ورد وشوك
صارت صاخبة نهاراتها. كل ما يحدث فيها كان بعيداً جدّاً عن حساباتها. وهي التي اعتادت السكينة في كلّ أوقاتها. «ريتم» واحد تسير وفقه أيامها. هدوء قاتل مملّ على رغم كلّ انشغالاتها.
في خضمّ فوضى تعيشها مرغمة ظهر فجأة. يتّقد ذكاء ومهارة، لديه ثقافة عامة تتعدّى حدّ التزمّت والتضييق لتصل إلى رحاب الفكر النيّر. وقبل هذا وذاك أخلاق دمثة تنبئ عن الثقة بالذات واحترام الآخر، من دون النظر إلى خلفيات ما أنزل الله بها من سلطان.
صورة جميلة لفارس الأحلام، برسمها تعتمد على المضمون كأساس. لفتته وكأنه وجد ضالته التي يبحث عنها منذ قديم الزمان، حتى منذ قبل أن يقدّر الله، فيجتمعان في مكان أبعد ما يكون عن الرومنسية والخيال.
سألها من دون أن يطرح السؤال: لم تأخرت في الظهور في حياتي بهذا القدر من السنسن، ولِمَ الاختلاف دائماً يفسد سعادة الإنسان؟
لِمَ الدنيا تعطينا حسبما ترغب؟
لم نترك لها في خياراتنا أن تتحكّم؟
أما خُلقنا أحراراً من لدن الرحمن السلام لنعيش المقدّر من عمرنا، ونرحل إليه كما قدمنا متحرّرين من قيود ليست من عنده بل هي من عمل الإنسان؟
سؤال ما زال يحيّر ذوي الألباب في كلّ زمان ومكان. ترى، هل سيكون لهذا السؤال في يوم جواب؟
رشا مارديني