«القومي»: الخطر على لبنان لا يزال قائماً وداهماً ومواجهته لا تتمّ إلا بتكريس معادلة الجيش والشعب والمقاومة والالتفاف حول مبادرة حزبنا لبناء مجتمع المواجهة
لمناسبة ذكرى عملية إسقاط «سلامة الجليل» في 21 تموز 1982، التي شكلت الانطلاقة الفعلية لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناًً جاء فيه:
في وقت كان العدو الصهيوني قد اجتاح مناطق واسعة من لبنان، بدءاً من الجنوب، إلى بعض مناطق البقاع إلى الجبل إلى حصار العاصمة بيروت بالقصف والقتل والتدمير، مطلقاً على اجتياحه تسمية «عملية سلامة الجليل»، برز في 21 تموز 1982 تطوّر نوعي تمثل بإطلاق مجموعة من الحزب السوري القومي الاجتماعي صواريخ كاتيوشا من منطقة سوق الخان في حاصبيا على مستوطنات الجليل، وإسقاط الشعار الذي أطلقه العدو على اجتياحه للبنان.
إنّ عملية 21 تموز 1982 النوعية، والتي حصلت من خلف خطوط الاحتلال، لم تكن حدثاً عابراً في مسار التطورات والمواجهات، إذ أنّ مفاعيلها لم تقتصر على تزخيم المقاومة وإعطاء دفع قوي للمقاومين، لا سيما الذين يواجهون الاجتياح عند تخوم العاصمة بيروت، بل أنّ مفاعيل تلك العملية أحدثت هلعاً وإرباكاً كبيرين في الوسطين العسكري والسياسي داخل الكيان الصهيوني العنصري، ورأت فيها الصحافة «الاسرائيلية» رداً قوياً على هدف الاجتياح المعلن من قبل القادة الصهاينة.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، وفي الذكرى الـ 34 لانطلاقة جبهة المقاومة بعملية إسقاط «سلامة الجليل» وفي رحاب تموز الفداء والوفاء والانتصار، يؤكد ما يلي:
أولاً: أنّ عملية إسقاط «سلامة الجليل» تمثل محطة مضيئة في مسيرة مقاومة الاحتلال، فهي أسقطت الهدف المعلن من وراء الاجتياح الصهيوني للبنان، وكرّست أهمية بناء معادلة الصواريخ، عامل ردع في مواجهة العدو، عدا عن كونها شكلت الانطلاقة الفعلية لجبهة المقاومة الوطنية.
وعليه، يدعو الحزب إلى تثبيت يوم 21 تموز 1982، في قائمة المناسبات الوطنية الرسمية، كما هو راسخ في الذاكرة الوطنية والقومية، لأنه يوم إيقاد شعلة جبهة المقاومة التي ضمّت أحزاباً وقوى، قدّمت تضحيات وشهداء في مواجهة العدو الصهيوني ودفاعاً عن وحدة لبنان وإسقاطاً لمشاريع تقسيم لبنان وفدرلته. فتحية إلى كلّ المقاومين، شهداء وجرحى وأسرى ومرابطين.
ثانياً: إنّ لبنان المنتصر بمقاومته وجيشه وناسه على العدو الصهيوني، لا يزال في عين عاصفة الاجتياحات، وهو اليوم يواجه خطر القوى الإرهابية المتطرفة، التي تمثل الوجه الآخر للصهيونية العنصرية الإرهابية، ما يعني أنّ الخطر على لبنان لا يزال قائماً وداهماً، ومواجهته لا تتمّ إلا من خلال تكريس معادلة الجيش والشعب والمقاومة، والالتفاف حول مبادرة حزبنا الداعية إلى بناء مجتمع المواجهة، وتحصينه بعناصر الوحدة والقوة والمنعة، حتى لا يكون الظرف الراهن مماثلاً لما كان عليه قبل 35 عاماً، يوم كان بعض اللبنانيين يشكلون «دالولاً» للعدو في اجتياحه للبنان.
وإنّ تحصين لبنان، يتطلب مضاعفة الإنجازات التي يحققها الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية لجهة مكافحة الإرهاب والقضاء على خلاياه العاملة منها والنائمة، وأن تتحمّل القوى السياسية كافة مسؤلياتها، لجهة التصدّي للخطاب الطائفي والمذهبي والفتنوي الذي في جانب منه يصبّ في مصلحة القوى الإرهابية.
كما يشدّد الحزب على أنّ عملية التحصين تتطلب استقراراً في الحياة السياسية والوطنية، وأن تحقيق هذا الاستقرار يمرّ عبر قانون جديد للانتخابات النيابية يقوم على أساس الدائرة الواحدة والنسبية والانتخاب من خارج القيد الطائفي، ويمرّ بانتخاب رئيس للجمهورية مؤتمن على الثوابت والخيارات الوطنية، ومن خلال تفعيل عمل المؤسسات الرسمية كافة، وعلى مختلف الصعد.
ويعتبر الحزب، أنّ إقامة شبكة أمان وطنية للبنان، هدف ملحّ، لأنها تضاعف من قدرات البلد وإمكاناته في مواجهة الأخطار والتحديات، وتمكّنه من تثبيت حقه وتحقيق مصالحه، وفي مقدّمها مصلحته الوطنية في استخراج النفط والغاز، والتي يعمل العدو الصهيوني وحلفاؤه بأساليب مختلفة للحؤول دون تحقيقها.
ثالثاً: يؤكد الحزب في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة في لبنان، تمسكه بخيار المقاومة، بوصفه فعلاً قومياً تجسيدياً لعقيدة الحزب ومبادئه، والحزب الذي أطلق شعلة المقاومة ضدّ الاحتلال الصهيوني في ثلاثينيات القرن الماضي على أرض فلسطين وقدّم الشهداء، ومن ثم على أرض لبنان من حاصبيا في 21 تموز الى العاصمة بيروت في 24 أيلول وفي كلّ قرية ودسكرة وقدّم الشهداء والاستشهاديين، فهو اليوم يترجم خيار المقاومة على أرض الشام ويقدّم التضحيات والشهداء دفاعاً عن أرضنا وشعبنا في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف التي تمثل الوجه الآخر للصهيونية العنصرية الإرهابية.
في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة، والذكرى العاشرة لحرب تموز التي انتصرت فيها المقاومة على العدو الصهيوني وحلفائه، يحيّي الحزب كلّ المقاومين الأبطال الذين بتضحياتهم وبدمائهم صانوا خيار المقاومة ورسّخوا ثقافة المقاومة والصمود، ويحيّي بطولات القوميين «نسور الزوبعة» ويعتز بشجاعتهم وإقدامهم وهم يمارسون فعل البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش السوري والحلفاء، ضدّ الإرهاب وداعميه، وكلنا ثقة بأنّ التضحيات ودماء شهدائنا وكلّ الشهداء ستثمر نصراً أكيداً.