ماذا بعد عودة المفاوضات اليمنية؟
حميدي العبدالله
استؤنفت من جديد المفاوضات اليمنية اليمنية بإشراف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وبرعاية ودعم من الكويت. ومعروف أنّ الوفد التابع للرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي، كان قرّر الانسحاب من الحوار ما لم تكن هناك التزامات من قبل وفد صنعاء بمجموعة من الشروط التي وضعها الوفد اليمني الآتي من الرياض. وقال الوفد اليمني التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تعترض حركة أنصار الله على أيّ دور له في الحلّ، أنه عاد إلى المفاوضات بعد الحصول على التزامات من وفد صنعاء بالاستجابة للشروط التي يطرحها للحلّ، ولكن حركة أنصار الله قد نفت ذلك.
السؤال هل تقود الجولة الجديدة من المفاوضات إلى التوصل إلى تسوية تنهي الحرب اليمنية؟
من الواضح من خلال استقراء تصريحات المسؤولين المفاوضين في كلا الطرفين اليمنيين، أنّ المواقف لا تزال متباعدة، ولم يحصل أيّ اختراق على أيّ مستوى، سواء المستوى العسكري أو المستوى السياسي في الجولات السابقة، ولا تزال المفاوضات والحوارات تراوح في مكانها. أيضاً التطورات الميدانية تشير إلى أنّ الطرفين غير قادرين على تغيير الوضع الميداني بشكل جذري لمصلحتهما. في ضوء كلّ ذلك، أيّ في ضوء تباعد المواقف من الحلّ بين الطرفين، وفي ضوء استقرار الوضع الميداني، فإنّ إمكانية حدوث خرق في حوار الكويت هي إمكانية معدومة للغاية، وقد تستمرّ جولات التفاوض والحوار أشهراً طويلة وربما سنوات، ولولا خشية المملكة العربية السعودية وحلفائها الغربيين من احتمال استمرار حرب الاستنزاف الاقتصادية والبشرية فترة طويلة، والقلق من احتمال أن يستغلّ داعش والقاعدة الفوضى القائمة لترسيخ وجودهما في اليمن، ولولا معاناة اليمنيين من الحصار ومن الضربات الجوية واستمرار الحرب التي تضغط أيضاً على فريق صنعاء، لولا كلّ ذلك لكان يمكن الاستنتاج بأنّ المفاوضات سوف تستمرّ سنوات طويلة من دون الوصول إلى أيّ نتيجة في ضوء مستوى التصادم في مصالح الطرفين اليمنيين وتحالفاتهما الإقليمية وارتباطاتهما الدولية.
لكن على الرغم من كلّ هذه العوامل من الصعب توقع حدوث اختراق كبير في الجولة الجديدة من الحوار، لأن لا الوضع الميداني قد طرأ عليه تغيير يدفع باتجاه تسريع الحلّ، ولا العلاقات الإقليمية والدولية شهدت تحوّلاً يساعد على الضغط على أحد الطرفين لتغيير موقفه، ولا تزال حالة الاستعصاء قائمة.