فضل الله عرض التطوّرات مع صبّاحي: نعيش مرحلة صناعة الأعداء من داخل الأمة

استقبل العلامة السيد علي فضل الله وفداً من «تيار المؤتمر الشعبي في مصر»، برئاسة المرشّح السابق لرئاسة الجمهوريّة حمدين صبّاحي، وكانت جولة أفق في الواقع العربي والإسلامي الراهن، والأزمات التي تعترض سُبُل الوحدة في هذا الواقع، إضافةً إلى الدور المصري اتجاه ما يُصيب الأمّة العربية والإسلاميّة.

وأعرب صبّاحي عن سعادته باللقاء «بعد فترة طويلة من الاجتماع الذي تمّ مع سماحة العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، العالم الكبير الذي كنّا كعروبيّين نشعر بأهميّته وقيمته الكبرى».

وأضاف: «نحن سعداء أيضا باللقاء مع سماحة السيد علي فضل الله، وأعتقد أنّ الوطن العربي وأمّتنا العربيّة تعاني مشكلات وتحدّيات جمّة، وتحتاج إلى وحدة حقيقيّة على أرضيّة المشتركات الأصيلة في هذه الأمة، لمواجهة ما نعانيه من تفكّك وانقسام، بفعل تحويل الشعارات الدينيّة والمساجد إلى أدوات لتفتيت الأمة، ما يخدم الكيان الصهيوني، والوقوف ضدّ الجماعات التي ترتكب جرائم إرهابيّة بعيدة عن الدين وقِيَمه وتعاليمه، ما يؤدّي إلى استغلال ذلك لاتّهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب، فضلاً عن العمل للتخلّص من الفقر والتبعيّة والاستبداد».

وتابع: «كل هذا يُملي على المسؤولين في هذه الأمّة والحريصين عليها، أن يلتقوا ويتوحّدوا في رؤيتهم وأدائهم. من هنا، كان هذا اللقاء، ونحن في لبنان العربيّ المقاوم نلتقي اليوم أحد رموز الفكر المستنير المرتبط بالمشروع الحضاريّ للأمّة العربيّة، الموصول بجسمه وعالمه الإسلامي، وقد تبادلنا الآراء ووجهات النظر، آملين أن تتواصل هذه اللقاءات».

من جهته، شدّد فضل الله على «أهمية أن تعود مصر إلى دورها الطليعي والريادي في الأمة، لأنّ مصر القويّة هي قوة لنا جميعاً، وخصوصاً أنّنا نعيش في مرحلة صناعة الفتن، وصناعة الأعداء من داخل الأمة، وتناسي العدو الحقيقيّ المتمثّل بالاحتلال الصهيونيّ».

ودعا العاملين للوحدة، «سواء على المستوى العروبي أو الإسلامي، إلى رفع أصواتهم في مواجهة دعاة الفتنة الذين يملؤون بصخبهم وفوضاهم المشهد، ويعملون على تخويف الناس لإثارة الهواجس وصناعة التمزيق»، مشيراً إلى أنّ «هؤلاء هم الفئة الطارئة، وليسوا الفئة الأصيلة فينا».

وأكّد «ضرورة ترسيخ قِيَم الوحدة والحريّة والاستقلال في بلادنا، وتأسيس بيئة فاعلة حاضنة لهذه القِيَم التي نريدها أن تتصدّر المشهد على حساب كل ما يُثير فينا عناصر الهزيمة والإحباط».

ورأى أنّ «المطلوب تصحيح المسار في كل ما يُثار من محاولات تهدف إلى إحداث تناقض بين العروبة والإسلام»، مشيراً إلى «العلاقة المتينة بين الإسلام والعروبة، وإلى ضرورة رفض كل شيء مفتعل بينهما، على أن يكون للشباب الواعي دوره في تمتين هذه العلاقة، وفي العمل لمشروع جامع يضمّ العروبيّين والإسلاميّين والوطنيّين، وكل الحريصين على وحدة الأمّة وقضاياها الكبرى».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى