البرلمان التونسي يتجه لعزل الصيد من منصبه

قالت أحزاب الائتلاف الحاكم التونسي، إنها لن تمنح رئيس الوزراء الحبيب الصيد الثقة ليصبح عزله أمراً محسوماً، فيما تستعد تونس لحكومة وحدة وطنية دعا إليها الرئيس السبسي الشهر الماضي.

وكان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي دعا الشهر الماضي لحكومة وحدة وطنية، تكون أكثر جرأة وتضم عدداً أوسع من الأحزاب إضافة لمستقلين والاتحاد العام التونسي للشغل، لكن اتحاد الشغل الذي له تأثير كبير رفض المشاركة في الحكومة.

ويتعين على الصيد الحصول على 109 أصوات أي أغلبية الأصوات في البرلمان لتجديد الثقة بحكومته، ولكن هذا أصبح أمراً شبه مستحيل بعد أن اتفقت أحزاب الائتلاف على عدم تجديد الثقة فيه.

ويضم الائتلاف الحاكم حزب «نداء تونس» العلماني وخصمه حزب «النهضة» الإسلامي إضافة إلى حزبي «آفاق تونس» و»الاتحاد الوطني الحر».

وقال سفيان طوبال رئيس كتلة «نداء تونس» في البرلمان،: «الحزب حسم أمره ولن يجدد الثقة في الصيد».

كما لن تجدد حركة النهضة، وهي الكتلة الأكبر في البرلمان الثقة بالصيد، وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي للصحفيين الجمعة الماضي: «الحبيب الصيد لم يعد مطروحاً رئيساً جديداً، وحكومته أصبحت حكومة تصريف الأعمال.. هناك اتفاق بين أحزاب ومنظمات على ضرورة التغيير».

وهناك اتفاق بالفعل بين أحزاب الائتلاف الحاكم الذي يضم ما يفوق 150 نائباً، على سحب الثقة من الصيد إضافة إلى أنّ أحزاباً معارضة قالت إنها ستسحب الثقة منه.

من جهته قال الحبيب الصيد: «لا مشكلة لدي في الخروج… ولكني أرفض دفعي للاستقالة… أرفض الهروب وأفضل المواجهة وعرض حصيلة ما قمت به خلال عام ونصف»… « أنا جاهز لمد خليفتي بكل ما يحتاج عند الخروج»، في إشارة واضحة إلى أنّه لن يبقى. وأضاف أنه يأمل أن يواصل رئيس الوزراء المقبل العمل الذي أنجزه في المجال الاقتصادي والأمني لا أن يعود إلى نقطة البداية لأن في ذلك خسارة للوقت.

ولأن الأحزاب السياسية لم تعلن عن الخطوات المقبلة بعد عزل الصيد في البرلمان نهاية الشهر الحالي، فإنّ مشاورات غير رسمية تجري حول اختيار رئيس وزراء جديد، قد يكون من بينها وزراء سابقون عملوا مع الرئيس السابق زين العابدين بن علي من بينهم وزير التنمية السابق محمد النوري الجويني.

إلى ذلك، انطلقت في تونس السبت أعمال المؤتمر التأسيسي لحزب «حركة مشروع تونس» الجديد والذي انشق عن حزب «نداء تونس» الذي أسسه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.

وافتتح محسن مرزوق المنشق الذي كان الأمين العام لـ»نداء تونس» أعمال المؤتمر التأسيسي لحزبه الجديد في ظل مراقبة أمنية مشددة.

وكان مرزوق أطلق حزبه الجديد «حركة مشروع تونس» في آذار، الذي يهدف بحسب «ميثاقه التأسيسي» إلى «استكمال المشروع الوطني العصري» استناداً بالخصوص إلى «فكر الزعيم الحبيب بورقيبة» أول رئيس لتونس المستقلة.

وحضر حفل افتتاح المؤتمر، أكثر من ثلاثة آلاف شخص، ومن المقرر أن يستمر ليومين في مدينة الحمامات شمال تونس.

وذكر مرزوق خلال الافتتاح «نحن على اختلاف جذري مع كل من يخلط السياسة بالدين»، في إشارة على ما يبدو إلى حزب النهضة الإسلامي، الذي يُشكل أكبر قوة برلمانية. وأضاف أنّ «تونس تحتاج إلى اصلاحات كبرى ومبادرات مهمة، وإلى برنامج إنقاذ عاجل». وأوضح مرزوق «سندرس خلال هذا المؤتمر ما اذا كنا سنشارك أم لا في الحكومة المقبلة»، مشدداً على ضرورة «أن تتوافر فيها كفاءات عالية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى