمة بالنسبة إلى الحكومات الغربية كانت إما دعم انقلاب غير ديمقراطي أو دعم حاكم يتجه نحو الدكتاتورية، بحسب ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركي.

وتابعت أنه لا يبدو أن تلك هي الأزمة الوحيدة التي يواجهها الغرب، إذ يبقى التساؤل حول استمرار تركيا حليفاً وثيقاً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، من خلال استضافتها للقوات الأميركية في هذا الركن شديد الخطورة من العالم.

ويبدو أن الجيش ـ الذي يحكم أردوغان قبضته عليه ـ يعاني من انقسامات، دفعت ضباطاً لإنزال الدبابات إلى الشوارع، والطائرات إلى سماء أنقرة.

كما يرغب كثيرون من أعداء أردوغان في خروجه من السلطة، مثل الرئيس بوتين في روسيا والرئيس بشار الأسد في سورية، وربما بعض المصريين أيضاً وكان الفشل الاستخباري الأميركي ذريعاً في ما يتعلق بتوقع محاولة الانقلاب الأخير.

وتفاءل الكثيرون في أميركا لدى وصول أردوغان إلى السلطة بمستقبل تركيا كمثال يحتذى به في العالم الإسلامي، مثلها مثل إندونيسا، في المزج بين الديمقراطية والإسلام.

وكان أردوغان مصدراً لإحراج أصدقائه في الناتو خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب قمعه الحرّيات في البلاد.

وختمت الصحيفة الأميركية تقريرها قائلة إن أيّ اضطراب في تركيا قد يعوق محاولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري وقف إطلاق النار في سورية، كما سيضرّ بعمل القوات الأميركية من قاعدة إنجرليك الجوية التركية.

«تايمز»: منفّذ هجوم نيس كان مهووساً بالجنس

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً عن المسلّح الذي قتل بشاحنته 84 شخصاً، بينهم عدد كبير من الأطفال في مدينة نيس الفرنسية.

وقال كاتب المقال، ديفيد براون، في نيس إن «قاتل الباستيل» كان مهووساً بالجنس، مع النساء والرجال، من بينهم رجل عمره 73 سنة.

وأضاف براون أن المحققين استجوبوا نساء ورجالاً ادّعوا أنهم كانت لهم علاقات جنسية مع محمد بو هلال، ووصفوه بأنه مهووس بالجنس ويميل إلى السادية المفرطة.

وذكر الكاتب أن المدّعي العام الفرنسي فرانسوا مولان، أفاد بأن بو هلال كان إلى وقت قريب يشرب الخمر، ويأكل لحم الخنزير، ويتعاطى المخدّرات، ويمارس الجنس بلا حدود.

ويقول براون إن المحققين كشفوا أيضاً أن بو هلال شرع، قبل أسبوعين فقط من الهجوم، في البحث على الانترنت عن الأناشيد الدينية، التي يردّدها أتباع تنظيم «داعش»، في الترويج للتنظيم.

وكان يبحث باستمرار، بحسب الكاتب، عن صور الفيديو التي فيها تلاوة القرآن.

كما تضمّنت ملفات، عثر عليها المحققون في حاسوبه الشخصي، جثثاً منكّلاً بها، ومقاتلين في صفوف تنظيم «داعش»، يحملون علم التنظيم، وصور أسامة بن لادن، ومختار بلمختار، القائد السابق لتنظيم «داعش» في بلاد المغرب الإسلامي.

ويعتقد المحققون أن بو هلال كان يعاني، منذ فترة طويلة، من مرض عقلي، ومال إلى التطرّف بسرعة، وأعفى لحيته ثمانية أيام فقط قبل الهجوم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى