العبادي: لا مكان لأية جماعة مسلحة خارج إطار الدولة
بالتزامن مع التفجيرات الإرهابية المتنقلة بين بغداد وكربلاء وبابل، كان هناك حراك سياسي واسع لتشكيل الحكومة العراقيّة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، الذي أكد في أول مؤتمر صحافي بعد تكليفه بتشكيل الحكومة في الحادي عشر من الشهر الجاري أهمية تعزيز الثقة بين الكُتل السياسية، والتعاون بين الجميع من أجل مواجهة الإرهاب.
وقال العبادي أمس: «لا مكان لأية جماعة مسلحة خارجة إطار الدولة»، مؤكداً أن أأي جهد لإسناد الدولة يجب أن يكون تحت إشراف القوات المسلحة. وأضاف: «أؤكد أن السلاح يجب أن يبقى بيد الدولة، لا مكان لأية جماعة مسلحة سواء كانت ميلشيات أو عشائر أو حشداً شعبياً». وتابع: «لا نسمح بالسلاح وبالجماعات مسلحة خارج إطار الدولة، يجب أن تكون جميعها تحت سيطرة القوات العسكرية والأمنية».
وقال العبادي: «نحن نرحب بالحشد الشعبي، بل مقاومتنا للإرهاب قائمة على الجهد الشعبي من العشائر والمواطنين الذين ضحوا بأرواحهم وبكل ما يملكون في مواجهة الإرهاب». وأضاف: «لكن يجب بحسب توجيهات المرجعية أن تكون تحت ظل الدولة، والإرهاب يستغل أي خرق هنا وهناك، ولاحظنا ما حصل في مسجد مصعب بن عمير من عمل جبان في قتل المصلين وقتل الأبرياء وقتل العسكريين كذلك».
وأردف رئيس الوزراء المكلف: «في مثل هذه الأمور يجب أن نتوحد، ولهذا أدعو الكتل السياسية إلى أن تتوحد موافقها في مواجهة الإرهاب، لا يجوز أن نكون ضحية مؤامرات الإرهاب، التي تحاول أن توقع بين أبناء الوطن الواحد».
من جانب آخر التقى العبادي في مكتبه ببغداد وزير الخارجية النرويجي بورغ برندة، وبحث معه آخر المستجدات السياسيّة والأمنية في العراق، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيلها، بما يخدم المصالح المتبادلة والقواسم المشتركة بينهما.
ووصل وزير الخارجية النروجي إلى بغداد أمس، بعد يوم واحد من وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العراق، للقاء كبار المسؤولين السياسيين والدينيين في البلاد.
ظريف يلتقي السيستاني
والتقى ظريف أمس في مدينة النجف الأشرف بالمرجع الديني السيد علي السيستاني.
وكان ظريف قد وصل صباح أمس إلى مدينة النجف الأشرف، في اليوم الثاني من زيارته العراق، حيث بحث خلال لقائه السيستاني قضايا العراق والتهديدات التي تواجهها دول المنطقة.
تفجيرات تستهدف كربلاء وبابل
أسفرت تفجيرات إرهابية بسيارات مفخخة ضربت عدداً من المدن العراقية اليوم عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى غالبيتهم من المدنيين الأبرياء. وقد وقعت التفجيرات بعد وقت قصير من مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي أكد فيه أهمية تعزيز الثقة بين الكُتل السياسية وتعاون الجميع من أجل مواجهة الإرهاب.
وطاولت التفجيرات مُدن بغداد وبابل وكربلاء، إذ استهدف انتحاري حسينية الإمام علي عليه السلام في منطقة بغداد الجديدة، وتسبب بسقوط أربعة وثلاثين شهيداً وجريحاً في حصيلة أولية لعدد الضحايا.
وفي وقت لاحق انفجرت سيارتان مفخختان وسط مدينة الحُلة مركز محافظة بابل، إحداهما قرب مبنى المحافظة، والثانية قرب أحد المساجد، وتسببا باستشهاد ستة أشخاص وإصابة خمسة عشر آخرين، وفق ما ذكرت مصادر صحيّة في المحافظة.
وفي وقت متقارب، شهدت منطقتا باب طويريج، وشارع ميثم التمار في محافظة كربلاء المقدسة انفجار سيارتين مفخختين كانت حصيلتهما خمسة شهداء وتسعة جرحى.
يذكر أن مناطق شمال بابل تشهد عمليات عسكرية مستمرة كونها تعد ملاذات لمسلحين يشكلون خطراً على محافظات وسط العراق وجنوبنه، وذلك تزامناً مع تواصل العمليات العسكرية الأمنية لطرد تنظيم «داعش» من المناطق التي ينتشر فيها في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، بينما تستمر العمليات العسكرية في الأنبار لمواجهة التنظيم.
وعلى صعيد مواجهة الإرهابيين، أعلنت قيادة عمليات بغداد، أنها تمكنت من قطع خطوط الإمداد عن تنظيم «داعش» في أطراف العاصمة وأعماقها بعمليات نوعية، فيما أكدت اعتقال الأمير العسكري لقاطع الرصافة في التنظيم والمتورط بتفجير عدد من السيارات المفخخة في الكرادة ومدينة الصدر.
ودعت قيادة عمليات بغداد، إلى عدم جعل دور العبادة ملاذات آمنة لانطلاق العمليات الإجرامية بحق المواطنين.
في موازاة ذلك، أفاد مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار أمس، أن ثلاثة من عناصر «داعش» قتلوا، فيما دُمّرت عجلتان باشتباكات مسلحة جنوب المحافظة.
وأفاد مصدر عراقي في شرطة محافظة صلاح الدين عن إحباط هجوم لـ»داعش» على قضاء طوزخرماتو ومقتل عدد من المهاجمين. وقال المصدر إن «قوات الشرطة والبيشمركة ومتطوعي الحشد الشعبي وبإسناد من طيران الجيش تمكنت صباح أمس، من إحباط هجوم لمسلحي «داعش» استهدف قضاء طوزخورماتو، 90 كم شرق تكريت ، ما أسفر عن تدمير 12 عجلة تابعة للمسلحين تحمل أحاديات ومقتل من فيها».
وفي السياق نفسه، أفاد مصدر أمني عراقي في محافظة صلاح الدين، بأن انتحاريين اثنين قتلا بانفجار سيارة مفخخة كانا يرومان استهداف رتل عسكري جنوب تكريت.