نجوى قصاب حسن تدرس الأغنية العربيّة على مدى قرن
صدر ضمن منشورات «دبي الثقافية» عدد آب كتاب «هكذا تكلمت الأغاني- تحليل مضمون 2800 أغنية عربية منذ بداية القرن العشرين وحتى العام 2012»للباحثة نجوى قصاب حسن، في نحو 370 صفحة قطعاً وسطاً والكتاب من الأعمال النادرة على المستوى العربي، والرائدة في مجال البحث حول موضوع الأغنية ودلالاتها.
تقدم الباحثة نجوى قصاب حسن رؤية وصفية تحليلية نقدية لمضامين كلمات الأغاني التي انتشرت خلال نحو 100 سنة وشكلت في مجموعها إطاراً فكرياً ثقافياً ومنحى وجه مسار التأليف ولأشعار الأغاني وأدبياتها التي يتجدد حضورها وتتكرر ملامحها عبر العقود المتتالية إلى وقتنا الراهن، من خلال جمع 2800 أغنية وقراءتها. والأغاني اختارتها حسن بدقة من ست دول عربية هي سورية ولبنان والعراق ومصر وفلسطين والأردن، وهي في مجملها أغنيات دارجة وشائعة في تلك الدول منذ بداية القرن العشرين حتى عام 2012.
تقول حسن: «كون الأغاني هي الحامل الحقيقي للمشاعر والمتنفس المعبر عن لواعج النفس، فإنها تحرر مكنونات العواطف وتختصر ألوان طيفها لتشكل سجلاً حافلاً بتفاصيل الحالة العاطفية، ثم تطلقها بعد ذلك في الأثير، كي تكون نفحات جمال وإبداعات تتلقاها الآذان والقلوب وتتبناها وترددها وتعيش معانيها على مدى السنين. تمّ تصنيف المشاعر التي تمّ التعبير عنها في أغاني العينة المدروسة وبيان تكراراتها لتكون مؤشرات دالة على صور الحب وحالاته المعيشة، كما تم التوسع في توصيف عالم الحب والتعريف به وبأحواله وبما كتب عنه في التراث والشعر والإنتاج الأدبي والفكري كمدخل أو خلفية ثقافية مهّدت لقراءة محتوى الأغاني من منظار تاريخي وسوسيولوجي. كما تمّ تعريف الحب ودرجاته وأحواله وعلاماته، وتمّ إبراز العديد من النقاط المتعلقة بخصوصية توصيف حالات الحب وأنواع المشاعر المرافقة له في عينة الأغاني المختارة في موضوع الدراسة».
تؤمن قصاب حسن بأن المعرفة هي في ذاتها الغاية الأسمى والثروة الأغلى لكل باحث وفنان يسعى إلى المساهمة في بناء مجتمع عربي أرقى وأكثر تحررًا واستنارة.
نجوى قصاب حسن من مواليد دمشق عام 1943، تعمل مدرسة في جامعة دمشق، قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية، وهي عضو جمعية البحوث والدراسات، صدر لها كتاب «التفكير الاجتماعي عند العرب».