العبيدي: 01 من أراضي العراق تحت سيطرة «داعش»
يستعد التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي بدعوة من الولايات المتحدة، لاستعادة معاقل «الجهاديين» في الموصل العراقية والرقة السورية وتحريرها من قبضة التنظيم.
ودعّا وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الاجتماع الذي عقد أول أمس، والذي ضم نحو 40 من وزراء الخارجية والدفاع، بلدان التحالف إلى تسريع تبادل المعلومات حول المشتبه في صلاتهم بالإرهاب، «يجب أن يتمكن حرس الحدود في جنوب أوروبا من الاطلاع على نفس المعلومات التي بحوزة رجل الأمن في مطار مانيلا، أو مكتب التحقيقات الفدرالي في بوسطن»….»إذ بات التنظيم المسلح بصدد التحول من دولة وهمية إلى شبكة عالمية للإرهاب، وهدفه الوحيد هو قتل أكبر عدد من الناس الأبرياء».
كما قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، في ذات الاجتماع «لا يمكننا السماح بتأخير جهود تحقيق الاستقرار في العراق بموازاة التقدم العسكري الحالي للتحالف».
من جهته صرّح ممثل الولايات المتحدة في التحالف بريت ماكغورك بأنّ «تحرير الموصل أصبح في الأفق»…. «يتعين علينا تشجيع جميع الأطراف لوضع خلافاتهم جانباً»، داعياً إلى جهود دبلوماسية مكثفة يبذلها التحالف لدى العراقيين.
وأضاف ماكغورك أنّ حملة الموصل التي يسكنها مليونا نسمة، وأعلنها التنظيم «الجهادي» صيف عام 2014 عاصمة «الخلافة»، ستكون «الأكثر تعقيداً» في علميات التحرير التي خاضتها القوات العراقية حتى الآن.
من جهته، قال مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني «إنني على ثقة من أننا سنشهد بداية عزل الموصل في الأشهر المقبلة».
وفي السياق، صرّح مسؤول أوروبي كان حاضراً الاجتماع في واشنطن بأنّ « استعادة الفلوجة مؤخراً وقاعدة القيارة الجويّة، وهي رأس جسر أساسي للهجوم على الموصل، كانت أسرع من المتوقع في الخطط العسكرية الأولية للتحالف».
وبحسب المسؤول الأوروبي الذي أبدى تخوفه كما هو التحالف، حّيال ما سيحدث أثناء وبعد تحرير المدينة، «يجب أن تكون الاستجابة السياسية من العراقيين سريعة».
من جهةٍ أخرى، أقرّ مسؤول رفيع في التحالف بأنّ القضاء التام على سيطرة «الجهاديين» في العراق وسورية، حيث يتمركز في عاصمته الرقة، قد يستغرق «سنة أخرى أو سنة ونصف».
إلى ذلك، أكّد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، أن أقل من عشرة في المئة من الأراضي العراقية لا تزال تحت سيطرة تنظيم «داعش»، لكن التقدم في المعارك لم يقابله تحسن أمني داخل البلاد.
وشدّد العبيدي، في تغريدات على «تويتر» من واشنطن أول أمس، قبل اجتماع لوزراء دفاع التحالف الدولي، قائلاً إنّ «التقدم في الأداء العسكري لا بد أن يقترن بمزيد من التقدم في الملف الأمني». وأضاف أنّ الملف الأمني «لم نحقق تقدماً كبيراً فيه»، متابعاً أنّ «مجزرة الكرادة مثال صارخ» على ذلك.
وأكّد أنّ «العراق بحاجة إلى دعم حلفائه في مجالات حفظ أمن المدن والحدود، وفي تشكيل مراكز العمليات المجهزة بالتقنيات ونظم الإنذار والسيطرة والمراقبة».
وكان التنظيم الإرهابي قد استولى في ذروة حملته قبل سنتنين على ما بين 30 و40 في المئة من الأراضي العراقية، لكنه تقهقر بصورة كبيرة، علماً أنه لا يزال بإمكان مسلحيه إلحاق أضرار هائلة بالبلدات والمدن العراقية من خلال التفجيرات الانتحارية.
وقال العبيدي إنّ المعركة لاستعادة الموصل، أكبر معاقل «داعش» المتبقية، والتي اكتسبت زخماً دافعاً منذ استعادة الفلوجة في الأنبار وقاعدة القيارة الجويّة قرب الموصل، تتطلب دعماً جوياً دقيقاً ومكثفاً وجهداً هندسياً و استخباراتياً فعالاً.
وأشار إلى أنّ معركة تحرير الموصل تتطلب تنسيقاً فعالاً مع قوات البيشمركة الكردية، مشدداً على أنّ إشراك قوات الحشد الشعبي سيتم طبقاً للخطط العسكرية، وقرار القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة حيدر العبادي.
على صعيد أخر، اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، الولايات المتحدة بإدخال تنظيم «داعش» إلى العراق، وفيما جدد رفضه لأيّ تدخل عسكري أجنبي في الأراضي العراقية، هدد بالتعامل مع أميركا أو أيّ دولة غيرها كـ»غزاة محتلين» في حال أرسلت جنوداً إلى البلاد.
وقال الصدر في ردهِ على سؤال لأحد أتباعه بشأن «الأساليب المضادة لمحاربة» أميركا و«إسرائيل» بحسب السومرية نيوز، إنّه «حسب فهمي أنّ أميركا أرادت أن تكون المنقذ للشعوب وعلى رأسها الشعب العراقي، إلا أنّ ما جرى من أحداث دموية فيه أدى لعكس ذلك».