رئيسة كوريا الجنوبية تدعم نشر «ثاد» الصاروخي الأميركي وتدعو لوحدة الصف
دافعت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه، أمس، مجدداً عن قرار سيئول وواشنطن حول نشر منظومة «ثاد» للدفاع الصاروخي الأميركية المتقدمة في كوريا الجنوبية.
وأكّدت بارك خلال ترؤسها لاجتماع مجلس الأمن الوطني، أنها لن تتراجع أمام «الانتقادات والمقاومة» وذلك من أجل حماية الأمة، كما تعهدت بتوظيف «كل التدابير الضرورية» لحماية الأمة من التهديدات العسكرية المستمرة من قبل كوريا الشمالية، وأصدرت تعليمات لحكومتها بأن تكون على أهبّة الاستعداد «للانتقام بقوة» في حال تعرضها لاستفزاز.
وقد تمّ عقد جلسة مجلس الأمن الوطني بعد يومين من إطلاق كوريا الشمالية لثلاثة صواريخ بالستية، في احتجاج ظاهر ضد قرار الحليفين لنشر منظومة الدفاع الصاروخي «ثاد» في بلدة سونغ جو التي تقع في جنوب البلاد.
بارك قالت خلال الاجتماع أنّ الحكومة توصلت إلى قرار نشر المنظومة الصاروخية الأميركية لأنها ترى أنّ أفضل وسيلة لحماية الأمة والشعب من التهديدات الكورية الشمالية، مشيرةّ إلى أنّ هناك دعوات مستمرة من بعض السياسيين والمواطنين للتخلي عن الخطة.
وأضافت أنه في «حال وجود سبيل آخر خلافا نشر نظام «ثاد» لحماية شعبنا من هجمات صاروخية محتملة من كوريا الشمالية ، فإن أولئك المعارضين لنشر «ثاد» عليهم أن يأتوا بمقترح آخر».
وفي سياق دفاعها عن قرار نشر المنظومة وجهت بارك انتقادات لبيونغ يانغ لسعيها شق الصف في كوريا الجنوبية، من خلال «تشويه وإدانة القرار والتحريض على المسيرات المناوئة في الجنوب». كما أنها حذرت أيضا من تسييس القضية.
ونقل مكتب باك عنها قولها «إذا استمر انقسامنا وزاد الارتباك المجتمعي بشأن قرار لم يكن أمامنا سوى اتخاذه لحماية البلاد وأرواح شعبنا، فهذا بالضبط هو المسار الذي تريدنا كوريا الشمالية أن نسلكه».
تجدر الإشارة إلى أنّه منذ إعلان سيئول وواشنطن عن خطة «ثاد» في هذا الشهر، ظل هناك جدل مستمر بين المؤيدين والمعارضين حول هذا الأمر.
ويعارض سكان سونغ جو القرار ويوجهون انتقادات شديدة للحكومة لاتخاذها قرار النشر من غير ممارسة عملية نزيهة وشفافة لتلمس آرائهم. ويشعر الكثيرون بالقلق من الشائعات التي تقول، إنّ نظام الرادار التابع للمنظومة يمكن أن يسبب سرطانات وعقم ويضر بمحاصيلهم الزراعية.
و كان سكان يحملون أعلام كوريا الجنوبية ولافتات معارضة قد نظموا مسيرةً في وسط سول، أمس، وقالت الشرطة إنّ نحو 2000 شخص شاركوا في المسيرة منهم محافظ سونغجو الذي ظهر حليق الرأس اعتراضاً على القرار.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من مواجهة صاخبة بين السكان ورئيس وزراء كوريا الجنوبية الذي تعرض للرشق بالبيض والزجاجات البلاستيكية، وحوصر داخل حافلة لعدة ساعات عندما زار سونغجو لشرح القرار نشر منظومة «ثاد».